السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا أود أن أشكر جميع القائمين على هذا الموقع على المجهود المبذول سائلا الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا العمل في ميزان حسناتكم وأن يوفقكم لما فيه خير الناس.
أنا شاب عمري 29 عاما، متزوج منذ حوالي 4 سنوات، كنت قد ارتبطت قبل الزواج بزميلة لي في الجامعة لمدة حوالي 6 سنوات وخطبتها، ولكن حدثت بعض المشاكل بيني وبين أسرتها أغلبها كانت مشاكل مادية روتينية، وكان يمكن التغلب عليها لكن وللحقيقة لمست موقفا سلبيا غريبا منها وانحيازا غريبا لمصلحة أسرتها، وكذلك سيطرة والدتها على مقاليد الأمور في المنزل، لذلك وجدت أنه في حال حدوث أي مشاكل فيما بعد الزواج فلن أجد من الدعم اللازم وعليه قررت إنهاء الخطوبة عند هذا الحد.
والحقيقة أني إنسان غريب جدا ففي الوقت الذي كنت أتخيل أني لا أستطيع التخلي عنها قمت بذلك، بل لا أبالغ عندما أقول إني ممكن أن أتخلى عن أقرب الناس لي لو شعرت فقط أنه ممكن يضغط على كرامتي أو يحس أني محتاج إليه، ولكن على العكس إذا أحسست بأن الشخص يخاف علي أو يحترمني أكون معه قلبا وقالبا فأنا أحسب نفسي إنسانا ملتزما جدا أعرف واجباتي جيدا ولا آخذ حق غيري.
المشكلة أني بعد هذه الخطوبة ارتبطت بفتاة أخرى هي الآن زوجتي، وكان الزواج كما يقولون عنه في مصر "زواج صالونات" لا تسبقه أي علاقة حب، وإنما كل ما في الأمر أن هناك قبولا متبادلا، واستمرت الخطبة لمدة سنة، وبعدها تم الزواج، ورزقني الله بابنة جميلة أجتهد في العمل حتى يعيش بيتي في ظل إمكانات تكاد تكون جيدة مما قد يوفر حياه سعيدة.
المشكلة هي أن زوجتي قد ارتبطت بي بشكل قوي جدا، فصرت بالنسبة لها كل شيء وهي تفضل جدا الرومانسية والكلام العاطفي وأنا للأمانة أبعد أبعد أبعد ما أكون عن هذا الشيء فأنا قد أحب الشخص، ولكني لا أستطيع أبدا أن أقول حتى كلمة واحدة تعبر عن هذا الحب، والحب عندي له معانٍ عادية مختلفة تماما عما نجده في الدراما وغيرها من الموضوعات التي تناقش هذه الجزئية.
استمرت الحياة هادئة للسنة الأولى، ثم بدأت المشاكل بعد الإنجاب، حيث مرت زوجتي بفترة إهمال كامل لنفسها ومظهرها واختيار ما تلبسه، وأثر ذلك تماما على قبولي لها، وأصبح أي شيء تقوم به يكون بناء على تعليق مني، وليس نابعا منها فهي وللأمانة تبذل قصارى جهدها لإرضائي، ولكن مجرد أن يكون هذا المجهود ناتجا عن ملحوظة مني، أو رأي فإني لا أجد له أي معنى، وزاد بعدها عدم تقبلي لها وطبعا الأمر يمكن اكتشافه بمنتهى السهولة من جانب أي امرأة وكلما صارحتني أجادل لأبين لها أن الحب عندي له معان أخرى.
وطبعا كل هذا جدل سفسطائي القصد منه قلب الحقائق، ولكن بغرض أن تدوم الحياة لا أكثر والله، فلو تكلمت بصراحة لهدمت الأسرة، ولسبب آخر هو أنني أجد أنها تبذل ما في وسعها لترضيني بخلاف المعاملة الطيبة مع أسرتي وغيرها من إيجابيات هذه الفتاة فأنا أكسب وقتا حتى أحاول أن أتقبلها لعل وعسى أن يهديني الله سبحانه وتعالى.
