السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
نشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الناجح بما يحمل من مواضيع مفيدة ومشاركتكم بحل مشاكل الناس وخصوصا الشباب الذي هو في أمس الحاجة إلى رشدكم وتوجيهاتكم، أسال الله أن يوفقكم في مسيرتكم هذه وتبقوا دائما المشعل الذي ينير طريق الشباب المسلم. وبعد، اسمحوا لي بأن أعرض عليكم مشكلتي راجية أن ألقى لها حلا عندكم.
أنا فتاة عمري 31 سنة، قررت في يوم من الأيام أن أدخل على الشات فضولا لمعرفة ذلك العالم المجهول، تعرفت على الكثيرين من الشبان من بلدان عربية وكان من بينهم شاب عمره 34 سنة الذي أعجبني كثيرا بشخصيته، في بداية التعارف قال لي إنه مطلق وبعد عدة أيام اعترف بأنه متزوج بامرأتين وكنت مصدومة لأني كنت معجبة به، فقررت أن أبتعد عنه لأنه رجل متزوج لكنني لم أستطع واتفقنا على أن نبقى أصدقاء.
وكنا نناقش مشاكلنا وهمومنا وكل واحد يساعد الثاني على مواساة الآخر، لكن مع مرور الوقت وجدنا أنفسنا متعلقين ببعضنا أكثر واعترف لي بحبه لي لكن لم أصارحه حرفيا أنا بمشاعري تجاهه.
وبعد 3 أشهر فاجأني بطلب الزواج مني وكنت أتهرب من الإجابة على الرغم من سعادتي بطلبه هذا لكن وضعه كمتزوج باثنين جعلني أتردد في الموافقة رغم حبي له الكبير وهوكان دائما يتصرف كأنني موافقة وفي يوم اضطررت أن أقول له بأن عائلتي لن توافق على هذا الارتباط بصفته متزوج باثنين وعندها قال لي كلام مازال يرن في أذني "أنا أعاني الأمرين هنا عشان أوصل لكي ويا خوفي أن أسافر إليك وأرجع بدونك" كلامه عذبني كثيرا وأحسست بذنب كبير تجاهه لما يعانيه بسببي وخصوصا أن امرأته الأولى عرفت بما بيننا، فطبعا كان تصرفها حادا وكانت تحاول التجسس عليه حتى تصل إلي لدرجة أنها سرقت كل إيميلاته وبالفعل حصلت على ما تريده فتمت مواجهة بيني وبينها عبر النت فحاولت بشتى الطرق أن تبعدني عنه حتى أنها عرضت علي مبلغا ماليا أحدده أنا فحاولت أن أفهمها أن حبي له لا يقاس بمال الدنيا.
وبعد لقاءات متعددة كنت دائما أحاول أن أطمئنها بأني سأحاول الابتعاد عنه لكن طول هذه الفترة كان هو يعاني من التجسس على إيميلاته خوفا منه أنا يكون له تأثير على شغله، ولشدة تأثري بمعاناته اضطررت أن أخبره الحقيقة رغم ترددي لفترة طويلة على إخباره خوفا من التسبب بأي مشكل بينه وبينها بعد أخذ وعد منه بالتصرف إزاء ذلك بعقلانية.
ورغم ذلك كله مازالت تدخل على إيميلاته وكان آخر كلامها معي هو رفضها التام لزواجي به لدرجة أنها قالت "يعرف الحريم زي ما هو عاوز، يتجوز لا لا لا". وتفاجأت بكلامها هذا وحاولت أن أفهمها أن قولها هذا غير منطقي فبالأحرى لها أن تتقبل زواجه من الثالثة أو حتى الرابعة على أن تدفعه للحرام ومعصية الله. الشيء الذي جعلني أقطع صلتي بها نهائيا.
وبعد محاولات فاشلة للابتعاد عن البعض تفاجأت بتشبثه وتمسكه بي الشيء الذي جعلني أعترف له بمدى حبي له ولأول مرة، وبعدها اتفقنا على تأجيل سفره حتى تتم تهدئة الأوضاع.
الآن أنا أعاني من صراع داخلي ما بين أن أستمر معه وتشبثي بحبي له وما بين الابتعاد عنه بصفة نهائية، وأتساءل هل اقترفت ذنبا تجاه هذه الزوجة؟ رغم أني ما كنت يوما أفكر بالاقتراب من رجل متزوج.
