أعاني من القلق والحساسية المفرطة
السلام عليكم .. ما يلي هو ذكر لبعض الأعراض 1 - التي عانيت منها لفترة طويلة في حياتي، منذ الطفولة. 2 - الأعراض التي أعاني منها منذ بداية فترة شباب وحتى الآن ، 3 - الأعراض التي عانيت منها مؤخرا.
-أولاً - لقد كان بدي علي منذ طفولتي أعراض حساسية مفرطة، كنت أعاني من حساسية تجاه الأصوات المرتفع لدرجة كنت اضع أصبعي في أذني لكي اخفض من ضجيج الصوت، كذلك عانيت من حساسية تجاه الاضواء المنيرة بشدة، وكنت دائم الخجل والتوتر ويسهل تشتيت انتباهي، وكنت رقيق جدًا عاطفيًا، يمكن لاي شيء أن يثير مشاعري سواء بالحزن أو بالغضب أو بالفرح، كنت أواجه صعوبات اجتماعية كبيرة، كنت أخشى المبادرة بالسلام أو بدأ حديث مع أحد وكنت اتوتر جدًا إن بدأ احد الحديث معي، لم أستطع تكوين صداقات كثيرة في طفولتي (هذا الأمر يستمر إلى الآن) كنت أظهر علامات تعاطف مع الآخرين وما يصاحبها من سلوكيات إيثارية (الشيء الذي لم ألقه بالمثل من الآخرين) كنت أقدم الكثير من الخدمات المجانية.
ما ذكرته كانت أبرز علامات سلوكية وجدانية أتذكرها من طفولتي وفي إيجاز مرة أخرى (1 - حساسية تجاه المؤثرات البيئية في مستوياتها المرتفعة مثل الصوت والضوء 2 - الخجل والتوتر 3 - رقة المشاعر وسهولة التأثر - 4 - صعوبات اجتماعية في الحديث مع الآخرين وتكوين العلاقات 5 - علامات تعاطف واضحة مع الآخرين).
- ثانيًا - كل ما ذكرته للتو كان مازال يرافقني في شبابي بالإضافة إلى ما يلي: في بداية شباب وبالأخص في عمر الـ 17 بدأت اخضع ذاتي للتقييم، حيث بدأت بتقييم كل شيء، مظهري، جسدي، سلوكي، قيمتي وأهميتي وسط الأصدقاء وفي كل الحالات كنت أصل لـتقييمات سلبية، فأحد الأشياء التي كنت تستحوذ على الكثير من تفكيري آنذاك هي ندبة صغيرة جدًا في منتصف رأسي. والأمر الثاني يتعلق بـ تركي للدراسة، فعلى الرغم من أنني كنت أظهر الكثير من علامات الذكاء و سعة المعرفة إلا أن كوني لم أكمل دراستي ومقارنة هذا مع الأصدقاء كان يجعلني أشعر بالنقص .. لدرجة الكذب والادعاء بأنني ما زلت أدرس فقط لكي أتلقى قبولا اجتماعيا (هذا الأمر تغير الآن لم أعد أخجل من الأمر وأصبحت أحكي له بلا خوف - وأحيانًا كنت أظهر فخراً أنني اعتمدت على نفسي في تعليمي) وبسبب هذا التقدير المتدني للذات، كنت أعاني من مشاعر حزن شديدة وشعور بفقدان المعنى وكنت أعاني من تفكير مفرط و بكاء لساعات و كنت أفكر في الموت لكني لم أرد الموت، فقط أردت التخلص من الحزن.
كانت المساندة العاطفية تخفف من ألمي بشكل كبير وكنت تأتي دائمًا من الأصدقاء، وكنت أتوق كثير لمشاعر الحب، كنت أتلهف عليها وكنت تغمرني سعادة إن كنت في علاقة وعبرت لي حبيبتي عن حبها لي.
