أنا بنت عندي 22 سنة، متخرجة من سنة، وكنت مخطوبة لمدة سنة وانفسخت الخطوبة من 7 شهور، وأنا السبب علشان كنت ساعات بتردد زي ما أي بنت ساعات بيجيلها تردد، بس أنا من غبائي كنت ببين له التردد ده، ففي الآخر زهق وفسخ الخطوبة، وحاولت أصالحه كتير جدا، والله لمدة 5 شهور بحاول أكلمه بيقفل السكة في وشي، وبعت له رسايل كتير جدا على الموبايل، ومامته كانت قابلتني في مناسبة وإديتنى صوري اللي كانت معاه بطريقة مهينة وعيطت قدامها، وقلت لها يا "طنط مش هزعله تاني ونتصالح"، قالت لي "لا مش هينفع".
وكلمت أخته وعيطت وقلت لها "صلحي الموضوع أنا بحبه وهاتيه عندك وأنا هاجي أصالحه". وما نفعش بردو أنا خلاص ما بقيتش أحاول معاه تاني.
أنا عارفة إني غلطت، وتعبانة جدا على طول بعيط ووزني نزل 10 كيلو من كتر الحزن، وشكلي اتغير، وفي ناس بتتقدم في الفترة اللي فاتت بس أنا ما كنتش برتاح لحد خالص وغير كده مش زيه.
ومن 15 يوم كده جالي واحد أعجب بيا وجه اتقدم وجاب أهله وأنا كان شكلي خاسس مع إنه كان شايفني كده قبل ما ييجى وبعدين ما اتصلوش تاني مع إنه كان فرحان جدا وعمال يتكلم ويهزر ومش عارفة إيه السبب؟ المهم همومي زادت حتى أنا دورت على شغل واشتغلت مندوبة دعاية في شركة أدوية وما بنزلش أشتغل غير قليل أوى، بحس إنى مش قادرة أشتغل وعلى وشك الطرد.
أنا تعبانة أوي وعلى طول بعيط وبدعي ربنا إنه يفرج همي وكمان اللي مزود همي إن أخويا خاطب واحدة من سني وهايتجوز قريب وهايسكن فوقنا وبدل ما يهديني على اللي بيحصللي بيقوللي أصل البنات كتير أوي بصراحة، وفي أحسن منك بكتير بيخليني هموت من الكلام ده.
وكذا مرة يقول لي اخرجي معايه هو وخطيبته وبعدين مرة خرجت ومعاه ماما وبعدين فيه مكان عجبني قلت له صورني فيه فصورني، وقال لخطيبته تعالي اتصوري قالت لا. وبعد أما جينا لقيتها بتكلمه في التليفون وزعلانة منه إنه صورني أنا وما صورهاش هي، أنا سمعت الكلام ده وقعدت أعيط وانهرت علشان ماليش خطيب يعني يفسحني ويصورني.
أنا تعبانة جدا جدا وعلى طول بدعي ربنا ماليش غيره علشان يفرج همي ومش بيستجيب أعمل إيه؟ أنا نفسي أفرح ولو ربنا مش كاتب لي إنى أتجوز عايزة أموت أحسن ولا إن حد يتريق عليا. أنا حاسة إنى هموت من الحزن. بلجأ لربنا وبعيط وبدعيه ومش عايز يفرج همي ومليش غيره هو ربنا بيعاقبنى؟ ولا ده ابتلاء؟ وإيه حل مشاكلي؟ ولو هو ما كانش خير ليا ليه ما رزقنيش باللى أحسن منه وربنا بيجيب دعوة المضطر ليه ما بيستجيبش؟ يعنى أنا متحاوطة بالمشاكل ومش عارفة اتنقذ؟ إيه الحل هو حرام إني أفرح؟ أنا الدنيا سودا في وشى أرجوكم ساعدوني)).
