وسواس شركي،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أرجو عدم إحالتي لاستشارة أخرى لأن وضعي صعب.
أعاني من وسواس قهري ديني بشتى أنواعه منذ 7 سنوات. كل أنواع الوسواس جربته بالتدريج إلى أن رست سفينتي أخيراً في بحر وسواس الشركـ منذ 2018 إلى الآن. لكن قبل شهر ونصف بدأ معي فكرة جديدة هي الأصعب منذ 7 سنوات.
طبعا من إيجابيات الوسواس أني صرت متمكن جدا من العقيدة بسبب البحث الكثير، وأثناء البحث صادفت مسألة اسمها (خوف السر)،، مضمونها باختصار أن المسلم لازم ما يخاف من الأمور التى لا يمكن أن تؤذي مثل الأصنام وأوثان المشركين والكواكب والشمس والقمر والنجوم والأموات والغائبين والشياطين، وأن الخوف من هؤلاء يعتبر*شرك أكبر*
هنا بدأت القصة، بسبب حرصي الكبير على ألا أخاف من هذي الأمور انقلب الموضوع علي وعلقت الفكرة برأسي، وصرت أوسوس في كل شيء، ويجيئني خوف من كل شيء، كل الجمادات والأمور التي لا تؤذي (في طبيعتها)
أرجو الانتباه لهاي النقطة وراح أصيغ الجملة بأكثر من طريقة عشان الفكرة توصل لحضرتك بشكل جيد:
- (أنا أخاف إني أخاف من غير الله)
- (أخاف إني أصرف الخوف لغير الله فأصير مشرك)
- (أخاف من الخوف من غير الله)
المشكلة أن مشاعري مضطربة ما أعرف نفسي خائف من الخوف -ولا خائف من الشيء بشكل مباشر. لأن هناك فرقا، الخوف الأول عادي بس الثاني شرك 😢
- يمكن وسواسي سخيف بالنسبة لكم لكن صدقوني مسيطر على 24 ساعة من حياتي يومياً.
أشك في كل شيء ويجيني خوف من كل شيء وخوف من الخوف. ومو قادر أميز مشاعري.
أعرف الحديث يلي يقول (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم)، بس الشيطان يقول لي أنت الحديث ما يطابق حالتك لأن أنت خفت والخوف يعتبر عمل والدليل أن جسمك يرجف وعندك برودة في بطنك فبالتالي عملت وهذا يعني أنك أشركت. وأنا مو قادر أوقف الخوف من الخوف ولا الخوف من الأشياء مباشرة. لأن كما تعرفون الخوف من المشاعر الخارجة عن السيطرة.
أنا أعلم أنه لا إله إلا الله وأن هذا النوع من الخوف لازم أصرفه فقط لربي، بس مو قادر أوقف الخوف ولا الرجفة في جسمي، تزداد لما أشوف صنم في الشارع أو في الهاتف، أو صورة أو رسمة أو أي جماد ملفت للنظر.
سؤالي هو، هل أنا مؤاخذ بالخوف هذا أو لأ؟
وهل في دليل من كلام العلماء الأوائل أن (فاعل الكفر) بسبب الوسوسة غير مؤاخذ؟ فاعل الكفر وليس الذي يفكر بالكفر
خاصة أن مشكلتي ليست مع الفكرة، بل مع الخوف والشيطان يقول لي الخوف عمل وفعل فـأنت فعلت الشرك وليس مجرد فكرة
بدي أرتاح مو قادر حالتي صعبة وأبكي الليل والنهار.
وشكرا لكم على مجهودكم وها الموقع الرائع.
18/10/2024
رد المستشار
الابن المتصفح الفاضل "Aheman" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
باختصار يا ولدي أنت مريض وسواس قهري الكفرية ووسواس الشرك أحد أشكاله، وهذا المرض يسقط عنك التكليف بالكلية في موضوع الشرك والكفر وكل ما يمت لهما بصلة، وما يجب عليك فعله هو ما لم تورد أي إشارة له -رغم معرفتك بأنه "وسواس قهري ديني"-وهذا مرض نفساني يعالجه الطبيب والمعالج النفساني وليس فقط موضوعا تسأل فيه الفقهاء، لا توجد أي إشارة لذلك السعي المحمود في طلب العلاج.
