أولا شكرا لكل العاملين على الموقع، جازاكم الله عنا خيرا. أنا شاب في الـ 28 من العمر، أريد الزواج من امرأة تكبرني بـ 8 سنوات، لكنَّ والداي يرفضان الأمر، ويريان أن هذا الزواج مصيره الفشل بسبب فارق السن.
كما أخشى أن يرفض والداها أيضا إن تقدمت لخطبتها. لعلمكم فإن المعنية بالأمر وعدتني بقبول عرضي شرط أن يوافق والداي وإلاّ فإنها سترفض.
أرجو منكم أن تفيدوني بنصائحكم، هل رأي والداي صواب؟ إن كان كذلك فما الحكمة من زواج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من أمنا خديجة رضي الله عنها؟ وإن لم يكن كذلك، هل أقدم على الزواج رغم رفض والدي؟ هل هذا جائز؟ وكيف تتصرف المرأة إن واجهت موقفا كهذا؟
أنا في حيرة من أمري، لا أريد التنازل عن المرأة التي لا أظن أنني سأجد السعادة مع غيرها، كما لا أريد أن أخسر رضا والدي فيسخط الله علي.
أنا في انتظار ردكم على أحر من الجمر، وشكرا مسبقا.
أخوكم في الله م.ح.
31/10/2024
رد المستشار
أهلاً بك يا أخي في الله على موقعنا، وجزاك الله خيراً على ثقتك في صفحتنا.. وبعد....
فالاختيار للزواج من الأمور التي تتطلب العقلانية بقدر كبير، ويبدو من خلال رسالتك أن عقلك غير مقتنع بمن اخترتها بدرجة كافية!! فكأنك تقول بينك وبين نفسك: "أنا قلق؛ لأنها أكبر مني.... ولكني لا أتحمل أن أكون السبب في الرفض فأتحجج بأن أهلي أو أهلها هم سبب الرفض...".
لا أعرف ما مدى صحة تحليلي؟ ولكن ما أعرفه أن الإنسان منا إذا كان مقتنعاً بأمر ما يستطيع أن يقنع غيره به بدرجة أكبر بكثير مما إذا كان غير مقتنع تماماً....
فاسأل نفسك: هل أنا مقتنع بالفعل؟ ما الذي يعجبني فيها؟ ما هي إيجابياتها؟ وما هي سلبياتها؟ ووازن بين المحاسن والمساوئ.... من ضمن السلبيات فارق السن، وهذه نقطة واحدة، وإن كان يترتب عليها أمور أخرى، فخلال سنوات ستكون "زوجتك" في الأربعين، بينما أنت في بداية الثلاثينيات فهل ستستطيع التعامل معها ولا تنظر لغيرها؟...
وحين تصبح أنت في بداية الخمسين ستكون هي في الستين من عمرها.... رتب أولوياتك في الاختيار، وحدد ما هي الأمور التي لا تستطيع الاستغناء عنها... والأمور التي تعتبر أقل أهمية، فلا بد أن تكون خطواتك واضحة ومدروسة؛ لأنك من سيتحمل نتيجة هذا القرار....
واقرأ على الموقع:
خريطة طريق لاختيار شريك الحياة!
أنا مش فاهمني!! اختيار شريك الحياة
أزمة اختيار شريك الحياة!
إن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان قادراً على أن يتعامل مع من هي أكبر منه وهي خديجة رضي الله عنها، وأيضاً كان قادرا على أن يتعامل مع من هي أصغر منه وهي السيدة عائشة رضي الله عنها!! وهذا يرجع إلى قدرته صلى الله عليه وسلم على تنفيذ أوامر الله وتقواه..
ومن ناحية أخرى كانت جوانب الاتفاق أعلى بكثير من فارق السن فهو يلقب "بالأمين" وهي تلقب "بالطاهرة"... والبعض منا قادر على أن يتصرف كرسوله عليه السلام، وإن كان الأمر صعبا على الأغلبية.... وأنت يا سيدي أدرى بحالك، وأنت من سيتخذ القرار، ودوري هنا ما هو إلا توضيح لبعض الأمور.
بالنسبة لأهلك: طبعاً لا أريدك أن تخسر رضا والديك، وأقترح أن تجلس معهم جلسة عقلانية بها ود وتفاهم، وتبدأ بالحوار ومحاولة الاستماع إلى والديك ليس لمجرد السمع فقط، ولكن كي تفهم وجهة نذظرهما في الموضوع، فربما تجد أنهما يريان نقاطا ليست واضحة أمامك.... ومن ناحية أخرى تخبرهما برأيك وإيجابياتها، وكيف أن تلك الإيجابيات تفوق فارق السن حتى تصل إلى قدر من التفاهم، واطلب منهما إعطاءها فرصة قبل الحكم عليها. وأن فترة الخطوبة هامة لتتضح الأمور بشكل عملي. وأن كل ما هو مباح شرعاً يمكن قبوله بعكس ما هو محرم فلا بد من رفضه بشدة....
أما بالنسبة لأهلها فلا أحد يعرف هل سيوافقون أم لا، ولكن لا تتعجل نتائج الأمور فإذا ما وافق والداك، اطلب منها أن تعطي فكرة لوالديها؛ ومن هنا ستتضح الصورة بالنسبة لك.
أخيراً.. لا تفكر في غيرها الآن فأنت تفكر فيمن أمامك، ولا نعرف هل ستقابل من هي أنسب أم لا فالله أعلم.... ولكن الأكيد أن كل منا قد كتب الله له رزقه والزواج من الرزق. فإن كتب الله لك السعادة مع غيرها فستعيش هذه السعادة وتشعر بها! فنحن نجتهد في الأخذ بالأسباب، والله تعالى هو من يدبر ويقدر.
وفي انتظار أخبارك..واقرأ أيضًا:
أكبر مني وأحبها
حبيبتي أكبر مني
فتاة أحلامي أكبر مني: فارق السن
التي أفكر فيها أكبر مني!
أنا أحب واحدة أكبر مني هذا عيب؟
أكبر مني وأحبها هل أخطبها؟
حدود فارق السن بين الزوجين
معادلة فارق السن بين الزوجين م1