تأثير علاقة سابقة وقرار الاستمرار أو إنهاء التواصل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أرغب في استشارتكم بخصوص أمر يرهقني جدًا وأشعر أنني ضائعة بسببه. قبل عدة سنوات، قبل التزامي، كنت أعيش فترة صعبة نفسيًا، وكنت أتعرف على بعض الشباب. كان هناك شخص يحاول التحدث معي من مدينة أخرى، وقد رفضت التواصل معه عدة مرات، لكنه استمر في محاولة الوصول لي، وبالرغم من رفضي له في البداية، إلا أنني في لحظة ضعف استجبت له وبدأت الحديث معه، وبدأنا نتواصل بشكل يومي. أصبح متعلقًا بي جدًا وأحبني بصدق، لكنني لم أكن أشعر بنفس الشعور، وكنت فقط أجد في كلامه لطفًا يخفف عني آثار صدماتي السابقة.
عندما استطعت أن أستعيد توازني أدركت أنني لا أحبه، وأن استمراري في العلاقة سيكون ظلمًا له ولي. لذا قررت أن أختفي من حياته فجأة دون أي توضيح، معتقدة أنه سيتجاوز الأمر بمرور الوقت. لكنه لم يتوقف، وبدأ يبحث عني بشتى الطرق، وقد شعر بالقلق لدرجة أنه بحث عني بشكل مكثف. ولأن أصدقائي لم يعرفوا حقيقة ما حدث، فقد بدأوا يقولون له أمورًا مختلفة؛ مثل أن والدي اكتشف الأمر أو أنني في المستشفى، وطلبوا منه الابتعاد.
بعد فترة، تواصلت معه بنفسي وواجهته وقلت له أنني لا أحبه وكل شيء كان كذبًا، وقمت بحظره. لم أشرح له أسباب قطع العلاقة، ولم أخبره حتى أنها كانت علاقة محرمة. اعتقدت أنه سينسى مع الوقت.
مرت سنتان، وخلالها تغيرت حياتي كثيرًا واهتديت بفضل الله والتزمت بطاعة الله. مؤخرًا شعرت بالذنب تجاه ما فعلته به، فقررت أن أتواصل معه لأطلب السماح. فوجئت أنه أيضًا تغير والتزم وأصبح إمام مسجد وحافظًا للقرآن. أخبرني أنه يسامحني، لكنه أبلغني أيضًا أن صحته تدهورت بسبب ما حدث بيننا، وأنه تعرض لثقب في صمام القلب بسبب الألم النفسي الذي مر به بعد اختفائي، وأن حياته تأثرت بشدة بسبب ذلك.
شعرت بالذنب الكبير بعد هذا الحديث، لأنني لا أريد أن أكون السبب في مرضه أو آلامه. اتفقنا على أن نتوقف عن الحديث لأننا نعلم أن هذا التواصل لا يجوز، ولكنه قال إنه يرغب في الزواج بي في المستقبل، على الرغم من أننا لسنا مستعدين للزواج الآن. وقد طلب أن أظل على تواصل بشكل غير مباشر، بمعنى أن يعرف أخباري عن طريق صديقتي ليطمئن عليّ بين الحين والآخر، فوافقت على ذلك.
حاليًا أشعر بحيرة شديدة: هل أنا أتحمل ذنب ما حدث له صحيًا؟ وهل قراري بقطع العلاقة نهائيًا قد يؤذيه أكثر لأنه لن يتحمل ألم الفراق مجددًا؟ لا أريد العودة إلى علاقة غير شرعية، وفي نفس الوقت لا أريد أن أظلم نفسي أو أظلمه. هل من الصواب أن أفكر في الزواج به في المستقبل، أم أن الأفضل لي أن أبتعد تمامًا؟
أرجو توجيهكم لما فيه الصواب.
جزاكم الله خيرًا.
28/10/2024
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
لا يوجد مثل هذا المرض بسبب آلام وصدمات. العلاقة في البداية بحد ذاتها علاقة عبر الإنترنت وكلاكما بحاجة إليها لسد فراغ عاطفي بسبب الظروف الاجتماعية والنفسانية، وانتهت كما تنتهي معظم هذه العلاقات الإلكترونية، وانتقلت إلى مرحلة جديدة في الحياة للتعامل مع أزماتك الوجودية.
أما حديثه عن حدوث ثقب في القلب بسبب نهاية العلاقة فهو هراء بكل معنى الكلمة ومجرد ابتزاز عاطفي.
هذه العلاقة لا خير فيها وحان وقت إسدال الستار عليها إلى الأبد.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
مريض القلب ومجانين
عبر الجوال.. ذنب الاتصال وذنب الانفصال!
إن تركته فسيموت.. للاختيار معايير أخرى
هل أستمر في خطبتي؟ أم أفسخها؟!
العوج طول عمره عوج! افسخي الخطبة!
اختبري العلاقة: لن يتحول الحب إلى صداقة!