ورد إلينا خطابان منفصلان بدا من تفاصيلهما أن صاحبتهما واحدة، وسواء صح اعتقادنا هذا أم أخطأ، فقد جمعنا الأسئلة الواردة في الخطابين معاً، ونجيب عنهما معاً؛ وقبل ذلك نعرض الرسالة الثانية:
تسأل حواء:
أنا زوجة منذ عدة أشهر، وعمري 28 سنة، وزوجي يكبرني بسنوات قليلة، وقد كنت أجهل ما يتعلق بالنشاط الحسي بين الزوجين إلى أن حصلت على بعضها من خلال بابكم هذا، وعندي أسئلة واستفسارات:
1- زوجي يتأخر في القذف، وأشعر أنه يتضايق من ذلك، وربما يكون هذا هو السبب في أنه لا يعاشرني إلا مرة في الأسبوع، وأعتقد أنها فترة طويلة نسبيًّا، خاصة ونحن في بداية الزواج.
فهل تأخر القذف له علاقة بتباعد فترات المعاشرة؟! وهل معدل الممارسة مرة في الأسبوع يعد مناسباً؟!
2- أسمع عن "الذروة الجنسية" عند المرأة، ولكنني لا أعرف ما هي، وبالتالي لا أعرف إن كنت أصل إليها أم لا!!
3- أنا أستحي من الحديث مع زوجي في هذه الأمور، وكل أفكاري عنها عبارة عن استنتاجات وتخمينات وهواجس ذاتية، وهو أيضاً لا يحدثني فيها مع العلم أن علاقتنا العاطفية طيبة جدًّا، ولله الحمد،
أرجو النصح.
وجزاكم الله خيراً.
25/9/2024
رد المستشار
أظن أن المشكلة الحقيقية في رسالتك هي عدم تحدثك أنت وزوجك في علاقتكما الجنسية، خاصة وأنتما في بداية حياتكما الزوجية.
إن هذا الحديث أمر حيوي جدًّا لحياتكما الجنسية خاصة، وبالتالي لحياتكما الزوجية عامة.. لا مكان للخجل في هذه الأمور؛ لأن ذلك يؤدي إلى أن تظل المشاكل كامنة وتتفاقم؛ حتى تصل إلى الانفجار الذي يُودِي بالحياة الزوجية، والكل يتساءل عن سبب الانهيار المفاجئ في حين أن الأمر يحتاج إلى الصراحة والوضوح منذ أول ليلة، بل قبل ذلك بين الزوجين..
إن هناك مفاهيم خاطئة كثيرة متوارثة حول الجنس وحول الحديث عنه؛ تؤدي إلى قيام حواجز بين الزوجين، وقد تؤدي إلى التباعد بينهما وهما لا يشعران.. إن الزوجة التي تصارح زوجها بحقيقة مطالبها الجنسية وما ترغب فيه وما لا ترغب فيه، وعن مواضع الإثارة عندها حتى تساعده، وعن المواضع التي يحبها أو ما يرغب فيه هو أو ما لا يرغب فيه، ليست امرأة شَبِقة أو قليلة الحياء أو.. من الصفات التي تخاف المرأة أن تُنعت بها إن فعلت ذلك، بل هي امرأة واعية ذكية تريد أن تحافظ على حياتها الزوجية واستمراريتها.
وتمثل الحياة الجنسية المريحة للطرفين أحد أسباب نجاحها، ولن يتأتى هذا النجاح إلا بالمكاشفة والمصارحة وليس مهمًّا أي الطرفين هو المبادر؛ لأن الحياة الزوجية المشتركة مسؤولية كل من الطرفين، فعلى من عرف وعلم أن يبدأ ويقتحم المسألة، ولا يخشى أفكارًا قديمة أو تصورات بالية.. إن هذا الأمر يجب أن يكون عملية مستمرة بين الزوجين طوال حياتهما الزوجية، فقبل كل لقاء وبعد كل لقاء يسأل كل طرف الآخر: هل استمتع وما الذي أمتعه؟ وهل كان يحتاج إلى شيء لم يستطع أن يلبيه له.. فما بالك والزوجان حديثا الزواج؟ إنهما أولى بهذا التفاهم من غيرهما.
أما بالنسبة لتكرارية اللقاء الجنسي فهي أيضاً مسألة تعتمد على التفاهم بين الزوجين وعلى إحساسهما بالرغبة في ذلك، فكما قلت كثيراً فإن اللقاء الجنسي في الحياة الزوجية يكون تعبيرًا عن ذروة المشاعر والعواطف بين الطرفين، وهو أمر ليس له ميعاد أو يمكن تقنينه بتوقيت أكثر من رغبة الطرفين وإحساسهما بالرغبة في الامتزاج الجسدي تعبيراً عن اللقاء العاطفي.. وهو كما نرى أيضاً أمر يعتمد على المصارحة والمكاشفة والتفاهم بين الزوجين كما تحدثنا في الفقرة السابقة.
أما بالنسبة لمسألة تأخر القذف فلا علاقة له بتباعد الفترات في اللقاءات الجنسية، وأيضاً يجب أن تناقش مسألة تأخر القذف مع الزوج بوضوح لمعرفة السبب؛ لأنه في بعض الأحيان يتعمد بعض الأزواج تأخير القذف من أجل أن تصل زوجته إلى الذروة في ظنه.. وتظن الزوجة أن تأخر القذف يضايق الزوج أو أنه ناتج عن نقص في الإثارة له وهكذا.. فلا بد من الحديث؛ حتى تتبين الأمور ويتعرف على لحظة ذروتك وتتعرفي على ما يحبه ويرضيه.
أما بالنسبة للذروة عند المرأة فهي اللحظة التي تصل المرأة فيها إلى قمة الاستمتاع الجنسي، وهي قد تكون مصحوبة عند بعض النساء برعشة تنتاب جسمها كله تسمى رعشة الشبق، وبعضهن يصاحبهن إحساس يشبه غياب الوعي أو قل تغيب الوعي أو حالة أقرب إلى النوم والحلم منها إلى اليقظة، وليس شرطاً أن تصل كل النساء إلى هذه الذروة؛ حيث إن نسبة 30% من النساء في بعض الأبحاث وُجد أنهن لا يصلن إلى هذه الذروة في كل حياتهن الجنسية، كما أنه ليس شرطًا أن يصلن إليها في كل مرة من مرات الجماع، والوصول إليها يختلف من امرأة إلى أخرى؛ حيث إن بعضهن يصلن إليها من خلال إثارة البظر وبعضهن من خلال إثارة فتحة المهبل (الجزء الأمامي منه) والبعض من خلال الجزأين، وأيضاً لا بد من التفاهم مع الزوج في ذلك؛ حتى يعرف متى تصل الزوجة إليها -الذروة- وكيف حتى يساعدها في ذلك.
الخلاصة: المطلوب هو: التفاهم ـ الحوار ـ المكاشفة.
واقرئي أيضًا:
الوصول إلى الذروة: إرجاز زوجتي المفقود!
رعشة الشبق (الإرجاز) ما هي؟ وكيف تحدث؟
مني المرأة في الإرجاز؟ حقيقة أم مجاز؟!
ملفات جنسية
ملفات زواجية