وسواس الكفرية: التحييد = التعضيد!
إكمال للاستشارة الأخيرة، حراسة الخواطر والرغبة في التوبة
السلام عليكم، اليوم وأنا في حالة شهوة، كنت أشاهد مثيرات الشهوة وتأتيتيني وساوس عن ما فيها بإضافة إساءة لمحتواها الأصلي، وأنا كنت في حالة شهوة وكنت أبتسم للمحتوى وأرد على الوسواس ولكني بسبب الشهوة لم أكن في حالة النفور المعتادة وأنا أرد عليه وكانت تأتيني الوساوس بأني الآن أرضى بالكفر بل وأستمتع بهذا نظرا لشعوري وابتسامي، فأقوم وأرد عليه، وكنت أكمل مشاهدة المثيرات للشهوة بالرغم من الوساوس وعدم قدرتي على الرد عليه بالشكل الوافي فكان الوسواس يزيد بأني باستمراري فأنا أرضى بالكفر والإساءة التي في الوساوس ومقدم شهوتي على الحفاظ على ديني، فحتى جائني وسواس أنه بعد أن أفرغ شهوتي سأعيد التشهد ولأني قد أكون وقعت في الكفر والشرك بل لأني رضيت بالكفر هذه المرة فسأغتسل وأتوب وسأستطيع استجلاب الندم الكافي للتوبة.
أنا طوال الوقت وأنا أستعيذ بالله من الشيطان وأحاول أن أرد ومشتت، لأني في حالة شهوة، فبعد التفكير في تلك الفكرة قلت إني لم أكفر أو أشرك وأن هذا من الوسواس وهذا بعد أن فكرت فيها بشكل جدي ولكن سأتشهد وأغتسل وأتوب إلى الله وأستغفره إن كان بدر مني شيء من هذا أو الإساءة أو أيا ما كان. هل أكون وقعت بالكفر والشرك والإساءة للدين هكذا؟ ونقطة إن كان بدر مني شيء أي أني لست متأكدا تشكل عليّ مثل سؤالي الأخير الذي ما زلت أنتظر إجابته، إن كانت هذه المعاصي صدرت مني أم لا، وما إذا كنت محاسب عليها في حالة صدرت مني أم لا لأني موسوس، تجعل استجلاب الندم على الأقل بالقدر الكافي لمعاصي كبيرة مثل هذه.
وسواسي في أسوأ حالاته، فأنا فعليا لا أدري ماذا عليّ أن أفعل، وأخطائي أصبحت أكثر بكثير من قبل من نطق بالخطأ أو تصحيح ورد خاطئ على الوسواس يكون فيه إساءة في حد ذاته. عدى أني أكثر من مرة أسرح فتطول الفكرة قبل أن أرد عليها، وأكثر من مرة أكاد أجزم أن الأفكار صدرت مني عمدا واستجلبتها. وحتى حصل معي أمس أني فكرت في ذنب كنت أفعله وتبت منه وكان يأتيني الوسواس خلاله فكنت أذكر كيف أني كنت في السابق أرد على الوسواس وأحاول ألا ألتفت إليه وأنا أعمل ذلك الذنب بدل من أجعل الوسواس يوقفني عدة مرات إلى أن أمل وكأني كنت أشتاق للذنب وكأني كنت أبتسم فسرعان ما أدركت واستغفرت وتعوذت من الشيطان، ولكن جائني شعور أني مشتاق للمعصية وبل متقبل للوساوس التي كانت تأتيني وما فيها من إساءة في السابق لأني سعدت عندما تذكرت كيف كنت أكمل المعصية وأنا متجاهل لها.
أنا أهم ما في حياتي هو تحقيق رضا الله، وكم أتمنى أن أستطيع يكون قلبي نظيفا من هذه الوساوس وأن أستطيع أن أتوب في حال صدر مني أي إساءة أو كفر
وأمضي في حياتي تائبا منشغلا بما ينفع ديني ودنياي بدلا من الانشغال طوال الوقت بالشك فيما إذا أصبحت كافرا مشركا مسيئا للدين ورموزه والعياذ بالله.
22/10/2024
رد المستشار
الابن المتابع الفاضل "عبد الرحمن" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
بداية يمكنك من لحظة قراءة هذا الرد أن (تمضي في حياتك تائبا منشغلا بما ينفع دينك ودنياك بدلا من الانشغال طوال الوقت بالشك فيما إذا أصبحت كافرا مشركا مسيئا للدين ورموزه والعياذ بالله) لا تحتاج لأي شيء إلا أن تحسن قراءة ما كتبناه لك في ردنا السابق الذي لا ندري أقرأته أم لا؟ فإن كنت قرأته متعجلا عد إليه واتبع الارتباطات الداخلية ليصلك ما نود إيصاله كاملا فتطمئن إلى سلامة وحصانة إيمانك..... ثم أن تبحث عن الطبيب والمعالج النفساني المناسب.
أزعجك أن غابت عنك حالة النفور المعتادة وأنت ترد عليه!! من الخطأ أن ترد عليه أصلا ومن الخطأ أن تستدعي مشاعر النفور منه فهذا خطأ إن فعلته قبل الأوان، والأوان هو أن تحسن الاطمئنان إلى إيمانك لأن الوسوسة الكفرية دليل إيمان دامغ ولا تحدث إلا للمؤمنين هذا أولا ثم أن تدرك أن التجاهل النشط هو الواجب شرعا والصحيح علاجيا يا "عبد الرحمن"، أما أن ترد عليه فليس هذا إلا واحدا من أشهر الفخاخ الوسواسية، ولا فرق بين أن ترد عليه بشكل وافٍ أو أقل من الوافي، الرد من الأساس خطأ والمطلوب هو عدم الخوف من حدوثه ولا استجلابه بل المطلوب هو تعلم التجاهل النشط!
