أرجو أن يتسع صدركم لمشكلتي، وأرجو أن تساعدوني وتستفيضوا معي في الحديث لعلي أجد لديكم ما يميل له قلبي وتهدأ له نفسي ما أطمح به من الاستقرار النفسي والعقلي وأصل به إلى ما أرجوه من قرار مناسب.
أنا شاب في الـ 28 من عمري مهندس معماري وأعمل بوظيفة محترمة تدر لي دخلا لا بأس به، المهم كنت في الماضي بعيدا كل البعد عن الجنس الآخر وكنت منطويا بشدة على نفسي ولا أجد سلوتي إلا في القراءة والقصص والروايات الرومانسية والخيال العلمي وكنت لا أجرؤ على مخاطبتهن (الجنس الآخر) ولا حتى النظر إليهن بالرغم من ميلي الشديد لهن وحب التقارب منهن إلا ما كان عن طريق العمل فقط.
ولكن بسبب حبي للالتزام وطبيعة تربيتي المنغلقة كنت أبتعد دوما بالرغم من شغفي الشديد بهن منذ فترة المراهقة، وحتى الآن أبتعد بالرغم من ضعفي تجاه الجنس الآخر، ولقد كان وصولي لكلية الهندسة طريقا طويلا مررت به بدءا من مدرسة الصنايع ومرورا بمعهد متوسط وانتهاء بكلية الهندسة، وأنا قد أكون شخصا قلقا ومترددا قليلا ولكن ليس بشكل مرضي.
كان كل ما سبق يعتبر نبذة عن حياتي لعلها توضح لكم طبيعة الشخص صاحب المشكلة وطالب المشورة والنصح من سيادتكم..
في الحقيقة مشكلتي ليست مشكلة بالمعني المفهوم ولكن هو قلق يتردد بداخلي بشأن موضوع مهم يتصل بمن أريد الارتباط بها وهي مخطوبتي..
أحب أن أوضح لسيادتكم كم أنا رومانسي للغاية وحساس، وكنت أبحث دائما عن دفء المشاعر والأحاسيس، بالإضافة إلى مواصفات من أريد الارتباط بها من حيث الأخلاق والالتزام وقبول الشكل وذات مؤهل عال مثلا طب أو هندسة، وعلى وضع اجتماعي معين، وقد كنت أبحث على استحياء بمساعدة الآخرين دون أن أرى أو أتقدم خطوة واحدة بسبب التردد.
ويشاء الله أن يساعدني أحد الأصدقاء ويدلني على عروس قال لي إنها يوجد بها كل ما أتمناه أو معظم ما أتمناه، وبالفعل تحركت أولا لكي أراها دون أن تعلم وهي كانت طبيبة صيدلانية حديثة التخرج تعمل بإحدى الصيدليات فذهبت لكي أراها فارتحت لها مبدئيا.
وقد رأيت في طريق لبسها ما أقلقني في البداية رأيت أنها تستعمل مساحيق لونية على الوجه تعطي انطباعا ببياض البشرة وقد أقلقني أني لم أرها بشكلها وملامحها الطبيعية.. كما رأيتها ترتدي بنطلون مجسدا لها وكدت أن أتراجع بشكل فوري وترددت كثيرا لأني كنت أريد إنسانة ملتزمة، ولكن هداني الله حتى لا أظلم الفتاة أن أذهب للتعارف عليها وعلى أهلها وأن أجلس معها قليلا للتعارف وإعطائي وإعطائها فرصة للتواصل لعل وعسى أن يجعل الله في ذلك الخير الكثير وأيضا لأني كنت أريد معرفتها ورؤيتها عن قرب وما شجعني على ذلك أني سمعت عن أهل هذه الفتاة كل خير وهم أسرة محترمة ولكنها تلتزم الالتزام العادي لتعاليم الإسلام شأنهم شأن كل الأسر المصرية التي تعيش في الريف المصري وخصوصا الدلتا.
المهم ذهبت بشكل رسمي للتعارف على أهل الفتاة وقد علمت منها ما ارتاحت له نفسي من حيث خلقها وطيب وطهارة نفسها وصلاح طباعها وأيضا بالرغم من ضعف الالتزام الديني لديها وقد قمت بخطبتها بسرعة في نفس الأسبوع نظرا لظروف اجتماعية خاصة بوالدها الذي كان على وشك السفر فتمت الخطبة سريعا سريعا.
وقد مر الآن منذ الخطوبة حوالي شهرين وأكثر وقد جلست معها كثيرا في وجود أهلها وتحدثت معها عبر الهاتف كثيرا وكانت بيننا بعض الرسائل التي قد تتقارب معها نفوسنا ونشعر بالتقارب الذي يجذب الرجل بالمرأة عادة بشكل يعبر عن الاحترام والرغبة في إكمال مسيرة الخطبة والوصول بها للزواج خصوصا من قبلها وكنت مجاملا أحيانا أو مسايرا في أحيان أخرى.
وكنت دائما أراها بالمكياج عندما كنت أقوم بزيارتها عند أهلها والذي رويدا رويدا كان يختفي فيظهر من ورائه ملامح أظن أن بها كل الطيبة والسماحة ولكنها كانت تتوسط أو تقل في مستوى الجمال وهذا ما أقلقني فأنا بالرغم من حبي للالتزام وتوبتي المستمرة من الذنوب والمعاصي التي أرتكبها فانا لست ملاكا ولست من الأنبياء.
