السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
مشكلتي أني مخطوبة لشخص فوق الممتاز وميزاته فوق عيوبه بمراحل، وكان أساس موافقتي عليه هو الدين والخلق الحسن، زي ما رسولنا وصانا عليه الصلاة والسلام، وطبعا القبول النفسي لأن يكون زوج المستقبل قبل كل شيء.
المشكلة أن مشاعري ملخبطة جدًا، ساعات أحبه وأكون محتاجة له، وساعات تجيلي وساوس إنه مش مالي عيني ولا قلبي، وإني لا أطيقه ولا أطيق سماع صوته أو حتى أشوفه بس هذا الوقت يستمر لفترة بسيطة ثم أرجع أحسن بالصلاة والدعاء، ثم وقفته (خطيبي) جنبي لأنه عارف إني ملخبطة في مشاعري، وهو يطمئنني؛ لأنه يحبني بجد، بس أنا مضايقة جدا.. أنا لا أرى غير عيوبه بس، مثل إنه "مش روش" ورفيع مع إني عارفة أن هذا ليس عيبًا!، وإنه ممكن يزداد في الوزن بعد الجواز، لكن لا أعرف لماذا!؟
أحيانًا أنظر إلى عيوبه كأنها جبل، وهي مش جبل طبعا!؛ لأن العيوب التي يصعب تصليحها فعلا هي الأخلاق والبخل والكذب، وهو ما شاء الله ممتاز، لكن ليه أنا كده؟! ولما حد يقولي خطيبك رفيع أو حاجة من اللي أنا شايفاها عيب فيه أفضل أعيط لوحدي وببقي مش طايقاه.. ليه أنا كده؟!!
أنا خائفة وقلقة، أنا قربت أتجوز ومفيش عندي حماس زيه، أعمل إيه؟! لا أريد يوم فرحي أكون زعلانة ولو شيئا بسيط.. ساعدوني أرجوكم.. أنا أقول لنفسي ساعات إني لو كنت أخذته عن حب لم أكن لأرى عيوبه.. بس أنا أخذته لدينه وخلقه وعملت بوصية الرسول (من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) لكن أنا خائفة؛ لأني كان حلم عمري أرتبط بإنسان كان في بينا قصة حب مش صالونات مثل هذا، لكن أقول أيضا يوجد أناس تزوجوا صالونات وحبوا بعض، وناس تزوجوا عن حب ثم انفصلوا أو لم يعد يحبون بعضهم مثل قبل الزواج.. أنا أحبه حب عقلاني جدا ليس به لهفة ولا شوق ولا سهر ولا هذا الذي نراه في الأفلام.
الذي أريده حقا وكل يوم أدعي ربنا يحققه لي لأني بجد واثقة في ربنا جدا لأن ربنا كرمني بإنسان مهما لفيت الدنيا لن أجد في أدبه وأخلاقه وحنيته ورجولته وهو يحبني جداااااااااا، بس أنا مش بحبه قوي وكثيرا جدا أبكي لأجل ذلك، أنا خائفة بعد الجواز تأتيني تلك الوساوس؟!!
هل ممكن بعد الجواز أحس بالحب الذي أريد؟!! أعمل إيه عشان أحبه ومش أشوف عيوبه؟!! أنا خائفة بعد الجواز أندم إني لم أتزوج عن حب؟!! بقرأ قصص عن بنات تزوجن "جوازة والسلام" حتى لا يفوتهم القطار "ميعنسوش" وحسبن إنهم سوف يحبون أزواجهم بعد الجواز، وبعد الجواز لم يفعلن! ويفكرن في الطلاق؟!!
بس أنا لم أوافق عليه حتى لا يقال علي "معنسة" لأني لا زلت صغيرة، لكن أنا اخترته علي أساس إنه إنسان مؤدب وملتزم وسيحافظ علي، أنا عارفة إني اسأل أسئلة وأجيب على نفسي في نفس الوقت بس أرجوكم "حسوا بي" وساعدوني.. في رأيكم ماذا أفعل؟!!
أنا خائفة جدا، وخائفة أفسخ الخطوبة ربنا يعاقبني؛ لأن خطيبي بجد ليس به عيب، يمكن العيب في أنا!! أرجوكم ردوا علي بسرعة لأني قربت على عقد القران ونفسي أبقى فرحانة في اليوم ده جدا، وأكون أسعد إنسانة وخطيبي ده يكون مالي قلبي وعيني.. أرجوكم ساعدوني.
17/9/2024
رد المستشار
ابنتي الصغيرة..
