في البداية.. أود أن أشكر موقعكم الكريم على هذه الاستشارات الطيبة لبنات وأبناء المسلمين.. جزاكم الله خير الجزاء.. إني شاب في السابعة والعشرين من العمر خريج علوم الحاسبات.. متدين، مثقف، ومحبوب لدى الناس، وأعمل في وظيفة مرموقة جدًّا.
مشكلتي قد بدأت منذ أكثر من سنة ونصف، ففي أثناء العمل تعرفت على فتاة تصغرني بسنتين، وفي البداية كنت أتعامل معها مثل بقية الفتيات في العمل، ولكنها دائمًا كانت تأتي إليّ وتكلمني وتسأل عني في كل شيء، وكانت تحاول التقرب مني بشكل لافت، وبعد فترة تطورت علاقاتنا وكانت دائمًا تلمح لي بأن أخبرها...، ولكنني لم أفعل؛ لأنني في ذلك الوقت لم أنوِ أن أكوِّن علاقة عاطفية معها، كنت أميل إليها، ولكن كنت دائمًا أقاوم أي شعور يخرج مني تجاهها؛ لاعتقادي بأنها ليست الفتاة المناسبة لي.
ولكن بعد فترة انجذبت إليها بشكل لا يصدق فأصبحت أنظر إليها كثيرًا وأجلس معها دائمًا، وفجأة شعرت بأنني لا أستطيع العيش بدون هذه الفتاة فقررت أن أصارحها وأخبرها بشعوري، وفعلاً بعد مدة قصيرة أخبرتها بأني أحبها جدًّا، وأني أريد الزواج بها، ولكنها صدمتني بكلام لم أكن أتوقعه، فقالت لي إن لها علاقة مع شاب آخر منذ سنتين، وقالت إنني الآن لا أحب ذلك الشاب، ولكنني مضطرة في استمرار علاقتي معه؛ لأنني وعدت ذلك الشاب بأن أتزوجه برغم أنني نادمة الآن، ولكن ذلك الشاب يهددني بالقتل إذا لم أتزوج به، وقالت إنني أخاف من أن يفضح أمري أمام عائلتي المرموقة.
فمن طبيعتي تمنيت لها الخير ونصحتها بألا تتزوج من شخص يهددها الآن، وهي ليست في ذمته، وقلت لها من يدري ماذا سيفعل بك غدًا إذا تزوجت به، وقلت لها إذا احتجت إلى أي شيء فلا تترددي سأساعدك في كل شيء.
رجعت إلى البيت وحزنت حزنًا شديدًا وبكيت كثيرًا، وخلال أربعة أشهر كنت مكتئبًا وحزينًا جدًّا، والغريب في الأمر أنني ما زلت أحبها. وحاولت بشتى الطرق نسيانها، ولكنني لم أفلح؛ لأننا نعمل في نفس المكان وأراها بشكل يومي، وبعد مرور هذه الفترة قررت أن أخبرها مرة أخرى، ولكنها رفضتني هذه المرة بشكل أعنف من قبل.
فقررت يومها أن أتركها ولا أكلمها ولا أتعامل معها، ولكنها دائمًا تأتي إليّ وتسلم عليّ وكانت إذا رأتني أتكلم مع فتاة أخرى في مكان العمل كانت تغار بشكل لا يتصور، وبعد مرور أكثر من سبعة أشهر شعرت أنها تقترب مني بشكل كثير كنت أهرب منها، ولكن أعترف بأنني أضعف تمامًا أمامها، وكانت تأتي إلى غرفتي وتكلمني وتفتح مواضيع معي، وتنظر إليّ نظرات الإعجاب وتظهر لي أنها قد تخلصت من ذلك الشاب، وأنها تريد الارتباط بي واستمرت هذه الحالة شهرين.