فأنا عندما اقتربت من الارتباط كنت بالدرجة الأولى أسعى لإعفاف نفسي بزوجة خلوقة ومتعلمة وذات جمال إن لم يكن باهرا بالفعل.. أنا في حيرة من نفسي فأنا أريد إعفاف نفسي بزوجة لها قدر من الجمال والأخلاق ما يعينني على الصمود في وجه الشهوات التي ملأت ما حولنا وأحاطتنا بسياج من المثيرات تزداد يوما بعد يوم.
أرجو مساعدتي وإنقاذي من الحيرة التي تجتاحني كلما يمر الوقت فأنا تارة أقبل بها وأستغني عن وجود الحد الأدنى للجمال ويكون عزائي الوحيد في ذلك هو خلقها وحسن وحلاوة مطلعها، وتارة أخرى أرى أني تسرعت في الخطبة ممن لا يتوفر لديها الحد الأدنى من الجمال (هي ليست دميمة) الذي عادة ما يسعى إليه من هم مقبلون على الزواج من الشباب أو الرجال، وقد أريد الابتعاد عنها والبحث عن من هن أكثر جمالا وأنوثة حتى أستطيع أن أغض بصري بعد الزواج فلم أعد أدري ما هو الطريق الصواب الذي ينبغي أن أسلكه وكل ما يشغل بالي هو أني متردد بشأن استمرار الخطبة بيننا وأني لا أريد أن أجرح تلك الفتاة إذا قمت بفسخ الخطبة دون إبداء أسباب قويه لذلك، خصوصا أني أحسست منها بالميل تجاهي بشكل يجعلني أفكر ألف مرة قبل أن أقدم على الابتعاد عنها بفسخ الخطبة.. هل بعدما فتحت لي قلبها وأحست هي بي واختبرتني وأحبت أن تشاركني حياتي بكل ود ومحبة أكون جاحدا معها وأسبب لها ما لا تطيقه، مع العلم بأنها إنسانة رقيقة وحساسة ومحبة للغاية وأخشى عليها من ألم الجرح الذي قد يظل ينزف دون توقف.
فليس معنى هذا أنها تحبني ولكن قد يكون ارتياحا لي أو حزنا على جرح كرامتها فلست أدري فقد سارت نفسي التي بين جنبي تكاد تقفز من بين ضلوعي من الحيرة وقلة المعرفة ومشاعري التي تكاد أن تنفطر إذا فكرت في جرح مشاعرها بعدما حدث بيننا من التفاهم الشيء الكثير وأنا الذي سعيت إليها بكل قوة قبل ذلك والآن أريد الفرار منها.
أنا أخشى عليها من جرح مشاعرها إذا تركتها الآن وأخشى عليها من ظلمها إذا ارتبطت بها قد أتأثر بمن هن أكثر منها خلقا وجمالا أو أنوثة.
فأرجو أن تساعدوني على اختيار الطريق السليم الذي يهدئ من روعي وتسكن له نفسي ويطمئن له قلبي ويساعدني على تجنب ما لا أطيقه على نفسي أو على الطرف الآخر الذي يمثل كل الإنسانية والأخلاق والنبل والقدرة على التفاهم.
وأنا متأسف جدا جدا إن أطلت عليكم فكل ما كنت أرجوه أن أفتح قلبي لأناس أثق بقدراتهم على توجيهي إلى الطريق السليم وأيضا حتى تستقر وتهدأ نفسي قليلا عندما أشعر بمن يمد لي يد العون ويريد حقا المساعدة بصدق وإخلاص. وجزاكم الله خيرا.
20/10/2024
رد المستشار
أهلا بكم مهندس "صبحي"
أمر الخطبة هو مشروع زواج محفوف بالقلق والتوتر والحيرة لذلك فهو أمر طبيعي، فأنت تستكشف نفسك وميولك وتوافقك وطباعك وأمور أخرى مقابل الطرف الآخر، فمن ناحية أن هذا الأمر طبيعي ومقبول.
كونك تقبلت وجه الفتاة وبدأت الخطبة، فهذا يعني أنك كنت بوعيك الطبيعي، ربما تتداخل المشاعر وعملية التحليل التي تدخل فيها مع ذلك الوعي فتشعر بالتوتر والقلق.
أنت تدخل في بعض الهموم والتحليلات التي لا أنصحك بالاستمرار بها، فمثلا أن الخطبة كانت على تسرع لظروف والدها، أو تخفيف المكياج أو التفكير في جرح مشاعرها، أو هل هذا الجمال سيغنيني عن غض البصر.
هل درجة الجمال تمنع إطلاق البصر؟ ليس دائما.
هل درجة الجمال التي رأيتها ووافقت بها مع أخلاقها وطبيعتها تختلف عن الآن؟ بالطبع لا.
هل تشك في قرارك بالقبول الأولي؟ ليس هناك داع لذلك لأن عقلك كان حاضرا، وقتها ولم يجد جديد سوى تحليلك، وتفكيرك المستمر، بينما لم تذكر وقائع محددة ولا مشكلات ملموسة، لذلك دع فترة الخطبة من خلال معادلة وقت وتفاعل، بمعنى اجعل فترة الخطبة طبيعية قد تصل لعام كامل كمدة متوسطة، مع استمرار التفاعل بينكم، تفاعل إنساني واجتماعي وحوار مستمر، فهذا ما يجيبك عن السؤال الذي يراودك، لكن لا تعتمد على إحساسك الآن ولا عن توقعاتك بالعفاف أم لا.
واقرأ أيضًا:
حائر بين الجميلة ورائعة الجمال!
الجمال والزواج: أحاديث قبل الارتباط!
الجمال والزواج: هل يشترط الأول؟!
الجمال ألوان يراها القلب والعينان!
من أجل زواج سعيد.... الجمال شرط!!
التي تسره إذا نظر: من؟ بمَ؟!