السلام عليكم ورحمة الله
لكم كل الشكر والتقدير لما تبذلونه من جهد لتقديم النصح والمشورة وقررت أن أبعث مشكلتي؛ فأنا طالبة دكتوراه أدرس في إحدى الدول الأوربية بمفردي وعمري يزيد عن الثلاثين سنة غير مرتبطة ولم يسبق لي الزواج وليس لدي أي خبرة في هذا المجال، محجبة وملتزمة والحمد لله أؤدي الصلاة في أول أوقاتها وألتزم بالنوافل وأعمل كل ما يرضي الله ورسوله ودائما أفكر في كل خطوة أخطيها هل هي في طاعة الله ويرضى عنها حبيبنا رسول الله عليه الصلاة والسلام، هذا ما جعلني دوماً بعيدة عن العلاقات التي تنشأ عادة في الوسط الجامعي، ولا أخفي عليكم كأي بنت كان هناك إعجاب ينشأ بيني وبين زملائي من الطلاب ولكن خوفي الدائم وحرصي من أن أرتكب الخطأ كان يحول بيني وبين هذه العلاقات.
لا أُطيل عليكم فقصتي تبدأ عندما كنت في "إحدى الأيام" جالسة في المختبر وعلى جهازي الكمبيوتر الشخصي وعادة ما أفتح الماسنجر خصوصا يوم الجمعة لأن خالي عادة "يطل عليا" ويطمئن على أخباري، وفجأة دخل على من الماسنجر شخص لا أعرفه وهو غير مسجل لدينا في القائمة وأنا متأكدة بأني لم أعطه عنواني الالكتروني (الإيميل) من قبل فتجاهلته أكثر من مرة، وفي كل مرة يطلب مني فقط التعارف لا غير وكنت أحيانا أقفل بدون أي رد وأحيانا أتحجج بالانشغال وعدم وجود الوقت، وكنت أعتقد بأنه يعبث لا أكثر وتكرر دخوله وفى كل مرة يكتب بأنه معجب بي ويريد خطبتي. وقدم لي نفسه، وبصراحة وعندما عرفت بأنه من أبناء بلدي، وشرطت بأني أبحث فقط عن الدين والرجل الملتزم الذي يخاف الله وأعطيته عنوان البيت وذلك لأختبر صدق قوله. وبعد هذا الموقف بيومين فوجئت بأخي يكلمني بالهاتف ليقول لي بأن أحدهم جاء لخطبتي فما رأيك؟؟ وهل تعرفينه فأجبت أخي بمنتهي الصدق بكل ما حدث وأنني أستغرب فعله؟؟!!
وعندما تقابلنا على النت مرة أخرى واجهته بمدى استغرابي لما حدث هل يعقل "بأن أحد يخطب في هذه الأيام بهذه الطريقة؟؟!" فكان رده بأنه معجب بردة فعلي وحرصي على نفسي وخوفي من الله (والله يعلم) فهل هذا الدافع الحقيقي لما عمله فأنا أستغرب لهذه اللحظة "من ردت فعله"، قد تسألونني لماذا أعطيته عنوان البيت. أنا ما فعلت هذا إلا ليحل عن سمائي ويعرف بأني جدية جدا في هذه المواضيع، ودعوني أكمل قصتي.
أجابه أخي بأنني سآتي زيارة بعد 3 أشهر وحينها ستتقابلون ولكم الرأي بعدها. قبل هذا أصبح يتصل بي هاتفيا وتعارفنا على بعض.. صراحة خفت أن يكون سبب الارتباط بي هو أني أدرس بالخارج، عاتبني طبعا على هذا وقال أنا تقدمت "لكي" وأحس بأنني أقل منك مستوي سأكون فخوراً وسعيداً إذا وافقت على ارتباطنا. وعندما عدت إلى الوطن بعد 3 شهور تقابلنا مرتين ولكن كنت أحس بأنه حزين أو لديه مشاكل، لكن أفكاره تعجبني وعرفت بأنه أصغر مني وهذا الأمر "لم يبح" لي به ولكن أخي كان يعرف، أحسست أني ارتبطت به حتى أنني تألمت حين عرفت بأنه يصغرني بسنوات "ولم يبدي" أي اهتمام عندما عرف عمري الحقيقي فقط قال لي تبدين أصغر من هذا بكثير.
