السلام عليكم
المشكلة التي عندي هي أنني على الرغم من الالتزام الديني (لأن البيت بيت متدين؛ فأمي حاصلة على مؤهل في الدارسات الإسلامية وعلمتني أن مخافة الله مفتاح كل خير وبركة في العقل والجسد)؛ ولكني بعد أن تخرجت من الجامعة أحببت العلم جداً وتشوقت إلى أن أكمل الدراسة ولكنني في الجامعة أجلت دراسة الماجيستير لأكثر من مرة بعد أن صدمت من ما وجدته من نهم للمال فقط دون مساعدتي على إكمال دراستي، وتفضيل للبنات علي بالرغم من تفوقي عليهم ولا أعرف لماذا اختيرت إحدى البنات الحاصلة على مقبول وأنا الحاصل على تقدير عام جيد مرتفع؟..
فأصابني الإحباط الشديد الذي جعل عندي فتورا في العبادة فلم أعد أصلي في المسجد كما كنت ،وبعد أن كنت أنتظر الصلاة بعد الصلاة؛ أصبحت أصلي في البيت، ولكن أمي بارك الله لها، قالت لي : دعم نفسك بعلوم برمجة الحاسب، وقد فعلت ولكن مازال الفتور والهم بسبب بعدي عن الدراسات مما أودى بي إلى الحزن الدائم، بجانب أن العمل عندنا بالواسطة.
وعلى الرغم من أنني أصبحت مبرمجاً وطورت نفسي في الحاسب، إلا أنه كلما ذهبت للبحث عن العمل أخذوا مني السيرة الذاتية وقالوا لي سنرد عليك، فذهبت إلى أحد مراكز البحوث فطلبوا مني رشوة أيضاً حتى أعين كباحث بالمركز،على الرغم مناً أن هذه المراكز_دوما_ ممتلئة بالبنات.
لا أعرف ماذا أفعل حتى يرجع لي الحب الإيماني والإحساس بلذة العبادة، ولا أريد من هذه الدنيا سوى العلم ولذة العبادة، ورزق يسترني إلى آخر يوم ألقى الله فيه بوجه كريم إن شاء الله.
أسف على كثرة ما كتبت ولكني كدت أن أموت لولا الكلام إليكم
ولكم كل الشكر على المساعدة
3/11/2024
رد المستشار
تفكرت في مشكلتك وأرى أن فيها عدة جوانب:
الأول: بلاء عام تعاني منه بلاد المسلمين، وهو المحسوبية ، والواسطة.. إلخ.
الثاني: لا ذكر في كلامك عن أخ أو أخت أو صديق يشاركك هذه الهموم، وهذا نقص كبير في مسألة يحتاجها كل إنسان ليتشارك مع من يحب في النوازل، وهو مما يخفف عنه كثيراً.
الثالث: مشاعر الحزن والفتور التي تنتابك تصل إلى درجة الأعراض الاكتئابية التي تحتاج لاستشارة طبيب متخصص في الأمراض النفسية، وقد تستدعي علاجاً خفيفاً بعقاقير، أو غير ذلك فلا تهمل في هذه الناحية، وإلا تفاقمت، وفي نفس الوقت لا تتوقف عن البحث عن عمل والدعاء بالتوفيق.
أدعو الله أن يخفف عنك، وأن يفتح عليك ، وأن يفرج كربك والمسلمين أجمعين.