بسم الله الرحمن الرحيم..
في البداية أريد أن أقول إنني أعرف أن ما قمت به جريمة شنيعة، ولكنى نلت عقابا كبيرا، أما الجريمة هي أني فعلت بابنة عمي مثلما حدث مع الفتاة المذكورة في الاستشارة التي عنوانها الاستغلال الجنسي ورؤية الحياة الموجودة بالموقع، ولكن بدرجة أقل، حيث إنني اعتديت عليها عدة مرات من سن 8 سنوات إلى أن وصلت سن 12 سنة، ولكن أكثر المرات كنت أريد أن أتأكد من سلامتها، ثم عندما لا أستطيع أن أتأكد أعتدي عليها من الخارج ولم أدخل عضوي الذكري بها، ومن وقتها وأنا في انحدار أخلاقي ودراسي وصحي، حيث تعرضت لكثير من الانتكاسات في دراستي، وأصبت ببعض الأمراض نتيجة للقلق والشعور بالذنب الذي أعيش فيه وقلقي حول سلامة غشائها، وأنا الآن عمري 22 عاما وأريد أن أتقدم لخطبة فتاة تعجبني وأعتقد أنني سوف أعيش سعيدا معها..
وقمت باستشارة طبيب واتضح لي أن بنت عمي سليمة، إلا أني سوف أعرضها عليه لزيادة التأكد، ولكن شعوري بالذنب يعذبني حتى وهي سليمة، ولا أستطيع أن أخشع في العبادات، حيث إن ضميري يؤنبني، هل أنتظر بنت عمي التي عمرها الآن 13 سنة حتى تكبر وأتزوجها خوفا عليها من الأمراض النفسية التي قد تصيبها بسبب ما فعلته بها، بالرغم من أنها تتعامل معي الآن بشكل عادي وتطلب مني أن أشرح لها هي وأختها الأصغر بعض الدروس الصعبة في الرياضيات بحكم تخصصي، بعد أن أخبرتها بأني لن أفعل ذلك مرة أخرى وأنني غلطت..
دلوني ماذا أفعل؟ وأنا أعتقد أننا غير متفاهمين أنا وبنت عمي،
ولكن كلما سمعت آية تتحدث عن الأمانة ضميري يؤنبني.
26/9/2024
رد المستشار
أخي العزيز..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لقد أخطأت حين انتهكت حرمة ابنة عمك من سن 8 سنوات إلى سن 12 سنة ثم شعرت بالذنب وتوقفت عن هذا الفعل، وذكرت أنك لم تمارس العلاقة كاملة معها واطمأننت (وما زلت تحاول التأكد أكثر) على أنها ما زالت بكرا (بمعنى عدم فض غشاء بكارتها).
شعورك بالذنب هذا يدفعك لأن تصحح خطأك بأن تتزوجها لتكفر عن ذنبك ولتتحمل الآثار النفسية التي أحدثتها بها، وهذا يستدعي انتظارك لها عدة سنوات حتى تكبر وتصبح هي في سن الزواج (ولست أدري ماذا سيحدث خلال هذه السنوات بينكما).
قد يبدو هذا الأمر منطقيا ونبيلا، إلا أنك ذكرت أنكما غير متفاهمين، وأنك ترغب في فتاة أخرى تتزوجها وتعيش معها سعيدا، أي أنه لا يوجد من أركان الزواج بابنة عمك غير شعورك بالذنب تجاهها، مما يجعله زواج شفقة وزواجا للتكفير عن ذنب حدث.
هذه ليست عوامل لنجاح أي زواج، والإحصاءات تؤكد فشل الزيجات من هذا النوع بعد فترة قصيرة جدا، وبهذا يمكن أن تعرض ابنة عمك لمعاناة من نوع آخر حين تعيش معها حياة زوجية تعيسة أو تطلقها بعد أن يهدأ شعورك بالذنب فتكون قد آذيتها مرتين.
مرة حين اعتديت عليها جنسيا، ومرة أخرى حين تعتدي عليها نفسيا بزيجة غير موفقة، زيجة دافعها الوحيد تسديد فاتورة الماضي، وهذا الموقف قد يجعلك تحمل مشاعر سلبية مركبة تجاهها تجعل التوافق بينكما صعبا على الرغم من نبل المقصد.
لذلك من الأفضل لك ولها أن تبتعدا ليرزق الله كلا من سعته، وأن تدعو لها الله ليخلصها مما لحق بها من آثار نتيجة اعتدائك وأن تتوب أنت إليه وتفعل من الصالحات ما ترجو أن يمحو الله به هذه السيئة.
أما استمرارك في الاقتراب منها ومن أختها بحجة شرح بعض الدروس فإنه أمر يجعلكما على حافة الخطأ والخطر باستمرار، خاصة أن الحاجز بينكما قد انكسر من قبل، وهذا يجعل فرصة إعادة الخطأ قائمة مهما ادعيت أنك قررت وتوقفت وتبت.
كما أن اقترابك منها يجدد ذكريات ما حدث بينكما وربما يجعلها لا تستطيع تهيئة نفسها لاستقبال الزوج المناسب الذي يحبها وتحبه، فكأنك تشغل الخط لديها بشكل خاطئ وأنت لا ترغب في الزواج منها، بل ترغب في غيرها.