أنا فتاة في أواخر العشرينيات من العمر، كنت أعيش مع أهلي في إحدى دول الخليج، أثناء تواجدي هناك تقدم إلى خطبتي رجل يكبرني بـ13 عاما، وقبلت فرق السن حيث إني أشعر بارتياح نفسي بعد صلاة الاستخارة، وكان والدي موافقا، حيث إن والدتي متوفاة، وسمح لي والدي بمحادثته تليفونيا للتعرف علية أكثر، وكان يأتي لمنزلنا لزيارتنا والتواصل معنا لقضاء الحاجات، وكان والدي هو الذي يطلب مني الركوب في سيارته ومعه، ثم طلب منه أن تتم اتفاقات الزواج هنا في بلدي الأصلي بعد تعارف الأهل على بعضهم.
في هذا الوقت قالت عمتي إن هذه ليست زيجة جيدة، وإنها فضيحة، ولن تحضر هي وأولادها إلى هذا الفرح، وبما أن والدي يحبها جدا فقد رفض هو أيضا بحجة فرق السن، وإن له أخا غير متعلم، وإنه لا يملك شقة في مدينتي، وشقته الحالية في البلد وإنه لن يكون قادرا على معاشرتي لفرق السن، والآن وبعد عامين ما يزال هو مصرا على الزواج بي، وقام بحجز في مدينتي، وأنا أيضا أعمل الآن في الخليج، أعرب عن استعداده لتقديم كافة الضمانات، وذلك بكتابة المؤخر والقائمة الكبيرة، وطلبت عمتي أن يكتب الشقة باسمي، وقد وافق طالما أن هذا سيقربنا ويجمعنا ولكن أبي يصر على أنه يفعل هذا لأنه يطمع بأمواله وأن تمسكه ليس إلا لأنه يريد ماله.
بالإضافة إلى الأسباب السابق ذكرها قال أبي إن الدولة الخليجية ستتخلص من هذا الخطيب قريبا، وإنه لن يجد عملا، ولن يستطيع أن يصرف عليك، وبذلك اطلب منه النقود ويأخذها هو، كما أن أولاده سيكونوا صغارا بالنسبة لعمره، حيث إنهم سيكونوا في الجامعة في حين هو سيكون في سن المعاش.
حاولت مع أهلي كثيرا وبناء على رغبتهم وافقت على شخص آخر، وفي خلال 10 أيام فقط من قراءة الفاتحة طلب مني أن أرسل له مبلغ 2000 جنيه، وعندما أخبرت أهلي، وعن الفارق بينه وبين الآخر قالوا لي هذا إنسان سيئ انتظري الأفضل، مع العلم أن ظروف منزلنا لن تسمح بدخول شخص جيد؛ فوالدي يقوم بشتمنا بألفاظ لا تقال لبنات، كما أنه يتحدث عن علاقته الزوجية مع أمي أمام إخوتي وعمتي، ويقوم باستدعاء البوليس لإخوتي في أي مشاجرة، كما رفع قضية لطرد أخي وأختي من المنزل، وضرب أختي الأخرى في يدها بالسكين، ويتكرر هذا المشهد كثيرا.
كما أنه يرفض حاليا أن آكل وأشرب في المنزل، ويقول إني قادمة من الخليج ولن يصرف علي، وفي أي وقت يقوم بطردي من المنزل وقد ذهبت إلى دار الإفتاء وسألت عن إمكانية زواجي دون ولي ف قال: إن عقد الزواج يكون سليما في هذه الحالة، ولكن فيه عقوق لوالدي، وذلك بعد أن شرحت له الموقف المشكلة.
الآن أنا محتارة وأريد أن أطمئن أكثر فهل أقدم على هذه الزواج من الشخص الذى تقدم لى في البداية، وأعيش هناك في الخليج معه، وأنا على مدى السنتين لم أجد منه سوءًا في المعاملة وأن والدي هو الذي سمح بوجود فرصة للحديث بيننا والتقارب. أرجو إفاداتي جزاكم الله خيرا.