الأعراض العامة في بداية مرحلة شبابي هي: 1 - التقييم المتدني لذاتي 2 - الحزن الشديد و فقدان المعنى والبكاء 3 - التوق الشديد لأن أكون محبوبًا،
وأخيرًا الأعراض التي ظهرت عليا مؤخراً. كنت منذ بداية شباب أفكر كثيرًا في الأعراض التي أعاني منها وأحاول أن أخمن أسبابها وتطورت هذه العملية مع الوقت وتطور فهمي معها وتغيرات الكثير من الأمور وما يلي هي الأعراض التي أعاني منها حاليًا.
كل الأعراض من فترة طفولتي مازلت أعاني منها، من حساسية مفرطة وخجل وتوتر وصعوبات اجتماعية، ومن فترة بداية شبابي الشيء المستمر هو توقي للحب ولكن هذا لم يجعلني أقبل الدخول في أي علاقات تافهة أصبحت أتوق لعلاقات طويلة المدى ومستمرة وأصبح لي معايير صارمة في اختيار شريكتي.
أما تقييمي لذاتي فأصبح متزنا بشكل أكبر، أصبحت أدرك نقاط قوتي وكذلك نقاط ضعفي بشكل أوضح. والأعراض التي ظهرت عليّ مؤخراً هي الآتي: تفكير مفرط وخوف كبير من المستقبل، أصبحت لدي مشكلة كبيرة في تقييم الوقت، أشعر دايمًا أن وقتي يضيع بالرغم من أنني دائم التعلم ولا يفوت يوم بدون الخوض في شيء جديد، أصحبت موسوسا بالوقت وتأتي في بالي أفكار مثل لقد فات شهر وتصبح كذا (توقعات مرتفعة وغير منطقية) لقت أمضيت 23 من عمرك باقي لك تقريبًا 40 أو ما يزيد عن ذلك بحد قليل، عليك أن تكمل كذا وكذا وكذا قبل أن تصل إلى سن الـ 25 عام وأفكار كثيرة مشابهة تتعلق بالوقت والمستقبل.
أصبحت منعزلا بشكل أكبر ولا أخرج إلا نادرًا ولدي عدد قليل من الأصدقاء ولا نتواصل إلا قليل القليل.
هذا ما استطعت وصفه، .. شكرًا
15/10/2024
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
رسالتك في غاية الوضوح وتفصل بالضبط ما تعاني منه وهو اضطراب طيف التوحد. ظهرت الأعراض من عمر مبكر وأهمها في هذا الصدد هو أعراض الحساسية المفرطة تجاه الأصوات والأضواء المثيرة جدا. بعد ذلك هناك صعوبات التواصل الاجتماعي مع الآخرين واهتمامك بدراسة معمقة للفلسفة وغير ذلك.
يجب ألا تستوعب هذا التشخيص بأنك مصاب باضطراب نفساني وإنما عليك أن تقبل، وكذلك على جميع من حولك أن يقبل، بأنك تختلف عن الآخرين عصبياً أو بالأحرى يمكن القول بأن سماتك الشخصية ذات المصدر البيولوجي تختلف عن الكثير ولكن ذلك لا يعني بأنك تعاني من اضطراب نفساني.
الإنسان الذي يحمل معه سمات شخصية توحدية يعاني من العزلة الاجتماعية المفروضة عليه في البيئة التي يتواجد فيها وفي مختلف الثقافات ولكن ذلك لا يعني بأنه أقل كفاءة من أقرانه. هناك أكثر من فرصة للإبداع في مختلف مجالات الحياة ويجب ألا تفكر أبداً بأن سماتك الشخصية التوحدية وصمة يجب حجبها عن الآخرين. في نفس الوقت العوامل البيئية والعزلة الاجتماعية كثيراً ما تدفع الإنسان إلى موقع اكتئابي وعلاج الاكتئاب في هذه الحالة لا يختلف عن علاجه في أي إنسان آخر.
ما يجب أن تفعله هو قبولك بسماتك الشخصية التوحدية التي تميل إلى التحسن مع تقدم العمر. يجب عليك التخطيط بعناية للمستقبل وما يمكن أن تعمله وتكسب رزقك منه. كذلك لا يوجد مانع من دخولك في علاقات عاطفية في المستقبل. الدخول في علاج نفساني كلامي يساعد الكثير، وربما الشعور بالاكتئاب قد يحتاج إلى مراجعة طبيب نفساني.
وفقك الله.