أولا أود أن أشكركم على هذه الخدمة الجليلة التي تقدمونها من خلال نافذة استشارات مجانين.
أنا شاب سوداني أبلغ 23 عاما، لن أقول إني متدين أو ملتزم؛ لأنه فيما يبدو قد حدث خلل في مفهوم الالتزام والتدين، فكل متحدث عن نفسه يفتتح حديثه بأنه متدين وأنه مرتبط بفتاة ملتزمة، ثم بعد ذلك يروي من الممارسات والأفاعيل ما لا يصدر من العوام والسوقة.
سأكتفي بقول إنني مسلم، تخرجت في كلية القانون، وأقوم الآن بأداء الخدمة الوطنية.. تعرفت أثناء الدراسة على إحدى زميلاتي، وهي تصغرني بسنتين وتطورت العلاقة بيننا من زمالة إلى صداقة، ثم إلى حب وارتباط، ثم إلى إخبار مبدئي للأهل.
كنا نلتقي في الجامعة أمام زملائنا، ونتحدث عبر الهاتف بمعلومية الأهل، ولم يكن في علاقتنا شيء مريب، ولم نكن نتحفظ على شيء مما يحدث بيننا.
في يوم من الأيام كنا في مكتبة الجامعة نذاكر استعدادا للامتحانات، وكنا نجلس سويا على منضدة واحدة والناس من حولنا، فقالت لي إنها تطلب مني إذنا لكي تفعل شيئا استثنائيا لم نفعله من قبل، فأذنت لها من غير تردد بحكم ثقتي فيها وعلمي باتزان تصرفاتها.
ففاجأتني مباشرة بإنزال يدها تحت المنضدة وتحسس رجلي بحثا عن قضيبي.. فاجأتني بشدة. لم يكن بإمكاني الانتفاض أو الانفعال لعدم لفت أنظار الناس من حولي.. تمالكت أعصابي وبهدوء قمت بإبعاد يدها قبل أن تصل إلى مبتغاها.
وكما وعدتها فإني تمالكت نفسي وتعاملت مع المسألة بكل هدوء.. انتظرت حتى خرجنا من المكتبة.. سألتها عن السبب الذي حملها على فعل ذلك، فأجابت بأن الفضول قد ساقها إلى التعرف على هذا الشيء الذي سمعت به كثيرا ولم تره قط!! وأنها أحبت التعرف عليه فقط لإشباع الفضول، وأنه لولا تأكدها من ثقتي فيها ومعرفتي الحقيقية لأخلاقها لما أقدمت على ذلك.
وقد أقنعتني بأن ما دفعها إلى ذلك هو الفضول ولا شيء غيره، ولم تحم بخاطري أي شكوك حول تصرفاتها أو أخلاقها، خصوصا أنني لم أر منها قبل هذه الحادثة ولا بعدها ما يريبني، إلا أنني منذ ذلك اليوم قد انتابني خوف من شخصية هذه الفتاة التي إذا أرادت شيئا ووضعته في حسبانها سعت إليه بكل الطرق، وتضرب بكل القيم والمفاهيم عرض الحائط في سبيل الوصول إلى مبتغاها.. أي أنني أخاف من مبدأ الغاية تبرر الوسيلة الذي ينتهجه كثير من الناس ويعرضهم لتجاوز محظورات الدين والعرف والقانون.
أطلب منكم تعليقكم على هذه الحادثة وتحليلكم لشخصية هذه البنت على ضوء هذا التصرف.
جزاكم الله خيرا.
13/10/2024
رد المستشار
دائما أقول إن الزواج يتحمل كل شيء إلا الشك بين الزوجين، فإذا دخل الشك فهذا نذير بانتهاء العلاقة الزوجية، فما بالك ونحن ما زلنا في مرحلة الاختيار وأخذ القرار.
إن الشك قد دخل نفسك، حتى لو كان سبب ذلك موقف واحد، ولكنه ليس ككل موقف يمكن التجاوز عنه، ولنحول الأمر إلى سؤال حتى تكون الإجابة عليه موضحة لما نقول:
هل هذا الطلب الذي طلبته هذه الفتاة منك طلب معقول أو مقبول في أي إطار من خلق أو عرف أو دين أو... إلخ؟
هل هو نوع من الاختلاف في الدرجة الطبيعية لسلوك الفتيات تعتبر هي في أقصى درجاته مثلا؟
إن الطلب ليس هو المشكلة فقط، ولكن مكان الطلب، حيث إنه كان في المكتبة أمام الطلاب، يعني أن الأمر معرض إذا اكتشف ألا تكون الكارثة أخلاقية فقط، ولكن يترتب عليها مجلس تأديب وفصل من الجامعة.. فهل يفسر الفضول التجاوز عن كل هذه الاعتبارات؟
إن السؤال ليس في أنها تريد تحقيق ما ترغب فيه، فهذه الصياغة قد تدل على سلوك من الإصرار.. ولكن أي إصرار؟! في أي اتجاه؟! بأي ثمن؟! تحت أي ظروف؟!
البعض يقول لي في بعض الأحيان إن من حق الإنسان أن يجرب بنفسه كل شيء، فتكون الإجابة أن هناك أشياء لا يصح فيها التجريب ولو من باب الفضول؛ لأنها تتجاوز خطوطا حمراء لا يصح تجاوزها تحت أي مسمى من المسميات.
لنعد لما بدأ به ردنا من أن هذا الشك، الذي لك حق فيه تماما، قد داخلك، وبالتالي فإننا نقول لك بطريقة حاسمة:
إما أن تقتل هذا الشك وتتغلب عليه وتصفح عن هذا الخطأ الفادح الذي قامت به هذه الفتاة وتنساه تماما ولا تعود للتفكير فيه بأي شكل من الأشكال؛ لأن هذه الطريقة هي الوحيدة التي تضمن بداية صحيحة للارتباط، أو ألا تستطيع فعل ذلك وتظل حالة الشك في نفسك، وفي هذه الحالة تطوي هذه الصفحة وتغلقها تماما ولا تفكر فيها أبدا.
هكذا بوضوح وبدون تردد؛ لأنه لا زواج مع شك.
واقرأ أيضًا:
أشك فيها فهل أتزوجها؟ الزواج بنية الستر!
أشك في حبيبتي: أنت توسوس فيها!
أشك في زوجتي: لا تتجسس، بل اقترب وتلمس!
أشك فيها: خاطبها قبلي وماضيها!
أشك في خطيبتي: وسواس أم وهام؟!