شعور العار
السلام عليكم ورحمة الله، في البداية أود شكر مجهودكم العظيم في هذا الموقع والاستشارات الفعالة جزاكم الله خير الجزاء.
أنا الابن الأكبر في عائلتي منذ الصغر تعرضت لتهميش كبير من جميع أفراد الأسرة تقريبا حتى عمر المراهقة بالإضافة للتعنيف الجسدي من الوالدة والتنمر الشديد بالمدرسة لعدم نطقي بعض الحروف.
ولكن ولله الحمد بالرغم من هذه الصعوبات فإن لي شخصية صلبة تعشق التحدي فكنت ألقي في الإذاعات المدرسية بالرغم من ضحك جميع من في الطابور ومنهم مدرسي الذي أخرجني للإلقاء وذاك لم يكسر عزيمتي فشاركت بإلقاء شعر أمام أمير منطقتي ولله الحمد ومع العزيمة والإصرار ورفض الوالد لعرضي لمختص نطق رغم طلبي المستمر؛ تغلبت على هذه المعضلة بنفسي مع مرور الوقت والتدريب المستمر ولله الحمد شعرت بنشوة كبيرة بتخلصي على أكبر هم ينغص علي معيشتي في تلك الفترة.
ولكن للأسف عند بداية بلوغي حيث أني بلغت في سن مبكر جدا تعرضت لمواقف مثلية وتحرشات من جميع محيطي بدءا من الحارة انتهاءا لأبناء أصدقاء الوالد حتى وللأسف في سن صغير دخلت في عالم الشذوذات واستمرت تلك المرحلة حتى متوسط مراهقتي ثم أصبت باكتئاب حاد لرفضي الداخلي مع تلك الممارسات وتعارضها مع مبادئي فقررت الانعزال والتخلص التام من تلك الشذوذات بالرغم من تعرضي للمنع من الوالد حيث إنه ما كان يرضيه انعزالي عن محيطه وعدم خروجي مع أصدقائه وأولادهم مما صمع في نفسي مرة شديد للوالد حيث إني شعرت أنه ضدي وساءت علاقتنا لأبعد الحدود ولكن بفضل الله تخلصت من تلك الفترة بحياتي بتوفيق الله وعزيمتي حتى يومنا هذا...
ولكن قبل ذلك عند بداية بلوغي وتصفحي للإنترنت وقعت على موقع إباحي وكان مضمونه الأفلام المازوخية وكنت في سن صغير جدا وانجذبت له للأسف لصغر سني وجهلي ومشاكلي النفسية في ذلك الوقت كان محتواه لنساء يعنفون الرجال وتعمقت في تلك الموقع حتى صارت تستهويني واكتشفت بعدها بفترة أن ابن عمي يشاهد نفس مضمون المواقع ففي مرة وعلى سبيل المزاح قبل قدمي وقبلت قدمه وكنا أطفال في ذلك الوقت ولأسف قد شاهدتني أختي وأنا غير منتبه فشعرت بحرج شديد ولم أعرف أن أبرر موقفي ومشت الأيام وقد كنت قد تخلصت من هذا الانحراف أيضا... فقد جلست فترة طويلة أبحث عن أسباب هذا الانحراف ولماذا تأصل فيني فاكتشفت أنه ما كان إلا هروب من واقعي المرير وأني كنت أتقمص دور الوالدة حيث إن أبي كان سيئ الخلق معها ويتعمد إهانتها فتركتها للأبد وقد تصححت فطرتي تماما ولله الحمد.
ولكن ما حصل أنه في منتصف فترة دراستي الثانوية قد مر الموقف الذي ذكرته في مخيلتي بعد أن كنت نسيته تماما وتذكرت ما رأته أختي مني ومن بعدها فقد تبدلت حياتي رأسا على عقب. شعرت بشعور خزي واكتئاب وأصابني الرهاب وتبدلت شخصيتي للأسوأ...
