فتاة بلا شخصية
السلام عليكم، أولا أود أن أشكركم على ما تقدمونه في هذا الموقع جزاكم الله كل الخير، والآن سأبدأ في مشكلتي...
مشكلتي هي أني عديمة الشخصية فعلى الرغم من أني أصبحت في السادسة والعشرين من عمري وعلى الرغم من تخرجي من كلية مرموقة لكني لا أمتلك شخصية ... لا أعرف كيف أعبر عن نفسي.. أخاف من تواجدي وحدي في الاجتماعات ... لا أشعر بأني شخصية رئيسية في الحياة ربما من المضحك قولها لكنها الحقيقة أشعر بأني كومبارس شخصية جانبية في الحياة ... حتى عندما يتقدم لي الخاطبون وفي جلسة التعارف أشعر بأن الموضوع لا يخصني وأبقى صامتة وعندما أتذكر أن هذا الخاطب جاء لخطبتي أنا أخاف جدا لأني لم أعتد أن أكون الشخصية الرئيسية في الحكاية دائما ما أحببت أن أكون في الظل فكيف لي فجأة أن أصبح الشخصية التي تدور حولها الأحداث وعلي أن أختار وأقرر مصيري ... لهذا السبب أنا أخاف من الزواج أيضا ...
لا أعرف كيف أوضح لكم ما أشعر به لكني أشعر أن الحياة بأكملها لا تخصني فعلى الرغم من عمري هذا إلا أني لا أفكر بالمستقبل بشكل جدي أبدا بل وحتى لا أفكر بالمستقبل أبدا لا أخطط للعمل أو للزواج او لأي شيء... باختصار لا آخذ حياتي على محمل الجد .... هذا الشيء يؤلمني ...
أريد أن أكون إنسانة طبيعية تحلم وتخطط للمستقبل وتهمها حياتها ...حتى عاطفيا ... لم أمر بأي تجربة عاطفية ... كنت أحلم مثل أي فتاة أن يأتي الإنسان الذي يحبني وأحبه لكن بنفس الوقت أشعر بالنفور من هذه الفكرة لأني أتذكر بأني لا أجيد التصرف وبأني بلا شخصية ... سأذكر بعض التفاصيل التي من الممكن أن تكون مهمة أنا أخاف من التواجد مع أصدقاء عائلتي لأني أشعر بأني سأجلب لهم الحرج بغبائي ... وحتى عندما أتعرف على أناس جدد ويمتدحونني الفكرة الوحيدة التي تخطر على بالي هو كم من الوقت سيلزم ليخيب أملهم فيَّ ... وأيضا أنا أخاف من فتح الأحاديث مع الناس دائما عندما يتحدث معي أحد أحاول أن أختصر الحديث قدر الإمكان لأني لا أعرف ماذا يجب أن أتحدث بالإضافة إلى أن حديثي مع الناس يتعبني لأني أحاول أن أتحدث مع كل شخص بما يشبه شخصيته وما لا يشبهني بالإضافة إلى مجاملتي الكثيرة فأنا أجامل الناس جدا وأمتدحهم جدا حتى ولو لم يعجبني ما يقولون ولا أعارضهم حتى لو كنت أعرف كذبهم أو خطئهم لذلك أتعب كثيرا عند التواصل مع الناس وعندما أعود إلى منزلي أشعر بأني أريد البكاء فقط لأني استهلكت كامل طاقتي بالمجاملة والمديح الكاذب...
ومنذ فترة بدأت أشعر أني حتى مع أهلي أريد اختصار الكلام وأخاف من إطالته ... مع إني أمي وأخوتي رائعون جدا وحنونون.... وأريد إضافة معلومة دائما ما أعبر عن نفسي بطريقة خاطئة ودائما ما أظهر عكس ما أنا عليه أشعر وكأنني أظهر بالطريقة التي يرديني الناس أن أظهر بها... أريد أن أكون أنا لا أريد أن أخاف أريد أن أكون كباقي الفتيات اللواتي يعبرن عن أنفسهن بلا خوف وبكل بساطة لقد تعبت حقا تعبت ...
