رسالة أريد لها الجواب
السلام عليكم لا أدري من أين أبدأ أنا طالب جامعي أحاول الاجتهاد في ديني ودنياي إلا أنني في بعض الأحيان أحيد عن الطريق وأكبر نقاط ضعفي الشهوة للجنسين ولكنني كنت الحمد لله أتوب من كل مرة في إحدى المرات عزمت على التوبة مطلقا وأخذت برهة من الوقت على ذلك ولكن سرعان ما كنت أسأل عن أحكام كثيرة فلا يكاد يخلو يوم من فتح الإنترنت والبحث حتى وصلت إلى أنني أبحث هل هذا الأمر مكفر أم لا؟ حينها بدأت الأمور تأخذ منحى لا أطيقه أن تصحو كل صباح تقريبا وأنت تفكر هل أنت ارتكبت مكفرا أم أنك مسلم.
في الماضي كنت أقوم مثلا بمشاهدة بعض مقاطع المازوخية والسادية وأستمتع بها بل إنني تواصلت مع أشخاص ومثلت بأنني فتاة لكي يمارسون هذا الشيء معي من سب لأنفسهم وإذلال كنت أشعر بالذنب فورا بعد ذلك وتبت من ذلك الحمد لله غير أنني ابتليت أن ذلك الأمر قد يكون مكفرا أعني فعل المازوخية وما شابهها فأمضيت أسبوعا كاملا في ظلام في انعدام أمل في عدم قدرة على فعل أي شيء حتى الصلاة كنت أجاهد نفسي عليها ولا أعقل منها شيئا حتى سألت شيخا وقال بأن ما فعلت غير مكفر، ومن تلك اللحظة بدأت الشكوك في أمور كثيرة فمثلا النوم على الجانب الأيسر كفر كنت أشك أنه ذلك لأنك فضلت نفسك على سنة النبي وكره لحم الطير كفر لأنه من نعيم الجنة والكثير من وساوس الاستهزاء سواءا بالكلام أو بالضحك.
المشكلة أيضا أنني أمضي الكثير من الوقت قد يتجاوز الأمر الساعتين في بعض الأحيان أحلل وأتناقش مع نفسي والنتيجة يجب أن أسأل شيخا من خلال موقع إسلام ويب خلال الواتساب حتى ملوا مني أيضا إذا سمعت آية وأنا متأكد أنها في القرآن يجب أن أبحث عنها وأتأكد قد تسألونني لماذا تفعل ذلك؟ أفعل ذلك لكي أتوقف عن القلق أفعل ذلك لأنني سأشعر بالذنب لو لم أفعل كل يوم بشبهة أقرأ القرآن تأتيني الشبهات بكثرة أسمع الخطبة أخرج بشبهة أو شبهتين الشيطان قد يأتيني بعشر شبهات في ساعة لا أريدها ولا أعتقدها ولكن ماذا أفعل فالخطب جلل والأمر في الدين وهل أملك أغلى منه لا أعلم هل أنا موسوس أم أن ذلك الأمر ليس بوسواس؟
أشعر بأن طريقة أنني أسأل ثم أتلقى الإجابة مهلكة وغير عملية والتجاهل صعب مهما كان الأمر واضحا لا أعلم ماذا أفعل مثلا في اللغة العربية أجد نفسي مثلا حين أسمع المعلق يقول قوووول فتأتيني فكرة أن المعلق لو قال هدددف فإن التعليق سيكون سيئا يا إلهي هل الآن إذا اعتقدت ذلك الشيء كفرت أم أن كلمة قوول صوتها موسيقي وقابلة للمد واللغة العربية لا عيب فيها كما أؤمن والكثير والكثير من تلك الأمور.
أرى رجلا ملتحيا فيأتيني ويقول إن اللحية شوهت منظره وأدخل في نقاش أثبت عكس ذلك. في الختام هل كل ما سبق يعني أنني مصاب بالوساوس علما بأنني مررت بأمر شبه ذلك عندما كنت في 14-16 سنة، هل أتجاهل كل شيء في كل أمور الدين علما بأنه كان يأتيني خارج الدين وكنت أعالج الأمر بماذا سوف يحصل مثلا لم أذاكر جيدا لاختبار فأرد ماذا سوف يحصل رسوب ذلك ليس موت أو دخول نار فكان يذهب، ولكن حينما أتى في الدين فما الذي سوف يحصل سوف يكون وخيما.
شكرا لكم علما بأنني أخاف أن إجابتكم عليّ سوف تكون كمسكن الآلام.
