السلام عليكم ورحمته الله وبركاته..
أشكركم على جهودكم ومتابعتكم للمواضيع والرد على استفسارات الجمهور.
أنا شاب أبلغ من العمر 25 سنة، أحببت فتاة عمرها 19 سنة، ورغبت بالزواج منها.
تحدثت مع أبي وأمي عن الموضوع، لكن عارضوا زواجي من تلك الفتاة، وذلك بسب أن الفتاة لديها أخ وأخت أكبر منها وهما معاقان عن الكلام، فقالوا لي (ابعد عنها ولا تتزوجها) خوفا من إنجاب أطفال معاقين عن طريق الجينات الوراثية.
أنا في حيرة، هل أتزوج من أحبتني وأحببتها ولا أبعد عنها بسبب الإنجاب؟
ولكم جزيل الشكر والتقدير..
21/9/2024
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. وأهلا ومرحبا بك على صفحة استشارات مجانين..
رسالتك تثير أوجاعا وآلاما كثيرة في مجتمعاتنا العربية، إنها مشكلة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يمثلون حوالي 2.27% من عدد السكان في كل مجتمع، وقد تزيد هذه النسبة أو تقل تبعا لعوامل متعددة.
أكثر انعكاس لمشكلة الإعاقة تقع على الشخص المعاق نفسه وعلى أسرته وهم جميعا لا ذنب لهم، فهي أقدار الله تعالى على عباده.. وأذكر أن إحدى صديقاتي تقدم لها عريس وأحضر معه أخته المعاقة وقد تعجبت صديقتي من هذا، خاصة أنه لم يحضر معه غيرها، ويبدو أنه واجه مشكلات كثيرة في طريقه للارتباط والزواج نتيجة وجود هذه الأخت إلى درجة أنه قرر أن يصطحبها معه في الزيارة الأولى حتى تتخذ العروس القرار بناء على معرفتها بحالة أسرته.
أدخل إلى مشكلتك مباشرة بعد هذه المقدمة لأقول لك إذا كانت مشكلة إخوة هذه الفتاة هي الإعاقة العقلية التي أثرت على قدرتهم على الكلام، فهذه الإعاقات ليست وراثية، بل تنتج عن مشكلات في أثناء الولادة ونقص وصول الأكسجين إلى الطفل الوليد، أو ترجع إلى إصابات في الرأس تعرض لها الإنسان في صغره وأثرت على المخ، وربما تنتج عن أخطاء حدثت في أثناء إجراء عمليات جراحية، وهناك أسباب أخرى غير معروفة، ولكن نسبة العامل الوراثي قليلة، وربما يظهر إن كان هناك زواج للأقارب متعدد في هذه الأسرة بمعنى أن آباء الأجداد كانوا من الأقارب وكذلك الأجداد أقارب والوالدين أيضا.
المهم.. في رأيي أن عليك أن تستشير طبيبا أو أكثر من المتخصصين، بحيث تشرح لهم الحالة بالتفصيل عن كل من الأخين، تحدث مع الفتاة وافهم منها طبيعة حالة كل منهما وكيف بدأت المشكلة، وما هي الأسباب قبل استشارة الأطباء، وإذا كان رأي الأطباء كما أقول تكون مشكلتك قد حلت ووجدت مخرجا من هذا المأزق، وعليك وقتها أن تخبر والديك بهذا، وكيف أنه لا خوف من موضوع الإنجاب بإذن الله.
ولكن هناك جانب آخر عليك أن تضعه في اعتبارك.. وهو أنه كثير منا لديه اتجاهات سلبية ناحية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، سواء كانت لديهم إعاقات عقلية أم سمعية أو فقدوا أعضاء من أجسادهم نتيجة مرض أو حادث أو حرب، فإن كان من الممكن بالنسبة لمعظمنا أن نتعامل معهم فإنه من الصعب على الكثيرين أن يتقربوا منهم وأن تتحول العلاقات إلى نوع من الصداقة أو إلى علاقات نسب ومصاهرة، وتجد وقتها أن كلامنا يتنافى ويتضارب مع أفعالنا وتصرفاتنا! وقد يرجع هذا إلى أننا لم نتربّ على تقبل الاختلاف مع الآخرين ولا على التعامل مع هذه الاختلافات، فتجد في بلادنا أننا كثيرا ما نتأثر ونعامل الآخرين تبعا لطبقتهم الاجتماعية أو تبعا لجنسيتهم أو مستواهم المادي أو جنسهم.
حتى أن بعض المدارس بدأت تدرك المشكلات التي يواجهها الأطفال نتيجة التمييز في المعاملة، أصبحت تدمج الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في نفس المدارس، بل نفس فصول الأطفال العاديين، والهدف من ذلك أن يتعلم الطفل العادي التعامل مع زميله ومساعدته في أثناء الحصة واللعب معه في أثناء الفسحة، وأيضا أن يلقى المعاق المعاملة الطيبة التي يستحقها بوصفه عضوا في المجتمع، ومن ثم تكون الأمور أكثر يسرا وبساطة حينما نكبر ونفكر في الزواج من أسرة أحد أشخاصها معاق أو نفكر في الزواج من معاق بالفعل.. كل هذه الأفكار قد تواجهها مع والديك، لذا عليك أن تقرأ عن هذه المشكلات بحيث يمكنك إقناعهما بالموضوع.
اقرأ أيضًا:
الإعاقة والزواج: ماذا سيقول الناس؟
خطيبتي.. أبوها لوطي وأخواها معاقان