هل لي حق بالتشبث بهذا الحب أم لا؟ أم علي الانسحاب رغم أن هذا سيكون صعبا؟ آسفة على هذه الإطالة.
أفيدوني برأيكم أرجوكم وجزاكم الله خيرا.
01/10/2024
رد المستشار
صديقتي
بالله عليك فكري مليا فيما تقولين ولا تظلمي الحب وتهينيه بهذه الطريقة التي لا تفهم شيئا غير أن يقول لك أحدهم إنه يحبك ومتمسك بك ويريد الزواج منك.
أولا: الحب لا يحدث عن طريق التعامل على النت أو على الهاتف.. الحب يحتاج صداقة (صدق) تتم تنميتها عن طريق تعامل وتفاعل حقيقي وجها لوجه وعلى مدى طويل.. من السهل أن يستمع إليك أحدهم ويوافقك ويتظاهر بالتعاطف معك ويظهر لك الثقة فيك عن طرق شكوى همومه لك وإشراكك فيما يبدو أنه سر أو أسرار شخصية.. الحب أعمق وأكثر من هذا بكثير.
ثانيا: على ماذا يبحث هذا الرجل؟ لديه زوجتان ولم يجد مع أي منهما ما يريد؟ لماذا تزوج الأولى؟ ولماذا تزوج الثانية؟ ولماذا لم يطلق الأولى أو الثانية إن لم يكن سعيدا؟ لماذا يريد الزواج من ثالثة وربما رابعة؟... تعدد الزوجات ليس حقا مطلقا للرجل بدون شروط.. والشرط ليس هو العدل بين الزوجات، وحتى لوكان فمن الواضح أنه لا يعدل بين زوجتيه ولا ينصفهما.
(راجعي بداية سورة النساء... الشرط هو الخوف من عدم القسط في اليتامى وأموالهم... تكافل وحماية اجتماعية وليس خدمة لطبيعة أو شهوة الرجل)
ثالثا: الزوجة التي اتصلت بك في الغالب هي الزوجة الثانية التي تعتقد أنها الأخيرة وأنه لن يتزوج بثالثة.. بناء على ماذا؟ وعوده لها؟ إخلاصه لها؟ حبه لها؟ هل تزوجت منه لأنه يحبها أم ماذا؟ وأين ذهب هذا الحب؟
وماذا عن الزوجة الأولى؟ هل أحبها؟ لماذا لم يطلقها ويتزوج الأخرى؟ لماذا لا يطلقهما إن كان يحبك ويريدك أنت؟ ولكن لماذا سوف يضحي من أجلك؟
رابعا: زوجته التي تراقب هاتفه واتصلت بك قالت: "يعرف الحريم زي ما هو عاوز، يتجوز لا لا لا"
أليس هذا مؤشرا على أن معرفته بأخريات ليس بأمر جديد عليها؟ بماذا يوحي عنه أسلوبها؟
لقد قطعت صلتك بها لأنها غير موافقة.. وتقولين إنها يجب أن تتقبل بدلا من أن يقع هو في المعصية.
لو أراد الزواج من رابعة بعد أن يتزوجك، هل ستوافقين بناء على هذا المنطق؟
خامسا: تصدقين أنه يحبك وتغفلين أنه لا بد وأن يكذب على من يعاشرها أثناء بحثه عن أخرى وتكوين علاقة معها.. تثقين فيمن يمارس الكذب (والخيانة) مع من يعاشر.. تثقين في كلام من فعل هذا مع اثنتين قبلك.
إن كنت تعتقدين أنه سيتغير على يديك فأنت لا تعلمين ولا تفهمين شيئا عن الحب أو الحياة أو البشر.
إن كنت تعتقدين أنك أفضل من زوجتيه فأين الدليل على هذا وأين الدليل على أنه سوف يقدر هذا؟
أنقذي نفسك ولا تفقدي عقلك لمجرد وعد بالحب والإخلاص.. خصوصا وأنه يأتي من شخص لم يصن العهد ولم يصدق الوعد مع اثنتين قبلك.
تعدد الزوجات لمثل هذا الرجل هو مسألة إرضاء شهوة وليس حبا حقيقيا.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.
واقرئي أيضًا:
الحب على النت: ما بعد الكذب! مشاركة
أرجوك افهمني: الحب على النت!
بعد الحب على النت: خائفة أن نلتقي!
الحب على النت، حب عذري! هل جربتم؟!