ولكني قلت هذه الحقيقة وإذا نويت الارتباط بي لابد "من أن يعرفوا أهلك" هذه الحقيقة أيضا "وأصريت" على هذا الموضوع تجنبا للمشاكل المستقبلية. وبعد فترة وجيزة أخبرني بأن أمه موافقة على ارتباطنا ولكن والده معترض علي. فهو من بيئة بدوية وحجته كيف "يسمحوا لي أهلي" بأن أدرس وحدي وأسكن بعيدة عنهم. ومن جانبه قال إنه لا يهتم برأي أحد وهو مصر على تكملة زواجنا.
الآن عدت للدراسة من جديد بعد ما أنهيت إجازتي، ونتواصل أحيانا بالمكالمات الهاتفية والحمد لله هو شخص ممتاز وعاقل وأحيانا "أنسى بأنه" يصغرني لأنه ناضج "وواعي" ولديه تجارب كثير في الحياة. وأحيانا أحس بأني مراهقة أمامه. أحيانا أخاف أن أرتبط به مع أنه لم يخطئ أبدا في حقي والشيء الوحيد الذي يطلبه مني أن أصبر معه قليلا لأنه حاليا لا يستطيع الزواج وهذا ما يخوفني أحيانا.
أخاف أن أقع.. ما كنت أخشاه في كل يوم أن أرتبط به أكثر ويشغل كل تفكيري، أحيانا أقول هذا "ليس حب" بل هو وهم وإن تربيتنا وخوفنا من الوقوع في الفاحشة تجعلنا نعيش نكبت رغباتنا وشهواتنا وحين نسمح لها أو "نعطيها جزء" من الحرية فهي تنفجر ولا نستطيع كبتها أو السيطرة عليها من جديد.
أنا حائرة وأبحث عمن لديه الخبرة لنصحي. أحيانا كثيرة "أعتزم بأن أقول" له إن "كنت جاد" في الارتباط فلنتزوج في أسرع وقت أو انسحب من حياتي. ولا أجد هذه الجرأة فعادة ما تخذلني نفسي.. فهل تنصحوني بهذا القرار. فوضعي الآن غير مستقر وأحس بأني سأضيع؟! أحيانا أفكر بأن أكذب عليه كغيري وأقول "أنه تقدم" لي خطيب وأهلي "موافقين"، ثم أتراجع لأني لا أحب أن أكذب مهما كانت الدوافع.
بالله عليكم أرشدوني ما العمل؟ وهل سيكون هذا "زواج ناجح" ضمن هذه المعطيات، أحيانا أخاف وأشعر أن القطار فاتني وقد تكون هذه آخر فرصة لي "خصوصا بأني" غير مقتنعة "تمام بالزواج" من الجنسيات الأخرى وفترة دراستي قد تطول.
هذا وغيره يجعلني حريصة في تصرفي وعدم التسرع.
ولكم كل الشكر وعذراً للإطالة.
8/11/2024
رد المستشار
أهلاً ومرحبا بك على صفحة استشارات مجانين، وفقك الله في إكمال الدكتوراه بألمانيا، لنبدأ المشكلة من البداية من الضروري أنك قابلت رجالا تقدموا إليك بالزواج سواء كانت هذه المقابلات مرتبة- أو كما نسميه زواج الصالونات- أو غير مرتبة من خلال تعرفك في مجال دراستك أو من خلال الأسرة وغير ذلك، ولكن ما هو جديد بالنسبة لك هو موضوع التعارف عبر الإنترنت بهدف الزواج، وقد أجبت على العديد من المشكلات المتعلقة بموضوع التعارف أو الخطبة الإلكترونية سيكون من المفيد أن تقرئيها ومنها:
إنترنت للتعارف وصالون للزواج
كلام الشات مدهون بزبدة!
ما يزال العرب يتعلقون وينفصلون على النت!
ما أسهل الكلام: لماذا يرفضون العريس الإليكتروني؟
يبدو أن هذا الشاب الذي تعرفت عليه من خلال الإنترنت وكل منكما يعيش في بلد أعجب بك من خلال كلامك معه عبر الإنترنت فأنت إنسانة متدينة ومحافظة وقد فهمت من سياق حديثك أن هذا الشاب قد تقدم إليك بعد فترة قصيرة جدا من الحوار عبر الإنترنت، وتعجبت ليس لأنه تقدم إلى أهلك فقد يكون قد رغب في التعرف على اهلك قبل أن يراك ولكن ما هو غريب أنه تقدم إلى خطبتك قبل أن يستشير أهله ويسألهم عن رأيهم، وبالتالي لا يجعلك في هذا الموقف، أم أنه زار أهلك ليثبت لك فقط أنه شخص جاد في الزواج منك؟ وعلى أي حال لننتقل إلى نقطة أخرى باعتبار أنك رأيته بعد تلك الفترة من التعارف عبر الإنترنت.