الغريب أنها طبعا لكثرة ملاحظتي عليها بدأت تفقد الكثير من الثقة في نفسها، تشك بل هي متأكدة من أني على علاقة بغيرها، وأني قد أتزوج عليها، وهذا الأمر في الحقيقة مستبعد من تفكيري في الوقت الحالي؛ لأني أرى محاولة تقبلها وإصلاح ما بيننا قد يكون هو الطريق الأفضل.
أتساءل: كثيرا ما أكون مستعدًا أن أقول لها كلاما طيبا "مش هقول عاطفي" لكن على الأقل يرضيها وأرتب كل شيء وبمجرد ما أتواجد معها أجد نفسي لا أستطيع قول أي شيء سوى كلام روتيني أو أقل.
والسؤال: كيف تكون زوجتك إنسانة محترمة ومتدينة وتراعي بيتها وتتمنى لك الرضا وتعامل أهلك بشكل طيب -مع وجود بعض العيوب طبعا كالغيرة وغيرها- ولا تستطيع أن تتقبلها؟
وكيف تتقبل من هم أقل منها جمالا؟
أنا غير سعيد في حياتي... ولا أعرف من سبب المشكلة أنا أم هي؟ هل أنا ظالم؟ أم أني مظلوم معها؟
((طيب لو على الحب أنا تواجدت مع خطيبتي قبلها أكثر من 6 سنوات ومع ذلك بمنتهى القوة اخترت الابتعاد عنها، ولا أعاني أي مشاكل فأنا أحيانا أسأل نفسي: ما هذه القدرة على التخلي عن الغير لمجرد خطأ من ناحيته؟ والعبارة الشهيرة (أنا مقدرش أعيش من غيرك) أجدها عبارة غبية؛ لأني كمثال أقدر أعيش من غير أي أحد، وطبعا الإحساس ده "بيوصل للشخص اللي معاك..))
أنا مش عايز أطول لكن نفسي أعرف ليه وأنا مش بكره زوجتي ومتأكد من أنها بتعمل أي حاجة علشان ترضيني وبتتنازل كثيرا علشاني..
ليه مش قادر أحبها؟!..
12/102024
رد المستشار
السائل الكريم..
هل تريد إجابة حقيقية؟ ببساطة لأنك تتمتع بقدر من الأنانية لا بأس به.. وإحساس بالذات أعلى من المطلوب.. إحساس يجعلك تقدم ذاتك ورؤيتك على كل شيء.. فأخطأت في حق من أحببت وحق من تزوجت وغالبا كل من تتعامل معه.
بعد علاقة دامت 6 سنوات فسخت ارتباطك بإنسانة لمجرد اختلاف في وجهات النظر في المسائل المادية.. وذلك لأنك شعرت بسطوة والدتها في اتخاذ القرار.. وهل من المتوقع أن تبيع فتاة أحسن أهلها ومن قامت بتربيتها (أمها) في لحظة ظهور الفارس الهمام في حياتها؟!
إن لك ابنة فهل تقبل أن تقف ضدك وتضرب بكلامك عرض الحائط لصالح هذا الشاب "المسبسب" الذي سيظهر في يوم من الأيام وتصبح في لحظة واحدة طوع أمره وبنانه؟
أنت لم تسرد تفاصيل كثيرة عن الموضوع -موضع مشاكل خطبتك الأولى- ربما أخطأت هذه الخطيبة فعلا في حقك بما لا يدع مجالا للتعامل، ولكنك لم تذكر على الإطلاق أي محاولة منك للتفاهم أو الحوار معها.. فأي أنواع الحب كان هذا؟!