طبعا أنا حاسة بك حبيبتي جدا، يمكن أكثر مما تتخيلين.. لأننا ببساطة كلنا مررنا بنفس الفكرة والمشاعر.. أنت صغيرة وبالتالي مترددة.. فيك شيء من سذاجة وبراءة وطهر.
أولا يا ابنتي لا يوجد شيء اسمه (جوازة حب وجوازة صالونات)... هناك زواج بدأ وانتهى بحلال، وزواج بدأ بحرام وانتهى بحلال.. بمعنى أن ما أسميته أنت زواج عن حب فأنت تقصدين به بالتأكيد أن تكوني قد تعرفت على شاب في أي مكان.. ثم تتعلقين به ويتقدم لخطبتك وتتزوجان.. ولن تتعلقي به بدون أن تتجاوزي خطوط وحدود العلاقة التي وضعها إسلامنا بين الإناث والذكور.. فلا يعقل أن يتعلق إنسان بخيال يراه سائرا.. بل يجب أن يتحدث إليه ويتعرف عليه ويتبادل معه الأفكار والآمال والطموحات ثم المشاعر، ثم يشعر كل منهما أنه لا يستطيع العيش بدون الآخر فيتقدم لخطبتها إذا كان شخصا محترما.. وقد تتزوجه وقد يرفضه أهلها ويرفضها أهله.
إنما الحب هو أساس أي زواج.. وبدل أن تتعرفي على الشاب في الشارع أو الجامعة أو في العمل تعرفت أنت عليه في البيت.. وبدل أن تقومي بالحديث معه (مع شيل الذنوب) قمت بالحديث معه والتواصل وتبادل الأفكار والآمال والطموحات (مع شيل الحسنات).
كانت هذه بداية ضرورية حتى أصحح فكرتك عن زواج الحب هذا الذي ابتلينا بفكرته عن طريق الأفلام والانفتاح الغربي.. فإسلامنا يشرع ألا تتزوج الفتاة إلا عن حب.. وأوجب أن ترضى أن تتم الزيجة، ولكن بالحفاظ على حدود الله سبحانه وتعالى.
أنت تحبين هذا الشاب يا ابنتي ولكن الطفلة والمراهقة بداخلك ما زالت تبحث عن فتى الأحلام صاحب الحصان الأبيض.. فتى الأحلام الذي تنظر إليه بانبهار وتحسدها عليه كل صديقاتها.. نظرت إلى سنك في بداية قراءتي للمشكلة فوجدت أنك بين العشرين والخامسة والعشرين، وغالبا أنت في العشرين.
هذا الشاب هو الزوج الذي تبحث عنه وتتمناه كل فتاة عاقلة ناضجة.. الرجل المؤدب المهذب الملتزم.. الرجل الذي يتفهم جفوة خطيبته أو قلقها وترددها.. أو حتى فتورها تجاهه أحيانا.. يتحمل هذا ويصبر عليه.. هذا هو الرجل.. وهذه هي الرجولة.
لا أعرف كيف أنصحك؛ لأنك أنت صاحبة القرار، ولكنني متأكدة أنك كلما نضجت في التفكير كلما حمدت رب العزة أن أهدى إليك هذا الرجل.. وأنك كلما تعاملت معه عن قرب كلما خفت على حياتك ونفسك من عيون الحاسدات.. وأن الشوق واللوعة والسهر والغيرة والرغبة كل هذه أشياء ستنساب إلى مشاعرك بعد أن يتمكن هذا الشاب الجميل من الوصول إلى الأنثى فيك، فتتعرفين على الرجل فيه.
أتمنى ألا تفسدي ارتباطا جميلا لأنه شاب نحيف.. أولا ليس هو من خلق نفسه على هذه الصورة.. ثانيا هل تفضلين أن تبدئي حياتك مع شاب مفتول ممتلئ يتحول بعد الزواج إلى رجل بكرش.. أم مع شاب نحيف يتحول بعد الزواج إلى رجل ممشوق القوام منضبط القامة؟!
وسعادتك يوم فرحك ويوم كتب كتابك (عقد القران) بيدك وحدك.. نحن من نسمح للآخرين بالتأثير فينا، مع أن الآخرين لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا.. ربما يتمنون أن يكونوا في أماكننا، ولكنها العادة السخيفة التي أصبحت ملازمة لكثير من الفتيات.. السخرية والنقد والبحث عن الكمال الشكلي.. لا كمال الأخلاق والجوهر.. لأن الشكل متغير بتغير الزمن والسنين.. والشكل صورة ننساها من كثرة تعودنا عليها.. أما الأخلاق.. أما الصفات الرائعة التي ذكرتها بنفسك عن هذا الشاب فهذا هو ما نتزوجه.. هذا هو ما سنعيش معه إلى الأبد.. إلى الأبد.