السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الفضلاء القائمين على موقع مجانين تحية طيبة وبعد.. فإني قد يممت موقعكم لما أثق من حسن نصحكم وطيب توجيهكم للعديد من السائلين، أسأل الله لكم الأجر الجزيل أما بعد..
فأنا طالبة في المرحلة الجامعية، منّ الله علي بالالتزام وبحفظ بعض أجزاء القرآن مذ كنت طالبة في المدرسة، وبأسرة طيبة تعينني على الحق، وإن كانت هناك بعض المثالب في أسرتي أسأل الله أن يتوب عليها مما يسخطه..
زادت منة الله علي لما التحقت بالدراسة الجامعية وعملت في الحقل الدعوي، فتربيت بمنة الله حقا، وتخلصت من بعض آثام النفس، واستشعرت متعة العمل لنصرة هذا الدين، ثم إني عضوة قديمة في أحد المنتديات الطلابية دخلته بهدف الاستفادة وحب الحوار، وكذلك جذبني حسن شخصيات أعضاء المنتدى والجو الطيب الموجود المقيد بضوابط الشرع.
معظم مشاركاتي كانت في صفحة كليتي، وعلى الرغم من مشاركتي باسم مستعار غير أني اكتشفت قدرا أن شخصيتي الحقيقية معلومة لمعظم رواد هذا المنتدى من كليتي، وقد عرفت أيضا بعض شخصيات هذا المنتدى عن طريق الاحتمال والاستبعاد.
المشكلة أو الابتلاء، لا أعلم كيف أسميه حقا، بدأت منذ عرفت شخصيتي ذلك أنه في أحد الدورات الدعوية المختلطة جمعني القدر بزميل لي في دفعتي، وكذلك مشترك معي في ذاك المنتدى، أحسبه على خير ولا أزكيه على الله.. كنت أتعمد عند حضوري هذه الدورة التأكد من زيي وحجابي أنه ساتر غير ملفت، وأتجنب ما أحس فيه بشيء من الأناقة حتى لا ألفت النظر إلي، كذلك كنت أتجنب السؤال والمداخلات في غير ما طائل.. ذلك أني كنت لا أطيب نفسا للاختلاط في هذه الدورة خصوصا مع حضور بعض زملائي في الكلية قبل وبعد هذه الدورة.
كنت أعلم شيئا عن شخصية زميلي الذي تحدثت عنه من خلال الكلية والمنتدى، وهو أنه حيي شديد الحياء، خلوق شديد الخلق طيب النفس مرهف الحس وكنت أراه في العديد من الأعمال الدعوية في الكلية على الرغم من التضييقات الأمنية، وكنت ألمس منه حرصا وإخلاصا أسأل الله أن يكون خيرا مما أظن.
المهم أني كنت أكن له احتراما جما، وإن أحسست من نفسي ميلا إليه بزيادة كنت أنبذ هذا الشعور معللة ذلك بأنه لا يحل لي، فضلا عن سذاجة عواطفي في سني هذا وأنه يجب علي الحرص من ذلك، غير أنه يصغرني سنا بحوالي سنة ونصف.
ويشاء الله أن يجمعني به عمل مشترك في ذات المنتدى، مما أتاح تقاربا أكثر وازدادت بيننا التعاملات على النت فقط، وفي إطار شرعي على قدر استطاعتنا أقول أن هذا العمل المشترك، وتلك الدورة التي حضرتها، وحقيقة أننا من دفعة واحدة وأبناء فكر واحد أتاحت الفرصة دون أن ندري لنعرف بعضنا بعضا عن قرب.
فوجئت ذات مرة بإحدى مشاركات زميلي قال فيها تعريضا إنه يحبني! لم تكن موجهة لي تحديدا، وكانت أمام الجميع غير أني فهمتها، عدت لأتجاهل ما فهمت غير أن تلميحاته ازدادت وضوحا لأفهم أنه يعنيني، دخلت دوامة من الحيرة والتيه.. ذلك أني فوجئت بصدى لهذه المشاركة في قلبي ولست ممن تستميلهم كلمة ناعمة أيا كان قائلها وخشيت من هذه التلميحات أن يفهمها الجميع وقد حدث لاحقا.
خشيت أكثر من مصير هذه العاطفة في مثل أعمارنا وظروف دراستنا لا أنكر أني ألمحت أنا الأخرى بعاطفتي على استحياء.. لأني كنت أتعذب من تلميحاته أن عاطفته ضاعت ولم أقدرها كنت أتعذب بما تعنيه الكلمة حين أحس بتقصيره الدراسي بسببي، وحين ألمح تعابير التيه والحيرة في وجهه حين أشاهده ولم يكن بيننا أبدا أي نوع من الحوار على أرض الواقع كنت بين مطرقة عاطفتي وسندان حيائي وخشيتي من الله.