ولكن سأقاتل سأقاتل ولو كانت المعركة صعبة.
15/9/2024
رد المستشار
الابن المتصفح الفاضل "رائد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
أعلق أولا على قولك (أكبر نقاط ضعفي الشهوة للجنسين) لأسأل لماذا قلت للجنسين؟ هي دائما للأنثى أو بديلها إن تعذر وجود الأنثى كما في غالبية الذكور الطبيعيين في سنوات توقد الشهوة أو الرشد المبكر، وغالبا ما تتلاشى كل هذه الذكريات الجنسية مع النضج والحصول على شريكة الحياة.
ثانيا كنت دائما تتوب من الذنوب ثم تتعثر وتقع وهذا طبيعي وإنساني لكنك لم تكن لتقبل حتى وصلنا إلى (إحدى المرات عزمت على التوبة مطلقا وأخذت برهة من الوقت على ذلك، ولكن سرعان ما كنت أسأل عن أحكام كثيرة فلا يكاد يخلو يوم من فتح الإنترنت والبحث) هنا بدأت الوسوسة الكفرية تهاجم حديث عهد بالالتزام، لديه ميول وسواسية أغلبها حميد لكن الوسواس القهري يستطيع استغلالها إضافة إلى شدة رغبتك في الالتزام والإحسان.
ثالثا تقول (أيضا إذا سمعت آية وأنا متأكد أنها في القرآن يجب أن أبحث عنها وأتأكد قد تسألونني لماذا تفعل ذلك؟ أفعل ذلك لكي أتوقف عن القلق أفعل ذلك لأنني سأشعر بالذنب لو لم أفعل) تأتيك الوساوس أن الآية محرفة مثلا أو ليست في القرآن وأنه يجب أن تتأكد وإلا فأنت مذنب! فيستعر القلق والخوف من الذنب فتذهب لتتأكد من المصحف الشريف!... عندما تكون متأكدا أن الآية في القرآن فيأتيك الوسواس بأي شكل فيها عليك أن تتجاهله وألا تراجع المصحف ولا أي نص قرآني وألا تتوقف عما تفعل فلا ترد عليه ولا تحاول حتى تذكر الآية لأن كل هذا لن تكون نتيجته إلا أنك ستزداد شكا وتبقى غير متيقن وسبب ذلك أن الذاكرة من الدواخل ومريض الوسواس القهري لديه نقيصة نسميها عمه الدواخل تجعله لا يصل وصولا واثقا لدواخله أو معلوماته الداخلية، كما شرحنا في مقالة: الوسواس القهري: الشك وعمه الدواخل3
أما كل ما ورد في إفادتك فيشير بوضوح إلى الوسوسة بالخوف من الكفر، وكل ما ذكرته أصلا لا يكفر بسببه العاقل الصحيح، أما أنت فعقلك موسوس ونصيحتي لك هي: اعتبر كل حوار عقلي أو حديث نفس أو سؤال يتعلق بالكفر والإيمان والاستهزاء والاستجلاب... إلخ اعلم أنك موسوس بالكفر وأن هذا وسواس ولا يوجد في حياتك ما يمكن أن يقال عنه (أن ذلك الأمر ليس بوسواس) ما دام ارتبط بالكفر أو بأي من معانيه شكا أو شركا أو ردة... إلخ. كل هذا في حقك كمريض وسواس الكفرية لا وجود له لأن الموسوس بالكفر لا يكفر في كل الأحوال التي قد يحكم فيها بكفر صحيح العقل، والوسوسة تسقط التكليف.
اقرأ على مجانين:
وسواس الكفرية: التعمد والاستهزاء والنية!
وسواس العقيدة: تجاهل والوسوسة تسقط التكليف
وسواس الكفرية: الاستهزاء ليس بالدين فابتسم!
وسواس الكفرية: استهزاء لا ليس استهزاء!
أخيرا قولك: سأقاتل سأقاتل ولو كانت المعركة صعبة؟ أرد عليه بنصيحة مؤداها التحذير من المكافحة الشخصية للوسواس مهما كانت باسلة تقاتل فيها بكل ما أوتيت من قدرة على المقاومة! لأن العلاج غالبا تحتاج فيه من يساعدك وما يساعدك، وليس ولا يستحب فيه استعراض العضلات يا "رائد" يا ولدي... فإذا لم تجد نفسك قادرا على التجاهل فنصيحتي هي أن تتواصل مع طبيب ومعالج نفساني ليتم استكمال التشخيص وتأكيده ووصف برنامج العلاج اللازم.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.