أنا الآن وبعد 5 سنوات وموجة اكتئاب حادة، أصابتني منذ سنتين قد تخلصت من الاكتئاب ولله الحمد وقد ذهب مني الرهاب تماما والتزمت بالنادي من سنتين دون انقطاع وأحافظ على صلاتي وأسعى لتطوير ذاتي، واجتماعي جدا ومحترم ومحبوب من محيطي ولله الحمد وقد تحاوزت الماضي كله وسامحت أمي وأبي بعد زمن طويل من النقمة وسوء المعاملة وأقنعت نفسي أني الشخص الوحيد المسؤول عن حياتي في هذا العمر ولكن بقي ذلك الموقف يلازمني لليوم فأنا عاجز أن أتخطاه ولا أجد تبرير له يهدئ نفسي ويزيل هذا الشعور بالعار فأنا للآن لست مستوعب كيف تبنيت عادة شاذة كهذه بحياتي وكيف كنت أنجذب لتلك الشذوذات وعلاقتي بأختي سيئة جدا فأنا أشعر بالإحراج عند التعامل معها وأشعر أن هيبتي قد زالت تماما حتى أن الأمر تطور لتفكيري بعدم الرجوع لبلدي بعد انتهاء دراستي والهجرة مع أن مستقبلي جيد وممتاز في بلدي.
ما نصيحتكم في تخطي ذلك الموقف اللعين؟ فإنه بالرغم من تحرري من كل الماضي السيئ واعتباره تجربة سيئة أتعلم منها وأجنب منها أولادي بالمستقبل فإني غير قادر على تجنب هذا الموقف وتفسيره أو التعامل معه
ولا أعرف كيف أتعامل مع أختي هذه للأسف وأشعر بعار شديد عند تذكره.
21/9/2024
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
رسالتك توضح سيرة ذاتية لإنسان طبيعي تعرض لعدة صدمات في حياته. تأثير الصدمات المتكررة أحياناً يدفع المرء نحو طريق ما يكتشف بعد حين بأن نهاية هذا الطريق غير واضحة ولا يرغب في الوصول إليها وعند ذاك هناك أمامه خياران وهما العودة أو البحث عن هدف آخر وطريق آخر. اخترت طريقا آخر وهذا ما حدث معك مع ميول مثلية وبعدها مازوشية ومن ثم سلوكيات مصدرها شعورك بالغضب تجاه تأثير الصدمات عليك وبالتالي شعورك بالذنب تجاه سلوكيات الماضي. كل ذلك دفعك نحو موقع اكتئابي لا تعرف كيف الخروج منه والتخلص من ذكريات الماضي.
الذكرى التي تتحدث عنها ذكرى خاصة بك وليس بإنسان آخر، تأثير هذه الذكرى عليك غير تأثيرها على إنسان آخر. الإنسان الذي يشاهد سلوكاً لا يتوافق مع مشاعره ومبادئه لا يبالي بما شاهده ولا يصدر الحكم على هذا الإنسان بسبب ذلك ولكن بما يشاهد من مواقف أخرى. في نفس الوقت الإنسان المكتئب يتمسك بذكريات معينة لا يبالي بها غيره وهذا ما يحدث معك.
لا توجد حاجة إلى تفسير الموقف الذي تتحدث عنه مع أي إنسان آخر مقرب لك. ما يثير اهتمام المقربين لك هو الحاضر وليس الماضي، وما عليك الانتباه اليه هو مستقبلك وطموحك وتعاملك مع من حولك. تضع الذكريات جانبا وتتوجه صوب أحلام المستقبل وتعتز بتجاوزك لصدمات الماضي وتصحيح طريقك. لم تذكر في رسالتك أن كنت تعاني من أعراض اكتئابية وإن كانت هناك تغيرات في النوم والشهية والتركيز فعليك التوجه صوب طبيب نفساني. دون ذلك تضع نفايات الماضي جانبا كما وضعها غيرك.
وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
ذكرى اللعب الجنسي: هل الشك مرتين إثبات؟
ذكرى تحرش تافه: صارت وسواس قهري!
ذكرى اللعب الجنسي: عود على بدء!
ذكرى اللعب الجنسي 5×7 انس الموضوع!
التعليق: بسم الله، تحصن بالأوراد الشرعية من كتاب (حصن المسلم) اذكار الصباح ومساء وقبل النوم وأذكار عقب الصلوات الخمس المفروضة.