أحييكم على هذا الموقع العظيم، أنا فتاة أبلغ من العمر 22 عاما وأحب شابا أكبر مني بسنة، وتقدم لخطبتي ولكن أبي مسافر من 4 سنوات تقريبا، وسوف يأتي هذا الصيف، المهم أنه تحدث مع أمي فقط وهو أقل منا في المستوى الاجتماعي وأيضا أقل من مستوى زوج أختي في المستوى المادي.
هو يحبني جدا وغير حياتي من السيئ إلى الأفضل وأنا لا أعرف إن كنت أحبه أم لا.. هو كان مصابا بشلل نصفي قبل أن يعرفني، ولكن الحمد لله قام على رجليه مرة ثانية ولقد قال لي: إذا تركته فسيموت، وأنا خائفة أسيبه فيحدث له شيء.. هو حنين جدا ومعوضني عن حنان الأب ولكني محتارة ولا أعرف ماذا أفعل؟
أرجوكم ساعدوني.. أريد حلا سليما،
وشكرا على تعاونكم معي.
3/10/2024
رد المستشار
ابنتي
تعالي نتفق بعض الاتفاقات ثم نتفاهم معا في مشكلتك.
أولا: لم يمت أحد أبدا لأن شخصا تركه؛ فلا هو سيموت لو رفضت الارتباط به، ولا أي فتاة لو تركها خاطب فستموت، ولا حتى والعياذ بالله الموت الحقيقي لعزيز في الأسرة يتسبب في وفاة الباقين.. فالحياة تمضي.. والألم الذي يسببه الفراق هو ألم شديد فعلا وصعب جدا ويشعر الإنسان بأن الموت أهون، ولكنه يمضي في يوم من الأيام؛ فكل شيء يولد صغيرا ويكبر إلا الألم فهو يولد كبيرا ثم يصغر. هذا أولا.. لذلك فلننس قضية أنه سيموت لو تركته وهذه ليست دعوة لتركه.
ثانيا: المفروض أنه لا علاقة إطلاقا بين من ستتزوجينه وبين زوج أختك أو زوج أي إنسانة أخرى.. وهذا لأن كل إنسان يتزوج بنفسه وبشروطه وبما يناسبه.. إذن هذه نقطة أتمنى أن تخرجيها من حساباتك، فالأفضل أو الأقل هي كلمات نسبية ترجع لمعايير شخصية فلننس أيضا قصة أنه أقل من زوج أختي أو أعلى.
إذا اتفقنا على هذه النقاط فتعالي ننظر إليه يا ابنتي بحيادية تامة ومنطق سديد وأمامك فرصة للتفكير حتى عودة والدك في الصيف.
هناك أسس يجب وضعها منذ البداية لاختيار الزوج وهى:
-الدين والخلق.. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض".
-وبعد الدين يأتي التقارب الفكري والتقارب في المستوى الاجتماعي والثقافي، وأقول التقارب وليس التطابق، يوصينا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تخيروا لنطفكم فانكحوا الأكفاء، وأنكحوا إليهم".
إذن هنا سيظهر السؤال: هل الفارق الاجتماعي بينكما لافت للنظر إلى حد كبير؟؟ هذا شيء تحددينه مع أهلك، ولو أني لا أتصور وجود كل هذا الفارق وإلا ما وافقت والدتك على مقابلة هذا الشاب ولما وافقت أن يأتي ليتقدم لأبيك حين يعود إلى مصر في الصيف.. غالبا لو رأت فارقا بيِّنا تستحيل معه الموافقة عليه لاعتذرت بأي سبب.. وأبرز الأسباب أنك مازلت صغيرة.
كذلك يجب عليك تحديد -وبوضوح ودقة- ما هو النقص الذي تستطيعين أن تتعايشي معه، وهذه الأمور مختلفة من شخص لآخر ولا يستطيع أحد تحديدها سواك، وأن تحددي أي الأشياء ستضعينها أولا وأيها ثانيا وأيها ستجعلينه في المرتبة الأخيرة من اهتمامك وتقبلين فيه الحد الأدنى، وما هو الحد الأدنى في نظرك لهذا الشيء.
كل هذه التساؤلات هامة وأساسية، إن الزواج هو شراكة الحياة، فلابد أن تكون الأمور واضحة ومحددة فيه من البداية، وما عليك إلا أن تجلسي مع نفسك جلسة صريحة وتحددي فيها ما تريدينه من زوجك؟؟ هل شعورك أنه أقل من زوج أختك سيظل ينغص عليك حياتك برغم حنانه وحبه لك؟؟ هل أنت غير مقتنعة به.. كزوج؟؟
انظري للمسألة بصورة شاملة واحسمي اختيارك، ولا تنسي صلاة الاستخارة وسوف ينشرح صدرك إلى ما فيه الخير، فاختاري لقلبك ولدينك ولأولادك.
وفقك الله لما فيه خيرك يا ابنتي في الدنيا والآخرة.
واقرئي أيضًا:
يحبني وأحبه لكن ظروفه صعبة!
حبيبي بعد القلب المفتوح: هل أتزوجه؟!
هل أتزوجه فأعيش تعيسة!؟