مشكلتي تكمن في أن زوجي كان متيمًا بأخرى قبل أن يتزوجني ولظروف معينة افترقا، وتزوجت هي من غيره، لكن المشكلة أنني متأكدة أنه ما زال يفكر في صديقته الأولى وأتأكد من ذلك من التغيرات التي تصيب وجهه وحركاته بمجرد أن يسمع باسمها أو حتى ببلدها وهذا ما حول حياتي إلى جحيم برغم أنه ينكر نهائيا أنه يفكر فيها أو حتى مهتم بها لكني ما زال قلبي يحترق لأني أحس أن علاقتهما لم تكن عادية؛ لأنه كان يحبها كثيرا وهدا ما أخبرني به في أيام الخطبة.
أرجوكم أطفئوا هذه النار التي في قلبي، وأفيدوني بما يجب علي فعله؟ أحاول نسيان الأمر، وبرغم أني حاولت فلم أستطع ذلك. أم علي أن أواجهه وأخبره بما في قلبي؟
شكرا لكم..
24/9/2024
رد المستشار
أنت تهوين التعارك.. فلتتعاركي بما هو جدير أن تتعاركي من أجله!! وإن كنت لا تعرفين عالم الرجال فلنعرّفك إياه.. فحين يفكر الرجل في الزواج تتغير حساباته فيقع اختياره على من يراها الشريكة المناسبة والزوجة التي تحقق له السكن والتي تستحق أن يهبها كل ما تجود به نفسه ليخلق معها حياة واعدة.
وما تفعلينه أنت أنك تلقين بكل ما يقدمه ويبذله لك في سلة المهملات تشبثا بماضٍ تضخمينه لتصنعي منه عدوًّا في الخيال -ثمنا للحظة خانه فيها ذكاؤه حين تحدث عن ماضيه معك ونسي أنه يتحدث لامرأة ينوي الزواج منها عن امرأة أخرى-!!
فهو ليس استعذابا "للشقاء" بل تفنن للإبقاء عليه بأسباب مزيفة تغذيها تصورات ونتائج تصلين إليها من محض خيالك فتظل النار مستعرة بداخلك تفتك بقلبك وتستنزف مشاعرك، ذاهلة عن أنك تخلطين أوراق دائرتين لا يجوز الخلط بينهما ألا وهي الحقيقة والوهم، فالحقيقة أنك أنت من فزت به زوجا وأبا، وأنه اختارك دون النساء لتشاركيه حياته، وأنه يكد ويعمل من أجل بناء أسرته بك ومعك فيراها تكبر بين يديه، وأن حياتك معه تتطلب منك التعارك الحقيقي لبقاء السعادة والصحبة الطيبة والتربية الفاضلة للأبناء.
والوهم أنه ما زال هائمًا على وجهه بين طيات غرام الماضي للدرجة التي تجعل فرائصه ترتعد فيتبدل حين يذكر اسمها –وإن سلمت بذلك برغم ما يشوبه من مبالغة أو مجرد تصور تريدين تأييده- فأي عدو تواجهين؟ وأي عذاب تشعرين؟ أتفعل بك الأفاعيل.. ذكرى!!
اليوم وغدا لا ولم يبقَ منها شيء ولم ولن تملك منه شيئا.. في حين تملكين أنت كل شيء!
فأيامنا ثلاثة: يوم مضى.. فإذا ظللنا نذكره ونستحضر مآسيه فقد قتلنا أجمل ما فينا وهي "الإرادة"، وأهلكنا حياتنا التي نحياها الآن، فملف الماضي كما يقولون يطوى ولا يروى فلتغلقي على الماضي وتلقيه هناك في زنزانة الإهمال فلا همّك به يجدي ولا غمّك منه يمحوه.
ويوم سيأتي.. فمن الحمق أن نشغل أنفسنا به ونتوجس من مصائبه المتوقعة، ونحزن لحوادثه الممكنة فهو غيب لم يأت إلى الأرض بعد فهل من الحكمة الاكتواء بمزعجات متوقعة؟
ويوم نحياه.. وهو أهم يوم؛ لأنه اليوم الذي نملكه حقا فلنتمتع به ولتتمتعي أنت بزواجك ممن اخترتِه واختاركَ، ولا تجعلي الهواجس تفسد عليك فرحتك ولتكوني قوية مناطحة لما تتصورينه أو لا تتصورينه.
فبقاؤك أسيرة ماضيه سيجعلك كمن يسير للوراء في طريق يسير كل من فيه للإمام أو كمن يرتقي السلم ولكن لأسفل!