سأذكر لكم بعض التفاصيل عن عائلتي ربما تهم إن والدي ظالم وبخيل جدا ظلم أمي وظلمنا كثيرا وعلاقتي معه رسمية جدا وبالمقابل أمي حنونة جدا ومعطاءة جدا كانت تحزن علينا من ظلم أبي فتقوم بحمايتنا حماية مفرطة... للصراحة أشعر بحالنا أنا وإخوتي بأننا كالنبتة التي تعاني من الجفاف والتصحر القاتل نتيجة ظلم أبي ومن ثم تعاني من الغرق بالماء الزائد نتيجة حنان أمي وعطائها وخوفها الزائد علينا وكنت أشعر بأن مصير هذه النبتة هو الذبول لا محالة.... أشعر أنه من المخجل وأنا في هذا العمر أن ألقي أسباب فشلي على أهلي.... وبالعودة إلى مشكلتي أنا أشعر بالحزن لأن الله تعالى قد رزقني الكثير وأعطاني الكثير من المؤهلات التي يتمناها الكثير لكن من يراني يشعر بأني لا شيء وبأني لا أملك شيء.. فهذا يشعرني بإني جاحدة وبإني لا أستحق هذه النعم
أتمنى أن تساعدوني في حل مشكلتي واعذروني أرجوكم على عدم تسلسل أفكاري في طرح المشكلة وعدم وضوحها كثيرا لكني حقا لا أجيد التعبير عن نفسي وهذا ما استطعت كتابته وشرحه
أشكركم كثيرا
وجزاكم الله كل الخير
8/11/2024
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
في بداية الأمر لابد من التحري في كل استشارة تصل الموقع عن وجود اضطراب نفساني بحاجة إلى مراجعة طبيب نفساني رغم أن النص المكتوب لا يتوازى مع فحص أي مراجع على أرض الواقع. لا يوجد في استشارتك ما يشير إلى وجود أعراض اضطراب نفساني جسيم. كذلك لا يمكن القول بقناعة بأنك تعانين من اضطراب شخصية له تأثير سلبي على أدائك الاجتماعي والشخصي. ما هو موجود في رسالتك إشارة إلى تعثر مسيرتك في الحياة وتبريرها بظروف عائلية قاهرة بسبب شخصية الوالد.
الإنسان يميل دوماً إلى التركيز على ما يجب إكمال إنجازه في الحياة ولا يعير أي أهمية إلى ما تم إنجازه. هذا النمط المعرفي لا يقتصر عليك فحسب وإنما يشمل غالبية البشر وأحياناً يؤدي إلى قوالب معرفية سلبية. ما تم إنجازه من قبلك هو الكثير فهناك أولاً تجاوزك للتعسف الأبوي ونظام عائلي لا يخلو من القسوة. بعد ذلك تم إنجاز ما لا يقوى عليه الكثير وأكملت تعليمك الجامعي. بعد ذلك ما يشير إليه محتوى استشارتك هو تواصل سليم مع الآخرين وعدم وجود سلوكيات تشير إلى اضطراب شخصيتك. هذا هو الجانب الإيجابي لشخصيتك، ولكن مقابل ذلك ما لم يتم إنجازه إلى الآن هو انتقالك من البيئة العائلية التي فشلت بصورة أو بأخرى في سد احتياجاتك العاطفية ولعبت دورها في تفكيرك السلبي.
كذلك تخرجت من الجامعة ولا تزالين عاطلة عن العمل وهوايتك الوحيدة هي القراءة. ما يجب إنجازه بعد ما أنجزت الكثير وبتفوق هو التفكير في الاستقلال من الوسط العائلي والبداية هي البحث عن العمل الذي سيوفر لك بيئة جديدة تتواصلين فيها مع الآخرين بدلا من بيئة عائلية غير قادرة على سد احتياجاتك الناقصة.
لا يوجد في رسالتك ما هو سلوك غير طبيعي. لم تمري بتجربة عاطفية لأن بيئتك العائلية لم تسمح لك بذلك وسلوك الوالد لا يشجع أحدا على النماء العاطفي. تفكيرك السلبي حول شخصيتك هو كذلك يتعلق بالبيئة العائلية، ومجاملتك للآخرين على عكس ذلك يعكس جانباً إيجابيا في شخصية تميل إلى التسامح وغض النظر عن الحكم سلبياً على تصرفات الآخرين.
حان الوقت للتفكير بجد حول الانتقال التدريجي من بيئة البيت إلى بيئة العمل وعند ذاك ستكونين أكثر من قادرة على التغيير وإكمال إنجاز ما يجب إنجازه.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
ملف تأكيد الذات!