السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن أعرف ما هو الزنا بالتحديد، هل هو العلاقات الجنسية الكاملة قبل الزواج؛ أم المداعبة والتقبيل دون إدخال الأعضاء التناسلية (دون إطار الزواج)؟!
الرجاء الرد على سؤالي؛ لأنني أريد أن أرد على ابنتي، وأنا متأكدة من المعلومات.
وهل هناك وسيلة يستطيع بها الزاني أن يكفّر عن ذنوبه؟!
29/9/2024
رد المستشار
في البداية أرجو أن يكتب كل صاحب مشكلة ما يوضّح جنسه ذكراً كان أم أنثى، ومن السهل أن نكتب في بند "اسم السائل" أي اسم رمزي نفهم منه جنس من يسأل؛ فهذا مهمّ لاستكمال الصورة الذهنية عمن يسأل، وهو مهم للتواصل بيننا، وأشدد للمرة العاشرة أن إعطاء بيانات شخصية صحيحة: السن، والبلدة، والجنس، والمستوى التعليمي، وإعطاء تفاصيل أكثر عن موضوع السؤال يساعدنا على التركيز في الإجابة.. وشكراً لكم.
أما "الزنى" فتتعدّد معانيه بحسب مستوى المعالجة؛ فهناك "فِعْل الزنا" الذي يوجب الحد، وهو الإدخال الكامل المتمكّن دون عقد نكاح صحيح. ويثبت الزنا في حالة الاعتراف الحر "دون أية ضغوط" من الفاعل، أو الفاعلة، أو كليهما، أو بشهادة أربعة شهود عدول رأوا فعل الإدخال نفسه، وفي هذا تفصيل موجود في السنة وكتب الفقه.
هذا عن فعل الزنى.. أما "سبيل الزنا" فهو أمر أوسع يبدأ بالنظرة بشهوة، وينتهي بالفعل الجنسي الذي شرحناه آنفًا.
وقد بحثت في حديث الرسول الكريم عن قوله الذي يصف فيه سبيل الزنا فوجدت روايات عدة منها: "العين تزني، والقلب يزني: فزنا العين النظر، وزنا القلب التمنّي، والفرج يصَدّق ما هناك أو يكذبه".
وفي رواية: "والعين تزني، والقدم، واليد، واللسان، والفرج يصدّق ذلك أو يكذبه".
وتتعدد الروايات ليصلنا في النهاية معنى أن كل الجوارح والأعضاء لها نصيب في الزنا، كل حسب وظيفته، والفرج يصدّق ذلك أو يكذّبه -يعني بالفعل الجنسي الكامل-.
ومما يدعو للتأمل –بالمناسبة- أن الرواية التي جاءت في سنن أبي داود تتضمن قوله -صلى الله عليه وسلم: "لا تشدّدوا على أنفسكم فيُشدد عليكم فإن قوماً شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم، فتلك بقاياهم في الصوامع والديار" يقصد -صلى الله عليه وسلم- رهبان النصارى.
بمعنى أن النكاح الحلال هو الطريق الذي اختاره الله سبحانه لعباده بين تشدد الرهبانية وتفلت الانحلال.
والوسيلة التي يكفّر بها الزاني عن فعله: أن يتوب إلى الله توبة نصوحا، وفي التوبة الندم على ما كان منه، والعزم على عدم العودة للمعصية، إضافة إلى الإقلاع عنها بالطبع. والله عندما أمرنا بالبعد عن الزنا قال: "ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً" فجعل سبيل الزنا من نظر ولمس وخضوع بالقول.. إلخ محرما، وأباح الزواج، وشجع عليه، ورغّب فيه، وسهل طريقه، ورتّب أحكام الأسرة على نحو عجيب في تناسقه وإحكامه "ولكن أكثر الناس لا يعلمون".
والله أعلم.
واقرأ أيضًا:
ما الزنا؟.. سؤال كيف نجيبه لأبنائنا؟