على أمل الشفاء من الوسواس القهري
سلام عليكم دكتور وائل أبو هندي أنا شاب من سوريا، ووجدت استشارات لك على اليوتيوب وأدهشت بخبراتك بتشخيص وعلاج أمراض الوسواس القهري لعل الشفاء يكون على يديك، عمري 34 سنة أعزب أعاني من وساوس قهرية متعددة منذ الصغر العد والنظافة والعبادات والوضوء وتخيل إيذاء الآخرين وغيرها وكنت متأقلما معها إلى حد ما.
منذ خمس سنوات تعرضت لصدمة نفسية قوية ترافقت مع عدم نوم لأكثر من 36 ساعة متواصلة فحصل أمر غيّر مجرى حياتي بالكامل، نوبة هلع قوية وقلق وتوتر شديدين وتعرق وخفقان في القلب وعدم القدرة على الجلوس أو البقاء ساكناً وعدم القدرة على النوم لأسبوع تقريباً وتغرب عن الذات واستغراب كل شيء (الأهل الشوارع الحياة الناس) كأنني أتعرف على كل شيء من جديد، وتخيل دخول حشرة الصرصور في أنفي وصولاً لدماغي مع شعور كأنها تأكل في دماغي.
بعد أسبوع من هذه الأعراض أخذني الأهل لطبيب نفسي شخص حالتي وسواس قهري وهجمة ذهان وصف لي دواء حقنة كلوبيكسول ديبوت على أسبوعين وأولانزابين 10 ثم 5 ثم 2.5، وكلوربرومازين عند الضرورة، وكلونازيبام عيار 1 مقسمة في اليوم، وسيروكسات عيار 20 أبدأ به في الأسبوع الثاني، استمريت على العلاج لشهور مع تخفيض الجرعات واستفدت قليلا لله الحمد وتركت الدواء تدريجياً بعد سنة تقريباً.
بعدها أصبحت تأتيني الحالة كل سنة تقريباً، ولكن بأقل حدية، بعدها بثلاث سنوات ذهبت لطبيب نفسي آخر بحثاً عن علاج أفضل وكان التشخيص وسواس قهري فقط، وجربت أكثر الـ ssris وكلوميبرامين مع إضافة جرعة صغيرة من مضادات الذهان بفترات متباعدة لضمان عمل الدواء لكن بلا جدوى كأولانزابين وريسبيريدون الذي سبب لي القلق، ولاحظت بشعور توتر من بعض الـ ssris كـ إسيتالوبرام وسيتالوبرام وسيروكسات، وقلق أقل حدة من أدوية فلوكسيتين وفلوفوكسامين وسيرترالين، أتحسن قليلا لكن الوسواس موجود.
مع ملاحظة: الترقب والخوف عند تبديل أدوية مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان ظناً مني أن الأعراض سوف تزداد أو تتدهور، الآن الوساوس الموجودة أهمها وأكثرها إلحاحاً تخيل دخول حشرات في الأنف وصولاً للدماغ، في أغلب الأوقات في كل المناسبات والأمكنة في العمل في الطعام في السرير في الوسادة وكأن شعور أنفي هو كل شيء يهمني ويشغلني في الدنيا، وأذهب إلى مغسلة وأظل أستنشق وأخرج في الماء لأكثر من ساعة ظنا مني أني أخرجها للحشرة وخصوصاً وقت النوم، أو تخيل ذهني أن أصدقائي وضعوا مفرقعات في أنفي بوقت نومي وترقب فرقعتها وتلف الدماغ أو العيون، وفوبيا الخوف من عدم النوم مع التحقق يومياً قبل النوم بلقطة شاشة ساعة الموبايل لكي أرجع لها وقت الاستيقاظ للتأكد أنني قد نمت الليلة ومراجعة الأحلام فور الاستيقاظ للتأكد أنني قد نمت، ووسواس الأشياء المتحركة في الشوارع أثناء قيادة السيارة، مع العلم واليقين بأنها كلها وساوس وغير حقيقية لكنها ملحة ومزعجة جداً،
أرجو رأيكم بحالتي هل هذا وسواس أم ذهان أم شيء آخر لأنني قد كرهت الحياة من القلق والوسواس صباحاً والأرق والهلع ليلاً، ملاحظة منذ ذلك المرض وأنا أنام السادسة صباحاً إذا استطعت النوم وأستيقظ الخامسة عصراً وقد أثرت هذه الأوقات على عملي ورياضتي، وأصبحت أطلب الموت من الله لتخفيف وقع هذا المرض.
دكتور وائل أعتذر جداً على الإطالة، سردت لك الحالة وأطلت بالتفاصيل لأنني لو استطعت المجيء إليك إلى مصر ما كنت ترددت لحظة واحدة،
وشكراً جزيلاً لك والقائمين على الموقع المفيد والله المستعان.
3/10/2024
رد المستشار
الأخ المتصفح الفاضل "أبو عمر" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
الحالة الموصوفة تبدو خليطا من الذهان والوسواس القهري، بدأت الوساوس والقهور معك منذ سن صغيرة، ثم كان استهلال الذهان فيها -في خضم صدمة حياتية- كما وصفت بنوبة الهلع الشديدة والتي تلتها الشكوى من أعراض اختلال الإنية و/أو تبدل الواقع وأفكار تبدو بين الأفكار الوهامية الجسدية والأفكار الوسواسية.
تحسنت الحالة وتوقفت عن العقاقير، ولكن أصبحت الحالة ترتد عليك كل سنة ولم توضح عن نوباتها أكثر من كونها أقل حدية فلا ندري هل المقصود بالحالة هو التفكير في موضوع دخول حشرات في الأنف وصولاً للدماغ وما تفعله من قهور التنظيف أمام المغسلة؟ أم تخيل وضع أصدقائك مفرقعات في أنك وانتظار انفجارها؟ أم القهر الاستباقي بأخذ صورة شاشة المحمول ساعة نومك لترد على وسواس الشك في أنك نمت؟ أم مراجعة الأحلام؟ أم خليط من كل ذلك؟ وليس واضحا كذلك ما إن كنت بين النوبات السنوية توجد لديك معاناة أم لا؟ مثلا هل وسواس الأشياء المتحركة في الشوارع أثناء قيادة السيارة هذا دائم أم مرتبط بفترة النوبة؟
هذه الفجوة في المعلومات ربما تفرض علينا تخمين شكل من أشكال اضطرابات تبقى تشخيصيا بين الوسواس والفصام، أو ربما وسواس ذهاني، وسأضع لك ارتباطات شارحة موضحة إدناه، وغالبا ستكون هناك حاجة لاستخدام عقارا للوسوسة وعقارا لموازنة الدوبامين، وكذلك ستحتاج إلى جلسات علاج سلوكي معرفي.
واقرأ أيضا:
وسواس من الكاميرا: بين الوسواس والفكرة الوهامية!
وسواس الفصام: بين الوسواس والفصام!
بين الوسواس والفصام: تشخيص فارقي
بين الوسواس والفصام: وساوس عاطفية!
بين الوسواس القهري والفصام: نسخة مجانين
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.