السلام عليكم ورحمة الله
أنا سيدة متزوجة، وعندي ولد وبنت، الولد عنده من العمر خمس سنوات، والبنت عندها سنتان، مشكلتي في ولدي حيث إنه سريع البكاء، أي دموعه سريعة جدًّا لأي سبب تافه، فسرعان ما تنهمر دموعه إذا لعب مع والده، وفاز عليه، وهذا مجرد مثال بسيط.
أما مشكلته الثانية فتكمن في عدم جرأته، أو يمكن القول بأنه خجول لا أعرف بالضبط، فمثلاً إذا حضر إلى والده أصدقاء؛ فإنه يحب الجلوس معي بالداخل، وعندما نطلب منه أن يسلم عليهم؛ فإنه يرفض ويقول: أنا مكسوف منهم، وفي بعض الأحيان إذا حضر ضيوف، وصادف ذلك وجوده في المكان نفسه فإنه يسارع إلى الاختباء في أي مكان لفترة طويلة، وطبعًا أحاول معة بالثواب مرة وبالعقاب مرة أخرى وبالكلام حيث أقول له: أنت رجل، والرجل لا يبكي ولا يستحي من السلام على الناس.
أرجو أن تساعدوني ببعض النصائح في هذا الموضوع؛ لأني أخاف أن يكون انطوائيًّا عندما يكبر كما قرأت في كثير من المشاكل،
وهل للوراثة عامل في ذلك؟!
17/10/2024
رد المستشار
الأخت الكريمة، للوراثة دور في تكوين شخصية الإنسان، وللتعلم من الوالدين، وللعلاقة بهما دور مهم أيضًا، والحساسية الزائدة عند بعض الأطفال تزداد كلما رآها في البيت أو المدرسة سلوكًا معقولاً ومقبولاً، وتنقلب إلى بلادة أو انطوائية حين تقابل بالتهكم أو الإلحاح المزعج بحتمية التغيير دون وضع برنامج محدد لذلك.
ولعلنا نفتح ملفًا عن "حساسية الأطفال" ضمن ملف تربية مجانين، وحتى ذلك الحين أقول لك ما يلي:
أولاً: الحساسية أو الخجل المرضي هو الذي يعيق الإنسان عن أداء وظائفه، وعلاقاته الطبيعية في المدرسة أو العائلة أو الأصحاب، لكن من الفروق المقبولة أن يبكي الطفل عند خسارته، أو أنه لا يحب الجلوس مع من لا يعرف.
ثانيًا: تبقى الأسئلة:
هل هو كذلك في المدرسة والمحيط العائلي؟
هل ينام وحده في فراش مستقل؟
ما هي الإجراءات التي تقومين بها؛ ليتعود الاعتماد على نفسه؟
ما هي الإجراءات المتبعة لتكوين شبكة اجتماعية يجد فيها ولدك -بشكل تلقائي- أترابًا من نفس عمره؟
ما هي الاهتمامات الحالية أو المحتملة له، وما هي جهودكم للتعرف عليها وتنميتها؟
لاحظي أن الاهتمام أو الهواية هي مدخل هام وطبيعي للتعرف على أناس من مختلف الأعمار يلتفون حول موضوع اهتمامهم.
أيضًا ينبغي ملاحظة مسألة الغيرة بين الأطفال، وهو ما تعرضنا له في إجابات سابقة، ومن الوارد أن يساهم هذا الشعور بالغيرة تجاه أخته الصغرى في زيادة سلوكياته التي لا ترضين عنها.
هذه توجيهات سريعة ومختصرة على قدر ما توافر من معلومات، وأهلاً بك دائمًا.