المشكلة تتلخص أنني قمت -بحمد الله - بعقد قراني على قريبتي: ابنة خالتي؛ قاصداً من ذلك العفة وصلة الرحم، وأنا لا أحب المشاكل، وقد ظننت أن أقرب الناس إليّ سيتفهمون وضعي، ولكني وجدت العكس؛ فالفتاة التي عقدت عليها عمرها سبعة عشر عاماً ونصف تقريباً، وهي لم تُنْهِ دراستها بعد، وقلت في نفسي: أنا مقيم في بلد غربي، ويمكن أن تكمل الدراسة هنا بالعربية أو اللغة المحلية، وكل يوم يخرجون لي برأي جديد: يوم يجب أن تعود إلينا لتدرس عند أهلها، ويوم يمكن أن نوافق لتدرس عندك إذا أقنعتها، وكأن في بلادنا رأيًا للفتاة التي قمعها أهلها منذ الصغر، وهي تقيم في إحدى الدول الخليجية، وموعد العرس قد اقترب وبقي له أقل من شهر، وأنا أعاني من أمرٍ لا أستطيع الحسم فيه أو مسايرتهم لتعود معهم،.
والوضع في البلد الذي أعيش فيه لا يستطيع المرء أن يجلس فيه دون زوجة؛ فبدأت أشعر بالندم على عقدي على فتاة قريبتي هذه القرابة؛ لأني لا أستطيع أن "أشاكس" أهلها، وخاصة أمها التي كانت كأمي –قبل العقد-، وبعد العقد أصبحت حماتي المسبِّبة للمشاكل في أغلب ظني، وبدأت أنظر إلى الفتيات اللاتي حولي من المسلمات المحليّات، وكيف أنهن يستطعن أن يقررن أمور حياتهن أفضل من الفتاة العربية، وأخشى أن أسبب الحزن لأمها وأمي بفسخي للعقد، وأخشى أن أرضخ لهم فتكون حياتي من بعد جحيمًا من المشاكل التي تحتاج إلى حلول، ووقتها لا حل إلا الطلاق –لا سمح الله- فأرجو أن أجد عندكم حلاً لمشكلتي، لا سيما أني عندما تكلمت من أجل الزواج –قبل سنتين- لم يكن في نيتي العودة للسفر، ولكن عندما خطبت كنت قد التزمت بعمل في البلد الحالي الذي أقيم فيه.
والإنسان عندما يستقر في بلد غربي مغاير لبلده تنقلب موازين تفكيره بنسبة 180 درجة عن تفكيره وهو مستقر في بلد عربي..
ولكم جزيل الشكر مقدّمًا.
21/10/2024
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
لا يستطيع الموقع أو أي إنسان تستشيره أن يتخذ القرار نيابة عنك أو حتى توجيهك في اتجاه واحد لأن الزواج مسألة شخصية بحتة. النقطة الثانية هو أن القلق والتردد قبل الزواج أمر شائع في مختلف الثقافات. ما يستطيع الموقع أن يعمله هو توضيح بعض الأمور حول استـشارتك.
أولا هناك فارق في النضوج العاطفي والمعرفي بينك وبين خطيبتك. لا يزال عمرها دون ثمانية عشر عاما وتعيش مع ذويها وربما اتخاذ أي قرار مصيري هو قرار أهلها وليس قرارها. تحدث معها بصراحة وهدوء واستفسر عن مشاعرها ورأيها في أمر الزواج وماذا يحدث بعده.
ثانياً هناك طموحها التعليمي وهي لا تزال طالبة ولم تصل بعد إلى مرحلة النضوج الفكري والمعرفي. قد لا تبالي بطموحها الآن بسب ضغط الأهل ولكن في نفس الوقت لن تغفر لك في المستقبل إن شعرت بالحرمان التعليمي والثقافي.
ثالثا ليس هناك ما يمنع أن تنتقل إلى ثقافة جديدة (فرنسا) وتتعلم اللغة وتنهي تعليمها وكما تعلم مجالات التعليم في فرنسا لمختلف العرقيات متوفرة جداً.
قرارك يجب أن يكون قرارا واحدا في غاية الوضوح لخطيبتك ولأهلها. كذلك يجب أن تكون مقتنعا تماما بفكرة الزواج من خطيبتك. إذا لم يحصل اتفاق بين الطرفين وبسرعة فمن الأفضل إسدال الستار على أمر الزواج.
وفقك الله
واقرأ أيضًا:
زواج الثقافات: الحكمة مطلوبة والتعميم باطل