تقول أيضًا (تشكل عليّ مثل سؤالي الأخير الذي ما زلت أنتظر إجابته، إن كانت هذه المعاصي صدرت مني أم لا، وما إذا كنت محاسب عليها في حالة صدرت مني أم لا لأني موسوس، تجعل استجلاب الندم على الأقل بالقدر الكافي لمعاصي كبيرة مثل هذه) لم أفهم ما هي المعاصي المقصودة؟ هل هي الاستمناء على الإباحية أم هي تقديمك شهوتك على دينك؟ ثم ما هي الإجابة التي تنتظرها لتجعل استجلاب الندم على الأقل بالقدر الكافي؟ ما أخمنه هو أنك تفتقد مشاعر الندم المتوقعة مع التوبة وأفسر ذلك بنقيصة عمه الدواخل فمن فضلك لا تشغل نفسك لا بالتفكير في معنى فقدان المشاعر أو عدم مطابقتها لما يجب أن يكون، لأن من حيل الوسواس وباستطاعته أن يلبس عليك مشاعرك وبالتالي حاذر الوقوع في فخ تفتيش الدواخل.
ثم تقول (أكثر من مرة أكاد أجزم أن الأفكار صدرت مني عمدا واستجلبتها) لا يوجد فرق في حالة مريض الوسواس بين أن يتعمد أو لا يتعمد، واستجلاب الأفكار لا يخيفنا، بل هو جزء من العلاج السلوكي واقرأ في ذلك:
وسواس الكفرية: استجلاب الوسواس حرام أم حلال؟
وسواس الكفرية: استجلاب الوسواس وحسام المحتاس!
وسواس الكفرية: الاستهزاء والاستجلاب والشركية
ثم تقول (وكأني كنت أشتاق للذنب وكأني كنت أبتسم) وأقول لك إنه بخصوص الرغبة الجنسية عامة وفي مثل سنك خاصة كل مذنب يحاول التوبة لابد يشتاق إلى الذنب، يعني الاشتياق للذنب في حد ذاته ليس ذنبا فانتبه! كل الأمر أنك تفعل ذنبا نسأل الله أن يكون الاستمناء فقط وليس مع الإباحية وأمرك إلى الله يحاسبك أو يعفو عنك، وهو الغفور التواب الرحيم، ثم تقول بعد ذلك (سرعان ما أدركت واستغفرت وتعوذت من الشيطان، ولكن جائني شعور أني مشتاق للمعصية وبل متقبل للوساوس التي كانت تأتيني وما فيها من إساءة) الذي أدركته هو الوسوسة ثم اشتياقك للذنب أمر طبيعي ثم أنك متقبل لأن تفعل المعصية أيضًا أمر طبيعي أما أنك متقبل للوساوس وما فيها من إساءة وأنك قدمت شهوتك على دينك فكل هذه وسوسة، الإساءة أنت لم تتقبلها وإلا ما جئتنا تشكو، وأما أنك قدمت شهوتك على دينك فلا حول ولا قوة إلا بالله أليس كل عارف بأنه سيفعل ذنبا يقدم شهوته على دينه ولا يمكنه أن يذنب بغير ذلك، إذن أنت تصرفت بشكل طبيعي أن يتصرف به الناس وما عدا الطبيعي وسوسة يا "عبد الرحمن" فتجاهله التجاهل النشط والذي يحتاج إلى فهم وتدريب.
كتبت في العنوان (حراسة الخواطر والرغبة في التوبة) ولا أدري كيف يستطيع الإنسان حراسة الخواطر؟ ما يستطيعه هو الرغبة في التوبة وهذه تبدأ عند المؤمن لحظة ارتكاب الذنب وربما قبله بأنه سيتوب بعد الفعل -وهكذا هي عندك قبل وأثناء وبعد الذنب-، ولكن الإنسان الصحيح لا يستطيع حراسة خواطره إلا بالابتعاد مثلا عن رؤية المحرمات وليس هذا ضامنا لحراسة الخواطر، لكن في حالة الموسوس يطلب منه أن يعيش كما يعيش الناس خوفا من إفراطه في التحاشي بما يؤثر على حياته الاجتماعية بشكل عام، وبدلا من التحاشي يتدب على التجاهل النشط.
قلت لك في ردي السابق ما أكرره الآن عليك لعلك تسمع الكلام فتتبع أحسنه (أخيرا من فضلك تذكر أن الحالة التي وصفتها لنا هنا من الناحية الطبية هي حالة مرضية قد تكون اضطراب وسواس قهري فقط أو اضطراب وسواس قهري + (اضطراب نفساني آخر أو أكثر، وهذا أمر لا ينبغي أن يترك دون تشخيص وعلاج من طبيب نفساني متخصص)، وأما من الناحية الشرعية فاطمئن فأنت لم تكفر لا طفلا، ولا مراهقا ولا راشدا ولا شابا، ومعاناتك من وسواس الكفر والعقيدة تعطيك رخصة أن تتجاهل الوساوس الكفرية وتمنحك حصانة دائمة ضد الكفر.
أخيرا ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.