بغض النظر عن ذلك فإن خدعة الوسواس في حالتك واضحة جلية فهو يقول لك: (الحديث ما يطابق حالتك لأن أنت خفت والخوف يعتبر عمل والدليل أن جسمك يرجف وعندك برودة في بطنك فبالتالي عملت وهذا يعني أنك أشركت) وهذا كذب لأن الخوف عاطفة وليس عملا، والعاطفة تحدث جانبين من التغيرات في الإنسان أحدهما معرفي إدراكي (يعني مشاعر وأفكار) والآخر جسدي حسي (أحاسيس وتغيرات فسيولوجية) لكن كل هذا لا إرادي، ولا حساب عليه، إذن فأنت رغم قولك: (لأن كما تعرفون الخوف من المشاعر الخارجة عن السيطرة) لا تستنتج أنه لا حساب عليه، وأنه ليس فعلا.
كذلك لا أدري ماذا أوقعك في فخ مفهوم خوف السر هذا، فأخذت معلومة من كتب التوحيد القديمة (أن المسلم لازم ما يخاف من الأمور التى لا يمكن أن تؤذي مثل الأصنام وأوثان المشركين والكواكب والشمس والقمر والنجوم والأموات والغائبين والشياطين، وأن الخوف من هؤلاء يعتبر *شرك أكبر*) لا أدري مدى انطباقها اليوم في عالم لا أظن أحدا فيه يمكن أن يخاف من غالبية هذه الأشياء، في نفس الوقت لم تستجب أنت للمعلومة بطريقة الأصحاء وإنما وقعت في الوسوسة (انقلب الموضوع علي وعلقت الفكرة برأسي، وصرت أوسوس في كل شيء، ويجيئني خوف من كل شيء، كل الجمادات والأمور التي لا تؤذي (في طبيعتها)) هذا الحال المرضي يسقط عنك التكليف حتى لو كنت تحيا أيام كانت الناس تخاف من الأوثان والكواكب.. إلخ.
وأجيب على سؤاليك:
1- هل أنا مؤاخذ بالخوف هذا أو لأ؟ بالتأكيد لا لا أنت ولا غيرك لأن الخوف عاطفة لا إرادية! والأحكام في الشرع تتعلق بأفعال المكلفين الإرادية والخوف ليس فعلا، وإنما الفعل هو ما تبنيه عليه من أفعال، وفي حالة الخوف الشديد لا ينظر إلى الهرب باعتباره سلوكا (فعلا) إراديا خالصا لأن الإرادة تتأثر بالمشاعر ويضعفها الخوف، لكن إذا كان الخوف يحدث من أشياء لا تخيف كما هو في حالتك فهذه حالة مرضية تحتاج للطبيب والمعالج النفساني.
2- وهل في دليل من كلام العلماء الأوائل أن (فاعل الكفر) بسبب الوسوسة غير مؤاخذ؟ فاعل الكفر وليس الذي يفكر بالكفر؟ أما الدليل الذي تطلبه فأتركه للفقيهة د. رفيف الصباغ فهي أعلم مني به، وأما ما أناقشه معك فهو انتفاء التهمة عنك فلا أنت فاعل ولا مفكر بالكفر، لست فاعلا لأنك تتكلم عن عاطفة لا إرادية والفعل المقصود هو الفعل الإرادي، ولا أنت فكرت بالكفر لأن كل ما سيرد على خاطرك متعلقا بالكفر هو من الوسواس وليست أفكارك حتى لو أقسمت لنا أنها منك!! يعني كله من الوسواس
وضعت لنا الجملة بأكثر من صيغة لتتأكد من وصولها لنا وسنقوم بتعديل الصياغات معا:
- (أنا أخاف إني أخاف من غير الله) الصحيح هو (أنا أوسوس إني أخاف من غير الله) والخوف الذي تشعر به هو من الوسواس لأن الخوف هو العاطفة الأكثر ارتباطا بالوسواس القهري ومثلها الذنب.
