السلام عليكم،
أنا شاب في الثلاثين من عمري، أعمل في وظيفة مرموقة، غير أن دخلها متواضع، خطبت فتاة أراها مناسبة لي من نواح كثيرة، وقد التزمت مع أهلها على متطلبات الزواج، غير أنني أجد نفسي اليوم غير قادر علي الوفاء بما التزمت به،
فكرت كثيراً في فسخ هذه الخطبة غير أنني أخاف على خطيبتي؛ فهي متعلقة بي جدًّا من ناحية، كما أنني أراها مناسبة لي من ناحية أخرى،
ما هو في تقديركم الحل المناسب؟
وشكرا
6/10/2024
رد المستشار
الأخ الفاضل: مشكلتك شائعة ومتكررة وأحببت أن نجيب عنها إجابة من زوايا مختلفة، وقد سألت شابة في مثل سن خطيبتك ـ كما أتوقع ـ حتى أعرف رأيها، وإدراكها للموضوع، وأثبت لك رأيها في نهاية الرد،
وأبدأ بالمعالجة التي كتبتها الأستاذة سمر عبده:
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: "من استطاع منكم الباءة فليتزوج..." والباءة هي المقدرة على بناء البيت، والقيام بحقوق الأسرة، ولم تحدد بحد معين، فهي تختلف من شخص لآخر، ومن زمن لآخر.
والزواج كأي عقد يقوم على التراضي بين الطرفين على ما يقوم به كل طرف في اتفاقات الزواج.وسؤالي لك: لماذا ألزمت نفسك من البداية بما لا تطيق؟! فكان أحرى بك وأنت تعرف قدراتك وأن وظيفتك دخلها لن يلبي طلبات أهل العروسأن تكون واضحاً وتعرض قدراتك على أهلها، فربما كانوا أكثر رأفة بك وزهدوا في الطلبات، وقدروا لك صراحتك من البداية.
أما الآن فأنت تعلم أن وعد الحر دين عليه، فعليك بالجلوس مع خطيبتك وأهلها، ووضع النقاط فوق الحروف، وتعتذر عن تسرعك في تقدير إمكانية تلبية هذه الطلبات، ثم توضح لهم إمكانياتك الحالية، فإن قبلوا اعتذارك ووضعك فخيراً، وإن رفضوا فهذا ما جنيته أنت على نفسك.
أما عن خوفك على خطيبتك فإن لم تصارحها وأهلها الآن، وطالت فترة الخطبة فسيتحول حبها إلى كراهية؛ لأنها ستعتقد أنك شاب مستهتر تلهو بها، وفي النهاية تتركها بحجة ضعف الإمكانيات، أو ستعتقد أنك إنسان خداع وكذاب، ولا يصلح زوجاً. فحافظ على أسباب حبها وثقتها فيك، وصارحها بهذا الآن فهذا خير لك ولها، وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
معنى الباءة
أرغب بالزواج وظروفي المادية ضعيفة!