نشأت في أسرة فقيرة متدينة، كافحت من أجل تعليمي، حيث أنا الوحيد في الأسرة متعلما، حصلت على منحة دراسية بعد تفوقي في الثانوية العامة، حيث كنت الثاني في الترتيب على مستوى الدولة، لكن تغيرت حالي بعد دخولي الجامعة، وبصراحة انحرفت كليا أخلاقيا ودراسيا، وقد مضى على دخولي الجامعة سبع سنوات ولما أتخرج بعد.
والطامة الكبرى هي أن عمري الآن 32 سنة، ولم أتخرج بعد، ولم أستطع أن أعيل والدتي وأخواتي اللاتي كافحن من أجلي.
إن قلقي على مستقبلي وأهلي جعلني أعيش في خوف وهلع وأرى كل الأبواب موصدة أمامي حتى أحيانا أفكر في الانتحار ولولا خوفي من نار جهنم لأنهيت حياتي البائسة.
أكثر ما يؤرقني هو والدتي التي قضت جل حياتها من أجل تربيتي وتعليمي، ولكني لا أستطيع أن أو فر لها حتى المطعم والملبس فضلا عن المسكن.
أرجو من الله ومنكم حلا لمشكلتي وشكرا.
9/10/2024
رد المستشار
أهلا بكم أخ "بكار"
إن شعورك باللوم على نفسك لأنك لم تنجز ما يتوقع منك هو أمر جيد إذا كان دافعا لك لتصحيح المسار والتطور، فمهما تعطلت ليس لديك ولا لدى أي متعطل سوى النهوض من جديد، بينما الشكوى والشعور بعدم الفائدة ربما تعطلك مرة أخرى.
لعلك تنظر للحياة كمراحل ولقد أتممت مراحل جيدة، وفي مرحلة فائتة لم تكن راضا عن توجهك وعن أدائك وإنجازك. فانحرافك أخلاقيا على حد قولك علاجه هو فعل شيء جيد أو المحافظة على ما تفعله جيدا رغم ما تفعله ضد قيمك وأخلاقك المعتادة. لوم الذات بعد الخطأ جيد، ولكن الأفضل هو فعل شيء جيد وصحيح، فالحسنات يذهبن السيئات، بينما تحليل الإخفاق والفشل ربما يعطلك ويمنحك مزيدا منه.
ما ننصحك به هو أن تفعل ما يمكنك فعله، وأن تحصن نفسك ضد اليأس، عندما تسقط مرة أخرى فلا تفكر سوى في تصحيح الخطأ وعمل ما يمكن عمله، لن يساعدك أحد طالما لم تساعد نفسك. ساعد نفسك ببذل المجهود الذي تستطيعه لتتم دراستك، ربما تواصلك مع أسرتك ووالدتك يكون برا مؤقتا لحين امتلاك القدرة المادية على مضاعفة البر، فما لا يدرك كله لا يترك كله، وما ينتظره الوالدان منك أو لا هو أن تهتم بنفسك. فاهتم بنفسك وافعل ما يمكنك.
دمت بخير