قلت في نفسي إن هذه المرة سوف ترضى بي.. كم أنني ضعيف أمام هذه الفتاة وكم هي محتالة، فكلمتها وقلت لها بأنني ما زلت أحبك، وسأعفو عنك كل شيء، وأعدك بأن تعيشي معي حياة سعيدة وسأنسى الماضي، وإن الله يغفر الذنوب جميعًا، وفي هذه المرة أسمعتني كلامًا لم أتصوره أبدًا، قالت لي إنني أحبك كأخ لي، وقالت إنني أحبك أكثر من أخي، وقالت لا ينقصك شيء، ولكنها ليست قسمة، وقالت بأنها قد وعدت شابًّا آخر منذ شهرين، وقالت إن الشاب الأول لا يعرف رقم هاتفها الجديد، ويتصل برقم صديقتي، لكنني لا أرد عليه، وقالت أرجوك لا تحرمني من صداقتك، فقلت لها لن أتعامل معك أبدًا، ولا أسلم عليك، وقلت لها إن الله تعالى سوف يعطيك حقك، وهكذا انتهى الحوار بيننا.
إني الآن بعد مرور أكثر من شهرين ما زلت حزينًا جدًّا، وثقتي بنفسي أصبحت ضعيفة وهي حتى الآن تفعل بي أشياء كي أحزن، مثلاً دائمًا تمرّ بجواري وكذلك تنظر إليّ بكثرة وتأتي إلى المكان الذي تعلم أنني موجود فيه. لا أعلم ماذا أفعل فإنني لا أستطيع أن أترك عملي وأنا مكتئب جدًّا، وأتمنى الموت لنفسي في كل لحظة.
أرجو منكم أن ترشدوني إلى ما هو الصواب؟ وهل أنا ضعيف الشخصية؟ الجميع من حولي يمدحون شخصيتي وأخلاقي وصدقي، وأرجو أن تردوا عليّ بأقصى سرعة.. جزاكم الله خير الجزاء في الدنيا والآخرة.
ملاحظة: ظهر لي أن هذه الفتاة كذابة جدًّا ولا تفي بوعودها.
20/10/2024
رد المستشار
غاب عنك أمر مهم يا صديقي.. يفسر تلاعبها بك وكذبها الكثير وعدم الوفاء بوعودها وهو أنها قد تكون مريضة نفسيًّا!
فالمريض النفسي ليس ذلك الشخص المتبذل في ملبسه، والهائم على وجهه أو ذو الوجه القبيح؛ فحتى المرضى النفسيون تطور شكلهم وأسلوبهم بما تتطلبه الحياة تلك الأيام!!
وقد تكون فتاتك جذابة وحديثها شيقًا، ولها صداقات "سطحية" كثيرة، بل وتملأ مكانها بجو من المرح اللذيذ، ولها إشارات أو إيماءات قد تحمل معاني "جنسية" ومواقف درامية كثيرة؛ فتعيش وهماً كبيراً اسمه تهافت الرجال حولها –زواج أو غيره- للدرجة التي تجعلها تضطر للزواج بأحدهم؛ لأنه يهددها بالقتل!!
وفجأة استطاعت -لا نعلم كيف فلعلها سردت قصة من قصصها- أن تتخلص من ذلك الوغد الذي أرهقها بإلحاحه للزواج بها، ولكنها للأسف كانت قد اتفقت مع آخر للزواج به! أما أنت فلتظل موجوداً صديقاً وأخاً عزيزاً؛ فيا ليتها كانت لعوباً يا صديقي؛ كنا انتظرنا اختبارات الزمن لتتوقف رغماً عنها لتتوب عما تفعل بالبشر.
فلك أقول: إن هناك فرقاً بين البراءة وعدم التفكير.... فعام ونصف من التعامل الشبة يومي بينك وبينها كان كفيلاً بكشفها لو كنت تفكر فلا مكان للبراءة أو للصدق هنا.... ولا أتصورك تغضب من حديثي فلعل صدقك ووقوعك في حب مريضة نفسية، وأنت تستحق أفضل من ذلك بكثير هو ما استفزني.
وغالبا هي تعاني اضطرابًا في الشخصية لم أتمكن من تشخصيه بالضبط -وهو لا يهم- وهو بالمناسبة لا يُعالَج، لكن من يهمني هو أنت فأتصور رؤيتك لها على حقيقتها سيجعلك تضمد جراحك سريعاً وتهنأ ببداية جديدة.... لا أن تورط نفسك معها أكثر؛ لأنها فعلاً لا تُعالَج ولتبدأ في مواجهتها بالحاجة إلى استشارة طبيب نفساني، فإن رفضت فاحرص على صيانة نفسك ومستقبلك.... هيا كفاك تأخيرًا