مشاكل في عدم القدرة على التخطي
السلام عليكم، أنا فتاة عمري 18 سنة... لدي مشاكل في حياتي منذ سن السادسة أو السابعة تقريبا، بدأت استيعابها بعمر السابعة تقريبا، كانت المشاكل بين أبي وأمي، علمت أن أبي المخطئ، فوقفت بجانب أمي، ورغم صغر سني إلا أنني صرت ألاحظ تعامل الناس معي، وأدقق في تصرفات من أعرف أنه يعرف مشكلة عائلتي، صرت أراقب أبي.. ما عدت أحبه أو أهتم له، ولا أهتم لما يحدث له كل ما أريده أن أعيش مع أمي وإخوتي وأعيش كما أرغب،
حتى بعد أن غادر أبي البيت فرحت لأنني لا أحبه وأحسست بالحرية، وعشت أفضل شهور حياتي حينها، حدثت أحداث وعدنا مع أبي لدولتنا، وعمري كان 9 سنوات استغل أبي عدم وجود قانون جيد في الدولة وصار يفعل ما يشاء، انقلب حرفيا ...(سابقا طلق أمي وهي لا تعلم و لهذا اليوم لم يعطها ورقة طلاقها) .. ضاع من عمرها 12 سنة، حاولت أخذ حقوقها، ذهبت للمحكمة لأجل ورقة الطلاق وتم طردها من غير سبب، كان أحد أقاربنا سبقها وقد يكون دفع رشوة.
بدأ والدي التقصير في كل شيء يخصنا، رفض شراء ماء الشرب ...ماء الدولة كان ملوثا ويسبب المرض لمن لم يعتد عليه، وبدأت دوامة أمراضي الجسدية بعمر 9 وكنت أمرض كثيرا ...وخفت الأمراض حتى وصلت عمر 11 أو 12 وصرت أمرض أقل، زور والدي أوراقا و شهد زورا وانحرمنا من أمي لعدة أشهر، عادت وارتحنا، بدأت الاعتماد على نفسها و تسبب أبي بخراب مشروعها .. وأهل أمي أيضا كانوا ضدها ... مثل أهل أبي، آذوا أمي كثيرا ... وأمي كانت مصابة بمرض قلب بسبب صدمة من طرف أهلها.
رغم كل المشاكل إلا أنني كنت أذهب للمدرسة وأعيش حياتي وكنت أتحمل كما يتحمل بقية إخوتي، وكنت سعيدة مع أمي ...وصلنا لعمر 13، إحدى أسعد سنوات حياتي، كنت طالبة في أولى ثانوي لأنني كنت متقدمة، كانت سنة حلوة وجميلة وكنا مرتاحين ماديا بفضل الله ثم مشروع أمي، خرب المشروع ولم نهتم كثيرا إذ أن الأسعار وقتها كانت رخيصة، ومن حيث لا نحتسب. بعد رمضان سحرت أمي من طرف أهلها كنت حينها 14 سنة ظننا أنها ستموت لكنها تعافت ولله الحمد، وهنا تغيرت حياتي، سحرت بعد أمي وصرت أعاني من الوسواس القهري.. لم أعلم ما بي وقتها، حرمت من أمي مجددا لفترة أطول وحينها استوعبت أشياء كثيرة وتعبت ووصلت لحال سيئة من الحزن، كرهت أقاربي ثم عادت أمي، عشت أيام جميلة و مجددا حرمت منها لقرابة السنة، ولا زلت أعاني من الوسواس القهري....عادت ودخلت سن 17 كانت سنة هادئة، لكن الوسواس القهري اشتد بسبب فراغي، لأن المشاكل كانت تلهيني عنه، وأخذت أتخبط هنا وهناك.
وصلت حدي أهملت بشرتي وصارت تتشقق وتنزف من كثرة الجفاف، شعري انعدم كان كثيفا جدا.. وما بقي الآن تقريبا نصفه، أحس أني لا أرغب بالاستحمام لأنني أوسوس إذا دخلت الحمام، لا أرغب بالعناية بشعري، ما عدت أقوم بهواياتي ولا أهتم لها، أعيش حياة على مواقع التواصل فقط، حالتنا المادية تسوء، لا نطبخ إلا وجبتين يوميا بسبب غلاء الأسعار، ولم أعد أدرس، الآن أنا 18 سنة لم أدرس لـ4 سنوات سابقة، الوسواس معي يوميا، أبي ما عاد ينفق علي جيدا، أخاف المشاكل.. والأيام تمضي، أخاف أن آخذ حقي بالمصروف ...ربما أنا ما عدت أثق بأنه سيعطيني.
أريد أن أعود لدراستي .. ولا يمكنني أن أتخطى 2019 ... على الرغم من أننا سندخل 2025، اشتقت لأيامي لا أريد أن أعمل لأن الرواتب عندنا قليلة، أنا الآن أكره والدي ...علاقتي بإخوتي الأولاد عادية ...وأنا مقربة من أخواتي ...وأمي علاقتي بها جيدة، أحيانا أريد أن أموت لعلي أرتاح وأدخل الجنة.
أحيانا أريد أن أعيش حياتي كأي أحد ... أرغب حقا بأن أرتاح ماديا ... لم أحاول الانتحار ولا لمرة ..ولا أريد أن أفكر به،
لا أريد استيعاب فكرة أن 2019 مضت ولا أدري ماذا أفعل في حياتي
2/11/2024
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع وكتابتك المعاناة التي تمرين بها. أنت وأهلك.
لا يمكن غض النظر عن الظروف الاجتماعية والعائلية القاهرة التي تدفع الإنسان صوب اضطراب نفساني جسيم. لا تعلق لك بالوالد الذي يتميز بنرجسيته ولا توجد مصادر للدعم الاجتماعي والتعليمي والنفساني في البلد الذي تعيشين فيه الآن. هذه العوامل جميعها دفعتك صوب موقع اكتئابي جسيم يتميز بفقدان الدافعية، أعراض وسواسية، وأعراض جسدية متعددة.
الخطوة الأولى هي مراجعتك لطبيب نفساني من أجل الحصول على عقار مضاد للاكتئاب تستعملينه لمدة عام على الأقل. الخطوة الثانية هي تصميمك للعودة إلى تعليمك والتركيز على تطوير نفسك تعليميا بدلا من زيارة مواقع الاتصال الإلكتروني. هذه هي البداية وبعدها يمكنك التفكير بمستقبلك بعيدا عن هذه الظروف الاجتماعية القاهرة.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
التعامل مع الاكتئاب(1-2)