الوسواس القهري في النجاسة
أهلا، أنا لدي وسواس قهري النجاسة وكنت أتجاهله بطريقة جيدة، ولكن أصبت بكسر في الكاحل واضطررت لعمل عميلة والنوم في المستشفى ثم لم يمكن أن أقوم من السرير ولم تكن الحفاظة خاصة المستشفى جيدة فتبولت على نفسي وتوسخت في النجاسة
وبعد أيام قمت بالاستحمام، ولكن وأنا جالسة على كرسي الاستحمام وبالتأكيد الماء لا يصل إلى الفخذ السفلي لأنني جالسة على الكرسي وأنا أمسكت بالجزء السفلي ثم أمسكت بالعكاز خاصتي وبعد أن خرجت من الحمام أمسكت هاتفي والكمبيوتر الخاص بي، الآن النجاسة انتشرت وأنا لا أستطيع الاحتراز منها كيف يمكنني التعامل في هذا الموقف؟
وبعد أن تشفى قدمي تكون جميع أغراضي والكنب الخاص بي والسرير نجس كيف يمكنني تطهيرهم؟ هل هذه النجاسة معفو عنها لأنني في ظرف صحي؟ أم ماذا أفعل؟
أنا أخاف أن أصلي ولا تقبل صلاتي
أرجوكم ساعدوني
25/9/2024
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "Dana" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
حمدا لله على سلامتكم من الأذى وعساك الآن تعافيت، أعتذر بداية عن تأخر الموقع في الرد عليك بسبب ظروف د. رفيف الصباغ وكانت المستشار التي اختيرت أولا للرد عليك، فهي تعيش في دمشق في قلب الشام الذي اشتعلت أطرافه حربا مستعرة ضروسا، ونسأل الله أن يكلل معاناة شعوبنا بالنصر على الكيان الصهيوني، ورأيت أن أساعدها بمحاولة الرد على ما تراكم لديها من أسئلة.
أغلب من يتعرض للكسور ويمنع من الحركة لفترة يحدث معهم ما ذكرت وليس بالضرورة أن حفاضة المستشفى كانت سيئة، ويكفيك اغتسالك لتتخلصي من أثر النجاسة على جسدك، وهذا التعرض للنجاسة بكل ما قد ينجم عنه معفو عنه لأنك مريضة معذورة.
وأما مسألة أنه (بالتأكيد الماء لا يصل إلى الفخذ السفلي لأنني جالسة على الكرسي) فلا يمكن أن تكون "بالتأكيد" كما تخيلت، فأنت حركت كل ما يمكن تحريكه أثناء اغتسالك وصببت من الماء ما يزيد عن المطلوب وبهذا يكون الأمر بعيدا جدا عن "بالتأكيد"، والمطلوب من الصحيح في التطهر من النجاسة هو أن يغلب على ظنه أن التطهير حصل وليس أن يكون متأكدا، وبالتالي فإنه بالنسبة لنا جميعا يكفي ما قمت به للتطهر، لكننا في حالة موسوسة بالنجاسة لا ننتظر أن يغلب على ظنها التطهر، إذن فأنت في شك وهو يكفيك، لأن المطلوب من الموسوس بالنجاسة أثناء التطهر هو أن يقف عند مرحلة الشك مكتفيا بها، هذا أولا.
ورغم ترجيحنا لحدوث التطهر وعدم وجود نجاسة يمكنها أن تنتشر فإن الرد على سؤالك (النجاسة انتشرت وأنا لا أستطيع الاحتراز منها كيف يمكنني التعامل في هذا الموقف؟) هو أنك غير مطالبة بالاحتراز، لأنك مريضة وسواس قهري.
وبعد كل هذا الكلام، وبافتراض أن جزءًا من فخذك السفلي كان منجسا ولم يطهر باغتسالك، ثم أنك نشرت منه نجاسة كما تتخيلين فإن المطلوب منك ليس إلا التجاهل لأن ذلك لن يؤثر على عباداتك حسب مذهب المالكية إذ لا يجب التطهر من النجاسة عندهم إلا مع العلم والقدرة والتذكر؛ وفي المذهب قول قوي أيضًا (وهو سنية تطهير النجاسة للصلاة)، وحسب هذا القول تصح الصلاة مع وجود النجاسة حتى لو كان عالما بها ومتذكرا لوجودها وقادرا على إزالتها حيث تصح صلاتك مع وجود النجاسة على الجسد أو الثوب أو في مكان الصلاة وذلك مع التذكر والقدرة وهو حكم للصحيح وليس قصرا على الموسوس.
الموسوس بالنجاسة لا نطلب منه إلا التنظف اليسير وليس التطهر، والتجاهل الذي نقصده ليس تجاهل النجاسة المتخيلة وإنما تجاهل النجاسة الحقيقية، لأن الموسوس يسقط عنه التكليف في موضوع وسواسه.
الحالة التي تصفينها يا "Dana" هي اضطراب نفساني قد يكون الوسواس القهري أو هي جزء من اضطراب نفساني أشمل، ومشكلتك الحقيقية هي ذلك المرض وليست النجاسة ولا الطهارة، توجهي إلى مختص بعلاج الوسواس القهري.
واقرئي أيضًا:
الوسواس القهري: معنى سقوط التكليف!
وسواس النجاسة: الوسوسة تسقط التكليف
وسواس النجاسة: طفلي ورضيعي وانتشار النجاسة
وسواس الماء المرتد من المرحاض والانتشار السحري للنجاسة
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.