السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما علاج الكبر والغرور؟
وجزاكم الله خيرًا
16/9/2024
رد المستشار
كنت أريد أن أعرف تصورك للكبر والغرور، ومواقف ومشاعر تتحرك في صدرك تجاه الآخرين؛ لنتحدث كما أحب دائمًا عن شيء محدد، وحالة بعينها. أما الأسئلة العامة فلن تظفر إلا بإجابات عامة.
فالكبر والغرور هو بطر الحق، وغمط الناس هكذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم. فحين يتصور أحد أنه ينطق بالحق المطلق، أو أنه فوق الحق، ويكون سبيله المتكرر التقليل من شأن الناس وأعمالهم متصورًا أنه حين يقلل منهم يزداد، وحين ينال منهم يتحقق ـ فهذا هو عين الكبر والغرور، وعلاج هذا أن ينظر بتأمل إلى نفسه وعيوبها –ولا يخلو إنسان من عيوب– وينظر بإنصاف إلى الآخرين، وصفاتهم الطيبة، ينظر إلى النقص فيه فهو إنسان محدود: علمه محدود، وإدراكه محدود، وعمره محدود.
وهو إنسان من مادة تبلى وتمرض، فإن كان جميلا فلن يبقى هكذا أبدًا، وإن كان صحيحًا فلن يكون كذلك دائمًا، وإن صفت له حياته فغدًا تتكدر، وإن ابتسم له الدهر حينًا فلن يكون من الخالدين.
كل ابن آدم خطاء، وكلهم أصلهم نطفة، ومصيرهم جيفة، وبين هذا وذاك يحمل في جسده النخامة والخبث من إفرازات الجسم، وفضلات الطعام... إلخ.
ليس الإنسان إلهًا، ولا نصف إله، بل هو ليس شمسًا تدور حولها الكواكب، وليس قمرًا يستضيء به الناس، ويكتبون في جماله شعر الغزل، إذا غرته قوته فالثور أقوى، وإن غره جماله ففي الكون من صور الجمال ما هو أبهى، وإن غره ماله فقد كان "قارون" أغنى فخسف الله به وبداره الأرض في لحظة.
الكبر طريق بائس يبدأ بالكبر على الناس، وينتهي بالكبر على الله سبحانه، ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر.
لأن هذه الذرة حتمًا ستفسد عليه عبادته، وعلاقته مع الله والناس.
فلينظر من يريد العلاج إلى ضعفه ونقصه ومحدوديته، وليتأمل في حكمة الله وقدرته وعظمته، وكونه الواسع الزاخر؛ فيعلم أنه لا يساوي شيئًا إلا بالتقوى والعمل الصالح؛ فعندها يحبه الله فينادي: يا جبريل، إني أحب فلانًا فأحبه فيحبه جبريل، وينادي (جبريل) في أهل السماء: يا أهل السماء، إن الله يحب فلانًا فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض.
أما المغرور المتكبر فينتفخ هواءً فاسدًا، ويضل فينحدر حتى يصبح –عند الله- أقل من البهائم وقد قال الرسول ـصلى الله عليه وسلم- ما معناه: ما زال الناس يعصون ربهم ولا يستغفرونه حتى يمنع عنهم القطر، ولولا البهائم لم يمطروا. والله أعلم
واقرئي أيضًا:
ما هو علاج الكبر؟
الغرور والشعور بالعظمة والإحباط