دعينا نفكر في الأمر بهدوء، إن النقطة الهامة التي لم تحسم هي أنه لم يتفق مع أهلك على الخطوة أو الخطوات التالية، فمادام يقول إنه مصر على الزواج منك حتى رغم رفض والده فكيف ستسير الأمور بشكل عملي؟ وإن كان بالفعل جادا في موضوع الزواج فلم يتقدم ثم يقول"بأنه حاليا لا يستطيع الزواج"؟ هل بسبب والده أم لديه أسباب أخرى؟ فكري معه في علاقتكما في الوقت الحالي فهل سيستمر الحوار بينكما بهدف التعارف ثم يخطبك أو يتزوجك في أجازتك القادمة؟ (التي قد تكون بعد عام) أم أن عليك انتظاره إلى أجل غير مسمى؟ واسألي أسرتك هل هم موافقون على أن يزوجوك من شاب أهله يرفضون هذا الزواج؟ أظن أن الموضوع قد توقف حين عارض أهله هذا الزواج، ولكن حين رجعت إلى ألمانيا عاود الاتصال بك من جديد!!
أعرف أن صوت العقل –في بعض الأحيان- يكون مزعجاً ولكنك إنسانة ناضجة ومحترمة، وعقلك عليه أن يعمل إلى جانب قلبك، أظن أنك فكرت من قبل في الكلام الذي قلته بالسطور السابقة بل فكرت فيما هو أكثر منه ولكن المشكلة هي أنك بدأت في التعلق به لأن كلا منا يحتاج إلى الحب والاهتمام، وكما تقولين إن ما يجري بينكما قد يكون نوعا من تفجر المشاعر التي يصعب السيطرة عليها في ظل الخلوة التي يتيحها الإنترنت، وفي ظل جو الإنترنت نفسه فهذا العالم الذي يخلقه لنا الإنترنت يجعلنا نرى فقط ما نحب أن نراه وألا نركز كثيراً على الأمور السلبية في الطرف الآخر، كما أنه يعطي الشخص الآخر فرصة ليتجمل ويعبر عن محاسنه دون سيئاته، ولو انتقلنا إلى الحوار الهاتفي فسنجد التواصل عبره أفضل نوعاً ما من النت ولكن هذه الأمور الجوهرية لا تحل بهذا الطريقة. ستجدين ما يفيدك على الرابط التالي: الخطبة الإلكترونية.
لا تدعي هذا الموضوع يؤثر على دراستك التي سافرت من أجلها، اجتهدي في التركيز على موضوع الدكتوراه واعلمي أن الله تعالى سيختار لك الأصلح سواء كان الخير الذي كتبه الله لك هو بوصول هذا العلاقة إلى الزواج أو توقفها، وإن توقفت العلاقة فستفاجئين براحة وتخلص من القلق يهون عليك أمر انتهائها.
لتضعي النقاط على الحروف ما رأيك أن تتصلي بأسرتك –بأخيك مثلاً- وتخبريه أنك من تقدم لك يتصل بك عبر الهاتف وتعرفي رأيه، ثم تطلبي من هذا الشاب أن يزور أخيك ويتحدث معه ويتفق مع أهلك على الخطوة التالية –حتى إن كانت بعد فترة طويلة- فحين يكون هناك اتفاق وحين تجدين أهلك يقفون بجانبك ويوافقونك الرأي ستتخلصين من قدر من القلق العالي الذي تعيشيه، فمن الحلول المطروحة أن يحاول إقناع والده أو يتم تجميد الموضوع إلى أن تعودي إلى أرض الوطن أو يقنع أهلك بأنه مصر على الزواج منك ويبدأ في اتخاذ خطوات عملية-وإن كنت لا أشجع على الإطلاق على زواج مع رفض الأهل.
أما عن تخوفك من أن يفوتك قطار الزواج فاعلمي أن الله سبحانه وتعالى كتب لنا الأقدار من قبل أن نخلق، أنت إنسانة ملتزمة ومحجبة وناضجة وليس لك علاقات كالتي أشرت إليها، كما أنك مهتمة بالثقافة والعلم ومن أسرة على مستوى عال من الفكر وإدراك أهمية العلم مما جعل أفراد أسرتك يوافقون على سفرك للخارج لإكمال دراساتك العليا، كل هذه مميزات في صالحك وعليك أن تدركيها في نفسك، كما أن تقدم السن لا يعتبر بالضرورة نقطة سلبية في حقك- بل تزداد المرأة نضجاً وتحافظ على زواجها حين يتم بإذن الله تعالى فاطمئني.