وسواس القهري الشديد جدا
سلام عليكم وشكرا على مجهوداتكم في علاج المرضى أنا أعاني من مرض الوسواس القهري منذ عدة سنوات بدأت معاناتي عندما كنت في ثلاثة عشر من عمري وكنت ذاهبا في رحلة إلى شاطئ مع عمي وأولاد عمي في سيارة وفي طريق العودة اهتزت السيارة فشعرت بظهري ومنذ ذلك الحين عانيت من ألم الظهر وكتمت الإصابة عن أهلي ربما بسبي خجلي.
أثرت تلك الحادثة في كثيرا نفسيا وأعاني من وساوس قهرية كثيرة واكتئاب بعضها شفيت منه وبعضها مازلت أعاني منه الوسواس الذي أعاني منه كثيرا هو وسواس إيذاء النفس فأنا أخاف من إيذاء نفسي وأتحاشى كثيرا من الأشياء وأحيانا تأتي أفكار بأني أذيت نفسي فأكون خائفا وأشك في نفسي.
قبل إحدى عشر شهرا من الآن تقريبا جاءت إلي فتاة في مكان عملي كانت تعاني من شيء بسيط في شفتها السفلى فبعتها مرهم يسمى aftagel يعالج مشاكل الفم وقمت أنا بتدليك مرهم على شفتها السفلى ثم ذهبت ولكنها عادت وطلبت مني رقم هاتفي وأخذت أنا رقمها واتفقنا على اللقاء وعند لقائنا في سيارة جاءتنا الشرطة واتصلت بأخي ليرسل لهم مالا ليتركوني وافترقت أنا والفتاة.... وندمت أنا على ما جرى وحذفت رقم هاتفها وبعد شهرين تقريبا بدأت أعاني من وسواس وشكوك أني قد أكون قد تسببت في ضرر تلك الفتاة واستمر الوسواس فترة وشفيت منه بعد معاناتي منه فترة.
أما الوسواس الذي أعاني منه الآن ويسبب القلق والتوتر أنه قبل أربعة أيام جاءتني فتاة في مكان عملي في صيدلية كانت تعاني من الحمى والألم وبعت لها دواء مضاد حيوي يسمي amoxi 500 وحقنة تسمي novalgine لعلاج الألم، ولكنها تألمت بسبب الحقنة فأعطيت لها مرهم يسمى niflugel لعلاج آلام العضلات وقمت بتدليك مرهم على مؤخرتها حيث كشفت عن مؤخرتها وقمت أنا بتدليكها بنفسي ثم ذهبت.
وفي صباح اليوم التالي عادت وقالت إنها تشعر بألم بحنجرتها وقلت لها أن تتابع المضاد الحيوي وبعد ذلك بدأت تأتيني وساوس وأفكار وشعرت بالقلق والتوتر والخوف حيث تأتيني أفكار أني قد أكون قد سببت ضررا لتلك الفتاة أو أن تكون المرهم قد لمس منطقة حساسة أو قد يسبب لها ضررا وشعرت بالقلق والتوتر والخوف وتأنيب الضمير وأصبحت تراودني أفكار وشكوك غربية.
وتأتيني أفكار عن إيذاء نفسي أو أني قد تسببت بإيذاء تلك الفتاة وكلما تذكرتها اشتد عليّ الوسواس والقلق وأجد صعوبة في النوم وأشعر بالقلق أرجو أن تساعدوني مما أعاني من أفكار وفي تأنيب ضمير وأنني تسبب في ضرر والتوتر والخوف من إيذاء نفسي فكلما تذكرت تلك الفتاة تأتيني وسواس إيذاء وشعور بذنب أرجوكم ساعدوني وتأتيني شكوك كثيرة فما هو العلاج المناسب لي كي أنسى وأعيش بخير.
مع العلم أنه من غير المرخص لنا في صيدلة أن نضع حقنة مع العلم أني أعمل في هذا المجال صيدلية، ولكن بدون شهادة ساعدوني أرجوكم.
