أبلغ من العمر 24 سنة، وأعمل في جهاز حكومي، مشكلتي هي أنني وقعت في حب شاب منذ 9 أشهر، ولكنه لا يعرف، وطوال هذه الشهور رأيته 14 مرة، ولا أستطيع أن أكف عن التفكير فيه ليل نهار، وأنا أعلم تماماً أنه لن يكون لي؛ لأننا مختلفَيْن، ولأنني أرتدي الحجاب الذي يغطي 90% من جمالي.
أنا فعلاً مكتئبة، وأكره الدنيا كلها: أسرتي، وحياتي، بل وصديقاتي؛ لأنهن أجمل مني، ولا يرتدين الحجاب،
ساعدوني أرجوكم.
29/10/2024
رد المستشار
أختي الفاضلة، سؤالك يبدو ناقصاً، فأنت تتحدثين عن حب واكتئاب وكراهية للدنيا وما فيها دون أسباب واضحة لهذا كله.
ومنذ قديم الأزل احتدم الجدل حول الأمور التي يستمد الإنسان منها ثقته في نفسه، ورضاه عن الدنيا، وعن وجوده فيها.
وجمال الشكل نعمة يهبها الله لمن يشاء ابتلاء منه سبحانه؛ ليرى من يكفر بها، ومن يشكرها، والرسول الكريم –صلى الله عليه وسلم يقرر: "إن الله لا ينظر إلى أجسادكم وصوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم".
ويحذر من الشكل الخادع، وفي الأثر: "إياكم وخضراء الدمن"، وهي المرأة الجميلة في المنبت السوء، ولم يشرع الله الحجاب وغيره؛ ليشقى الناس به: "طَهَ * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرَآنَ لِتَشْقَى".
وما شرعه ليكون مانعاً عن الزواج أو الحب بل ليكون دافعاً إليهما معاً، وإلا فقولي لي بالله عليك: إذا كان أمام الرجل أن يرى مفاتن المرأة، وأن يقيم معها علاقة عاطفية أو أكثر دون ارتباط مسؤول بالزواج فلماذا يتزوج من الأصل؟!
إن الإنسان العاقل المتزن الذي يريد أسرة مستقرة إنما يسعى إلى الفتاة الجادة الملتزمة ذات السيرة النظيفة، والصفات الطيبة؛ لتكون شريكته في إقامة هذه الأسرة التي ينشدها، أما الكاسيات العاريات، الجميلات المتكشفات فيطمح إليهن العابث كحظوة، وإن عجز عن نيل مأربه من إحداهن إلا بالزواج، فإنه يفعل لكنه لا يستمر طويلاً بعد أن ينال مراده العاجل.
الحجاب اليوم يغطي 90% من جمالك ليتوصل إليك من يريد علاقة جادة ومسؤولة، ولا يدعو هذا للاكتئاب بل للتأمل، أرجو أن تبحثي باستخدام خاصية البحث في صفحتنا على إجابة سابقة لنا بعنوان: تحذير من سيكولوجية الرجل الشرقي ففيها الكثير مما يفيدك.
أما عن حبك لشاب من طرف واحد فهو الشيء الذي ينبغي أن ينتهي لتنتهي الآلام المصاحبة له، وإذا كان لا يرجى من وراء تعرفك عليه الارتباط فأنت بصدد حلم جميل، مجرد حلم جميل، لكنه يائس، وفي الدنيا أفراح كثيرة تنتظرك، وآخرون يمكن أن تبادلي معهم الحب المتكافئ من طرفين؛ لأنهم يريدونك هكذا بحجابك، وبجمالك كما هو.
الدنيا واسعة يا أختي لكنها أحياناً تضيق أمام أعيننا لتتجسد في وهم، أو شخص، أو سراب والعيب عندها يكون فينا، وليس في الدنيا.
أرجو أن تكوني على صلة مستمرة بنا، وأن تعلمينا بتطورات حياتك، والله معك.
واقرئي أيضًا:
قلق الحجاب واكتئابه: ماذا تحت الغطاء؟!
الحجاب والهوية: نص أول مثير!
أنا مسلمة وزوجي يصر لا أحب الحجاب!
هل رفض الحجاب مرض نفسي؟