- (أخاف إني أصرف الخوف لغير الله فأصير مشرك) الصحيح هو (أوسوس أني أصرف الخوف لغير الله فأصير مشرك)، أنت لا تصرف شيئا إلا الوسواس ليس خوفا إنما وسواس.
- (أخاف من الخوف من غير الله) الصحيح هو (أوسوس من الخوف من غير الله).... ومن شدة التحاشي أصبحت توسوس بالخوف من الجمادات وربما الحشرات وصور الأوثان إلخ لماذا لتختبر نفسك ما إن كنت ستخاف أو لا؟ ثم مرة تجد نفسك خائفا فتوسوس بأنه خوف من غير الله، وتسأل نفسك هل أنا خائف من كذا فتجد نفسك تشك وهكذا تقع في فخ تفتيش الدواخل وتعود أكثر شكا وارتباكا مما بدأت!!
كل هذا يحدث لك في الوقت الذي قطع الشرع الحكيم كل هذا العذاب بإسقاط التكليف عن الموسوس في موضوع وسواسه، يعني أولا يمكنك أنت تعتبر نفسك كتبت عند الله خوافا من أن تخاف غيره وهذا لن يتغير، وثانيا لست مكلفا ما عشت باختبار خوفك مم هو أو ممن أو مماذا ولا تلقي بالا لكل الأفكار المتعلقة بالشرك أو الكفر أو ما شابه فلديك حصانة اسمها سقوط التكليف بعد ثبوت الإيمان تمنح للموسوسين في أمور الدين.
ستجد كثيرا من الارتباطات المفيدة على مجانين سأضع لك بعضها أدناه، لكن يجب أن تدرك أن حل مشكلتك المزمنة يحتاج منك إلى سعي للتواصل مع طبيب نفساني واقعيا أو عبر الفيديو والإنترنت لتأكيد التشخيص واستكماله ووضع خطة العلاج.
وتضيف د. رفيف الصباغ ليس هناك ما أضيفه على ما تفضل به د.وائل مشكورا غير أني أؤكد ما قاله: أنت تخاف من الخوف من غير الله، وهذا -عند غير الموسوسين- أمر جيد, ولست تخاف من غير الله.... فاتهام نفسك بالشرك، كله من أوله وهم في وهم
-كذلك الخوف لا إرادي، وما ينتج عنه من أعراض جسدية غير إرادي أيضا، ما رأيك...؟ هل يمكنك أن تبرد بإرادتك؟
وسواء وجد نص عند الفقهاء بعدم مؤاخذة من يفعل الكفر، أو لم يوجد، فمدار الأمر على الإرادة، إن خرج من الإنسان كلام أو فعل فعلا لا إراديا، فهو غير مؤاخذ. (طبعا هذا مختلف عمن عود نفسه على السباب مثلا، فخرج على لسانه عند الغضب فلا نقول هنا إن الغضب سلب إرادته ولم يستطع ضبط نفسه، إلا إذا وصل إلى مرحلة كالمجانين لا يميز بين الأشياء من شدة الانفعال)
-الأمر الأهم: أن المراد من الخوف من غير الله: أن تظن أن هذه الأشياء مضرة بذاتها، يمكنها أن تؤذيك وإن لم يرد الله ذلك. أما إذا كنت تعلم أن الله جعلها سببا للإيذاء، أو يمكن بإرادته أن يجعلها سببا للإيذاء (كسقوط شجرة فوق كائن حي)، فهذا ما يجب اعتقاده.... يعني هل من المعقول ألا تخاف من النار وتبتعد عنها؟!!! أو ألا تبرد وترتجف عندما تجد السباع الضارية قريبة منك؟!!
كف عن التفكير في هذا الأمر لأنك غير مشرك قطعا حتى لو فرضنا أنك غير موسوس، فما بالك وأنت موسوس محصن ضد الكفر؟
أعانك الله
اقرأ على مجانين:
الوسواس القهري: معنى سقوط التكليف!
وسواس العقيدة: تجاهل والوسوسة تسقط التكليف!
وسواس الكفرية: الوسوسة تسقط التكليف فلا كفر!
أشعر أنها مني! وسواس الكفرية!
وسواس الكفرية حيل كالمعتاد عديدة!
أخيرا أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.