22/9/2024
رد المستشار
الابن المتصفح الفاضل "Ahmed" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
أقتطع بداية بعضا مما ورد في إفادتك لأعلق عليه مع الشكوى من ضعف الكتابة بالعربية لغةً على عكس ما اعتدنا من أهلنا في موريتانيا.. تقول (وسواس إيذاء النفس فأنا أخاف من إيذاء نفسي وأتحاشى كثيرا من الأشياء وأحيانا تأتي أفكار بأني أذيت نفسي فأكون خائفا وأشك في نفسي) لكنك لم توضح كيفية إيذاء نفسك هنا هل هو إيذاء بالخطأ أم إيذاء متعمد؟ ولم توضح الأشياء التي تتحاشاها هل هي مصادر العدوى أو السموم؟ أم هي مواقع المسؤولية؟
وتقول (وسواس وشكوك أني قد أكون قد تسببت في ضرر تلك الفتاة) وكذلك (تأنيب ضمير وأنني تسبب في ضرر والتوتر والخوف من إيذاء نفسي فكلما تذكرت تلك الفتاة تأتيني وسواس إيذاء وشعور بذنب) ومرة أخرى أجدني أسأل هل ستؤذي نفسك خطأ أم بالقصد عقابا على الضرر المتخيل وقوعه أي لتعالج شعورك بالذنب؟
هذا الذي تعاني منه هو اضطراب نفساني يشترك في إحداثه اضطرابان هما الوسواس القهري والاكتئاب، والعرض الحالي هو بالضبط ما نسميه عرْض وسواس الشك التحقق القهري "و.ش.ت.ق" حيث يرتكز العرض السريري على الخوف من التسبب في ضرر أو أذى للنفس و/أو آخرين والشك في حدوث ذلك في وجهه الوسواسي وعلى الرغبة الملحة في التحقق من حدوث أو عدم حدوث ذلك الضرر في وجهه القهري، مع الشعور بالذنب والخوف من ذلك الشعور في خلفية العرْض بوجهيه أي أن مشاعر الذنب والتسبب في الضرر تصاحب الوساوس والقهور.
معنى هذا أننا نرفض أن نساعدك على وصف عقَّار علاجي لنفسك ولا نحن كومقع نستطيع تحمل مسؤولية ذلك، وبالتالي عليك التوجه لطلب العون من طبيب نفساني واقعيا أو بالصوت والصورة عبر الإنترنت للحصول على تشخيص الحالة والاتفاق على طريقة العلاج والتي لا يكفي أن تكون مجرد عقاقير، بل لابد من شمولها الجانب السلوكي المعرفي.
وأما الجدير بالملاحظة والتعليق بعيدا عن الناحية الطب نفسانية فهو التساؤل عن شروط الحصول على ترخيص بالعمل كمساعد صيدلي ومساعد طبيب طبقا للوائح المعمول بها في بلدكم الشقيق؟ لقد رجعت مرتين لأتحقق أثناء قراءة النص الوارد منك وتدقيقه لغويا مرة لأتحقق من سنك ومرة من حالتك الاجتماعية، ففي المرة الأولى توقعت صبيا في مراهقته أو رشده المبكر لكني وجدت رجلا يوشك أن يدخل العقد الرابع من العمر، وفي المرة الثانية توقعت شابا تأخر زواجه وتغلبه أحيانا شهوته فيخرج عابثا مع فتاة لتمسك به الشرطة لكنني وجدتك رجلا متزوج!!
بالتالي قد يفاجئك أو لا يفاجئك ما أقول الآن: هناك أذى فعلي وقع لك ولتلك الفتاة -التي لا تخفى محاولتها إغوائك ولا يخفى كذلك استغلالك لها- ليس فقط الفضيحة التي حدثت أو كادت ومنعتها بالرشوة- وإنما آثار ذلك على سلوكها لاحقا وربما يشفع للفتاة أنها مراهقة أو راشدة صغيرة، لكنك في وضع المسؤول الذي يقدم الرعاية الطبية كلها طبيبا وصيدلانيا ومساعدا طبيا في نفس الوقت دون تدريب مناسب.
الممارسة الطبية السليمة لا يمكن أن تشمل تدليك شفة فتاة، ولا دهان مؤخرتها بالمرهم فلا تكرر مثل هذا لا مع فتاة ولا مع رجل إلا إن تلقيت التدريب اللازم، وإن وجدت أمر الذنب ثقيلا عليك فاعمل بما جاء في الحديث الشريف التالي:
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال ((جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم فقال يا رسولَ اللهِ إني عالَجتُ امرأةً في أقصى المدينةِ وإني أصَبتُ منها ما دونَ أن أمَسَّها فأنا هذا فاقْضِ في ما شئتَ فقال له عُمَرُ لقد ستَرَك اللهُ لو ستَرتَ نفسَك قال فلم يَرُدَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم شيئًا فقام الرجلُ فانطَلَق فأتبَعَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم رجلًا فدَعاه وتَلا عليه هذه الآيةَ "أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ" (الآية 114 سورة هود) فقال رجلٌ منَ القومَ يا نبيَّ اللهِ هذا له خاصةً قال بل للناسِ كافةً)) حديث صحيح.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع>>>>>>>: تحاشي الأذى والشك التحقق القهري و.ش.ت.ق م