7/8/2024
رد المستشار
ابنتي..
ما هذه العمة صاحبة السطوة الغريبة؟ وهل رأيها صحيح أم أن تأثيرها قوي أم كلاهما معا؟ والله لا أجد في هذا الشاب ما يعيبه إطلاقا، بل أجد كل ما هو طيب وكامل وكريم، بالبلدي.. "راجل شاريك يا بنتي"، وعلى استعداد لتلبية شروط كثيرة سخيفة أو بلا معنى من أجل الحفاظ عليك؛ فقام بشراء شقة، وأرى أنه من الإجحاف مطالبته بكتابتها باسمك، فللعروس على زوجها مهر، وبيت يناسبها، أي لا يختلف كثيرا عن مستوى بيتها (هذا لا يعني أن يكون مثله) نقول لا يختلف.
وفارق 13 سنة وإن كان كبيرا نسبيا، فهو كبير من أجل التوافق الثقافي والفكري، وليس من أجل عدم القدرة على المعاشرة، فهذا هو الشيء الوحيد الذي يصبح ميزة في هذا الفارق العمري، إذا اعتبرنا أن النساء يبلغن اليأس ويفقدن الاهتمام النسبي بالجنس مقارنة بالرجال، أما العجز فلا سن ولا عمر له، ويؤسفني أن أزف إلى أبيك أن نسبة العجز الجنسي ترتفع بين الشباب من سن الخامسة والثلاثين بنسبة تصل إلى الـ 30%، أرقامي ليست أكيدة ولكن المعلومة أكيدة من احد مراكز الذكورة والعقم.
وماذا لو أنهت الدولة الخليجية عقده فيها؟ الرزاق هو الله وحده، وليس الكويت يا ابنتي كلها أسباب ولكن العاطي الباقي هو رب العباد سبحانه وتعالى. وأحسنت صنعا بالتخلص من ذلك الطامع الذي تقدم لك بعده، الذى لم يمنعه ضمير من طلب المال من امرأة، فرحم الله الرجولة فيه.
أما ظروف بيتك التي أوجزتها في نهاية رسالتك فهى عجيبة وغريبة، ليس لأنها غير موجودة أو لم نشاهدها قبلا، بل لأنها صادرة من رجل يحترم أخته الكبرى ويراعي كلمتها لدرجة تغيير عهد أو اتفاق قطعه مع رجل ليزوجه ابنته، فهذا ما يجعل من تناقض المواقف شيئا عجيبا.
ابنتي...
لو استطعت أن تتزوجي ذلك الرجل فافعلي، ولو في أسرتك خال أو عم أو إنسان عاقل دعيه يكون معك في هذا اليوم، ليس دفعا للعقوق؛ فالعقوق ما زال موجودا، بل حفاظا عليك وعلى كرامتك؛ فديننا الذي يشترط الولي، ليس قاهرا للنساء بل رافعا لقدرهن.
أما قضية العقوق فهي على صعوبتها وفداحتها فقد كانت بالنسبة إليك في هذا الموقف حتمية، ولكن بعد زواجك أنصحك ببر أهلك مرة أخرى، والاعتذار إليهم على خلفية أنك أحببت هذا الشخص، وأنك مسؤولة عن زواجك ومصاريفك، ولن تكلفيهم شيئا، وأكثري إليهم من الهدايا ولو في البداية، فالهدية ترقق القلب.
وأنصحك بالإحسان إليهم، ولكن ومع هذا الوضع الذي ذكرته لا تكثري من الزيارات ولا تطيلي البقاء، حتى لا يصل إلى آذان زوجك ما يفعله أبوك، وإلا ما الذي يمنعه أن يفعل مثله معك بعد ذلك مع أي مشكلة زواجية، أعانك الله ووفقك