لا أنكر أن دراستي تأثرت كثيرا بسبب ذلك، بل حتى عملي الدعوي وتركيزي في شئوني وقد كان يعذبني عدم مصارحته أهلي وإقدامه على أبسط خطوة يفترض بأي محب ملتزم أن يقدم عليها فهمت لاحقا -من تعريضاته أيضا- أن أمامه عائق السن والدراسة والقدرة المادية.
كان القرار شديد الصعوبة أن أحاول نسيانه، وأن أمضي في سبيلي كأن عاطفة بيننا لم تكن، وأن أتجاهله تماما غير أن هذا القرار كان واهيا! بمجرد أن ألمس طي كلماته تعبيرا لي أيا كان أجد قلبي يخفق! وبمجرد أن يوجه لي كلاما مهما كان جافا أعيره كل اهتمامي!
حاولت مرارا ترك عملي في هذا المنتدى لأبتعد عنه، فما أرضى أبدا أن أفتن شابا بي! ولا يقبل ديني ولا تربيتي أن أبعد شابا داعيا عن صراط الله فأقعد همته وأثبط عزيمته خشيت على نفسي من تبدد إخلاصي، ومن تعلقي بمن لا أعلم هل يكتب لي الحلال معه أم لا؟
خفت على مصير دراستي المتدهور جراء تحكم عاطفتي في، وعلى مصير دعوتي إذ انشغلت بنفسي وبأمر غيبي عن أمتي.. خفت ألسنة الناس تلوكنا ولا ندري ما يقولون! غير أني ببساطة تقاعست عن ترك المنتدى..
لا أنكر أني خشيت عليه من بعدي عنه، وخشيت على نفسي من بعدي عنه، ثم إني تحاملت على نفسي وقاومت نزعاتها.
مؤخرا عزمت البعد عن المنتدى مهما كنت سأخسر ثواب دعوة أو فوائد شخصية، المهم أن أدرأ المفسدة فوجئت أني أهرب منه في المنتدى لأراه في الكلية، ومن الكلية للأعمال الدعوية كلما مرت الأيام ربما أحس بهدوء في سلوكي وبمراعاة لله في تصرفي، غير أني أحس بعظم حبه في قلبي!
يأتيني الخطاب فأفكر في قبولهم أخذا بالأسباب فإني أخاف حساب ربي لمَ رفضت ذوي الدين والخلق، غير أني أجد الشخصية التي أريد هي شخصية زميلي فأتفطر.
سؤالي الآن: هل أثمت بتعريضي له بعاطفتي مهما كان تعريضي مهذبا؟ وبعدم انسحابي من المنتدى حين علمت بعاطفته نحوي؟ كيف السبيل لأشعر بالطمأنينة في حياتي وإني أنساه لأذكره، وأهرب منه لأجده في كل مكان؟ هل أخطأت من البدء في دخولي هذا المنتدى الطلابي واستمراري فيه بعد كشف شخصيتي؟ ماذا وقد علم العديد من زملائنا في الكلية بعاطفتنا.. شاب وفتاة يفترض أنهما ملتزمان ويحملان لواء الدعوة يعرضان بحبهما لبعضهما، وإن كنا الآن قد كففنا عن ذلك اتقاء للشبهات؟
ماذا وإني أحس بعذاب شديد لأني فتنته وشغلته عن معالي الأمور؟
أريد نصحا أثلج الله صدوركم.
21/10/2024
رد المستشار
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلا وسهلا ومرحبا بك على موقعك موقع مجانين.
- بعد بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، أقول لك سيدتي الصغيرة، بعد أن قرأتُ كلماتك أنكّ ترهقين نفسك كثيرا،
ما خرج أمركما عن المشاعر العفيفة، التي لا نحاسب الله، بل ما نحاسب عليه هو السلوك والفعل إن دخل في طرق الأفعال التي تخالف الإطار الشرعي، لذا هوني على نفسك، وما أوصيك به حين توجد مثل هذه المشاعر العفيفة أن نكون كلانا واضحين مع بعضنا في الخطوة التالية حتى لا ندخل في مناطق الأذى والضرر النفساني.
- في النهاية، أنتظر منك المزيد من المشاركات،
وأسأل الله لك هدوء البال وحياة سعيدة آمنة مطمئنة.
- في أمان الله.