20/9/2024
رد المستشار
قرأت مشكلتك مرتين: مرة بعقلي، والثانية بقلبي.. بعدما قرأتها بعقلي أردت أن أقول لك: إن الله تعالى قد أنعم علينا بآية حكيمة في القرآن الكريم تقول: (عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم)، فالله سبحانه وتعالى يعلم ولا نعلم، فربما خطيبك هذا - الذي انبهرت به - كان سيصبح زوجا قاسيا، أو ربما أنه سيحدث له مكروه بعد الزواج.. أو ربما تظهر فيه عيوب بعد الزواج لم تكن ظاهرة.. أو ربما أنك في الفترة الماضية كنت غير ناضجة بالدرجة الكافية لتحمل مسؤولية بيت، ولعل الله قد أجل هذا قليلا -وأنت ما زلت في الثانية والعشرين- لتصبحي أكثر قدرة على الحفاظ على بيتك وتحمل أعبائه.
المهم.. أن الإنسان فعلا قد لا يدري أين الخير، لذلك يقول رسولنا الكريم: "عجبا لأمر المؤمن، فإن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له".
وعندما قرأت المشكلة بعقلي أيضا أردت أن أقول لك: ليس حرامًا أن تفرحي.. ولكن الفرح ليس مرتبطا في الحقيقة بحدوث أمر معين، ولكنه مرتبط بالطاقة الإيجابية الموجودة بداخلنا، والتي تمنحنا القدرة على الفرح مهما كانت الظروف.
فتلك المرأة التي مات ولدها تشعر بالفرح؛ لأنه شهيد، وتلك الزوجة التي مرض زوجها تشعر بفرح الأجر والثواب على رعايتها إياه، وتلك الفتاة التي تعمل تشعر بالفرح لقدرتها على الإنتاج وأن لها دورا وتأثيرا.
ثم من قال لك إن الخطوبة كلها فرح، وإنها فقط (فسحة) و(صور)، ومن قال إن الزواج كله فرح، وإنه فقط رومانسية وأطفال يملئون البيت ضحكا وابتسامات.
الزواج حلو ومر، والخطبة أيضا حلوة ومرة، والدليل على هذا أن خطيبك قد انفصل عنك؛ لأنه شعر أن ترددك قد يكون علامة أو مؤشرا لضعف القدرة على تحمل المسؤولية.
ولذلك ليس الحل هو أن ننتظر أن تأتي الفرحة أو السعادة من الخارج، وإنما نحييها ونبعثها من داخلنا وذلك بالرضا بما قسمه الله من ناحية، ومحاولة تطوير أنفسنا واتضاح شخصياتنا والتعلم من أخطائنا من ناحية أخرى.. هذا ما أردت أن أقوله لك بعقلي.
ولكني عندما قرأت رسالتك بقلبي، أردت أن أقول لك أشياء أخرى لا تتعارض مع ما سبق.. أردت أن أقول لك أنت ما زلت في الثانية والعشرين، وما زالت الفرص أمامك كثيرة، والله سبحانه وتعالى سيعوضك خيرا مما فاتك، ولكن في الوقت الذي يقدر.. هذه الزهرة الجميلة ما زالت في كامل نضارتها، تلك النضارة التي تستحق أن نحافظ عليها، ولا نرهقها بالبكاء والحزن وتمني الموت.. ولماذا؟ لمجرد أن خطبتك قد فسخت؟
أنت أقوى من أن تنكسري أمام هذا الاختبار البسيط الذي لعله يكون هدية من السماء لتراجعي شخصيتك، وتبدئي خطة طويلة من الإنضاج والتطوير.
بالمناسبة البنات ليسوا أكثر من الذكور كما يظن البعض، فعدد الإناث في مصر مثل الذكور تماما وفقا للإحصائيات الرسمية.. وما زال الشباب في اللحظة التي أكتب فيها هذه الكلمات يبحثون عن الفتاة العاقلة الحكيمة المهذبة المتدينة.. فكوني أنت هي.