الحب علاقة تبادلية تحتاج فيها للشريك ويحتاج إليك.. وتعطيه وتطلب منه.. وأنت لم تقطع العلاقة بل فسخت ارتباطًا فجرحت قلبها وأحرجتها.. ربما قاومت أهلها من أجلك.. ربما ضغطت عليهم ليقبلوك.. ربما ضحت بسمعتها وسخريتهم منها أن منحت قلبها لشخص بدون أي التزام أو ارتباط.. طبعا ناهيك عن المعصية بإقامة علاقة مشاعر مع أجنبي تستمر لفترة تتبادلان فيها الحب والهيام وربما ما هو أكثر.. كل هذا ضربت به -في لحظة- عرض الحائط؛ لأنك شعرت أنها تستغل حبك، وتضغط عليك من باب أنك لن تتخلى عنها، وهذا أضر بكرامتك فانصرفت.
طيب وزوجتك؟! التي تتفنن في المثول بين يديك وإرضائك.. التي تحاول بشتى الطرق الحصول على عطفك ورضاك؟ لماذا لا تحصل على حبك وهي تندرج تحت شرطك الحاكمي الذي ذكرته في رسالتك "لكن على العكس إذا أحسست بأن الشخص يخاف علي أو يحترمني أكون معه قلبا وقالبا فأنا أحسب نفسي إنسانا ملتزما جدا أعرف واجباتي جيدا ولا آخذ حق غيري".
أراها تلبي الشرط.. تخاف عليك وتحترمك وهي معك قلبا وقالبا فلماذا لا تحبها؟؟ تقول تزوجنا زواج صالونات.. وهل ينبغي أن ترتكب منكرا ومعصية كل مرة تحاول فيها أن ترتبط؟ ألا يجوز أن تدخل من الباب حلالا ثم تنظر هل أحببت الإنسانة واقتنعت بها أم لا.. وعليه إما أن تتزوجها وإما أن تتركها؟ وهذا ينطبق على زوجتك الحالية إذا كنت لم تشعر تجاهها طيلة فترة الخطوبة بأي مشاعر إعجاب أو انجذاب فلِمَ تزوجتها؟!
كان ينبغي عليك أن تنسحب بلطف معلنا عدم وجود توافق وتتركها لمن يحبها ويقدرها ويقبل التراب تحت قدميها بكل هذا التفاني والحب والرغبة الحقيقية المخلصة عندها في إسعاد الزوج.. كانت ستتألم قليلا بالتأكيد ولكن ألمها كان سيكون أقل ألف مرة من هذا الموات الذي تصبه على رأسها يوميا من انتقادات وتوجيهات حتى أصبحت تلميذة فاشلة في فصل أنت مدرسه وفي مدرسة أنت صاحبها وفي شهادة أنت مانحها.. مع أنك مجرد شخص قد يكون هو شخصيا فاشلا في مدراس أشخاص آخرين.
لو توقفت عن الزهو بنفسك وبقدراتك ستكون بالتأكيد أكثر سعادة في حياتك.. ولا تنس أن لديك ابنة قد منحها الله لك، وهي في النهاية ستكون أنثى تتزوج برجل فاتق الله في أمها يرسل لك الله من يتقي الله فيها بدلا من أن يأتي يوم تتجرع فيه الهوان على يد "عيل" لا يساوي في نظرك كثيرا ولا قليلا امتلك رقبة فلذة كبدك ويذيقها الهوان، ويحتقرها ببساطة؛ لأنها لا ترقى للمستوى الذي يريده وهي بالنسبة إليه –أميرتك المكرمة المحبوبة.. ابنتك- مجرد أنثى يشفق عليها حفاظا على البيت وتعطفا منه وتلطفا بغبائها وقلة قدرتها الأنثوية على اجتذاب شغاف قلبه وخيوط حبه.
اتق الله.. ما دمت قد قررت الزواج وأتممته فاتق الله فيها بالميثاق والعهد الذي حصلت عليها به.
اقرأ أيضًا:
أوصد باب الحب وقال لا أحب زوجتي!
لا أحب زوجتي: سراب الأمنيات!
زوجتي الرائعة: لا أطيقها!!
مع زوجتي لا أجد المتعة، وأفكر في النساء!