أنا أبلغ من العمر 31 عامًا، مررت بعدة مشاريع خطوبة وكان الخطيب يذهب ولا يعود، قررت بعدها عدم التفكير في الموضوع والتركيز على عملي وحياتي.
لكنني أحيانًا أحس بوحدة قاتلة خاصة بعد زواج جميع صديقاتي، وحتى قريباتي ممن في مثل سني وأصغر وإحساسي بعدم استطاعتي مواصلتهن، خاصة عندما نجتمع فغالبًا ما يكون الحديث عن الأسرة والأبناء.. أجدني بالإضافة إلى ما أسمعه ممن حولي لماذا ومتى، وكأني أنا السبب فأنا راضية بقدري، ولكن أريد ممن حولي أن يصمتوا حتى أستطيع أن أمضي بقية حياتي في راحة.
من كثرة السؤال أتساءل أنا أيضا هل الزواج مهم لهذه الدرجة؟ وهل لمجرد الزواج تقبل الفتاة بشخص وهي على يقين أنه لن يسعدها ويناسبها، سواء من ناحية الاجتماعية أو المادية أو الثقافية؟.. أنا لم أكن أتمنى شخصًا غنيًّا، فقط كنت أريده مناسبًا في تعليمه ومستواه الاجتماعي..
أحس بأن كتابتي غير واضحة أو منسقة، ولكني لم أكن بحاجة إلا للفضفضة.
وشكرًا لكم.
11/11/2024
رد المستشار
ابنتي العزيزة.. أهلاً بك صديقة عزيزة على صفحتنا..
من الواضح يا ابنتي أن كلامك من باب الفضفضة.. والفضفضة مريحة من عدة جوانب.... فهي أولاً: تفتح صمام البريستو الصدري الذي قد ينفجر من كثرة ما يتراكم فيه من مشاعر سلبية.
ثانيًا: تتيح الفضفضة لك أن ترتبي أفكارك حتى تستطيعي عرضها.. فما من مرة أحاول الفضفضة كتابة إلا وأجدني أنظر إلى الأمور مرة بعد مرة، وأكتشف أن بعض الأشياء غير مهمة، وهناك أخرى عندما عرضتها وجدتها تافهة ولم تَعُد تؤلم كسابق العهد.. وهناك حلول طرحت نفسها في أثناء سماعي لنفسي وأنا أكتب أو أتكلم.
ثالثًا: من فوائد الفضفضة أن تجدي من يستمع إليك ويرد أحيانًا أو ينصح أحيانًا.. ومن الضروري أن يجد الإنسان من يشعر به وبألمه، ويتعاطف مع حاله.. ولذلك فالفضفضة ضرورية ومريحة وهي علاج ناجح لكثير من الحالات.
ولكنك سألت سؤالاً يا ابنتي أجد أن من واجبي الرد عليه.. وهو:
هل الزواج مهم لهذه الدرجة؟ وهل لمجرد الزواج تقبل الفتاة بشخص وهي على يقين أنه لن يسعدها ويناسبها سواء من ناحية الاجتماعية أو المادية أو الثقافية؟... أنا لم أكن أتمنى شخص غنيًّا، فقط كنت أريده مناسبًا في تعليمه ومستواه الاجتماعي.
بالنسبة لسؤالك هل الزواج مهم لهذه الدرجة.. كل ما أستطيع أن أقوله إنك أنت من تحددي أهميته في حياتك وليس غيرك.. فلقد قابلت فتيات تعتبر أن الزواج يقع في المستوى الثالث للأهمية بعد الدراسات العليا المتخصصة والوظيفة أو العمل المرموق.. وقابلت أيضا من تنتظر كل طرقة على الباب لعلها من طالب ليدها.. النوع الأول لا يهتم كثيرًا بالموضوع.. والنوع الثاني قلبه معلق بالمأذون.
ومن الأكيد أن بينهما مستويات من الاهتمام مختلفة.. فلك أن تختاري لنفسك درجة تناسبك، وبالتأكيد لا يمكن أن ينصحك أحد بالارتباط بشخص غير مناسب اجتماعيًّا وثقافيًّا وتعليميًّا، وإلا نكون قد حكمنا على العلاقة بالفشل قبل أن تبدأ.. فالكفاءة الاجتماعية والثقافية من أهم بنود نجاح العلاقة الزوجية.
وأنا أشعر أنك محبطة وكأن خطوبتك التي انتهت كانت آخر أمل لك في الحياة.. لدرجة تجعلك تتمنين أن يصمت صديقاتك من حولك وقريباتك، فلا يتكلمن عن البيوت أو الأبناء حتى لا يقلِّبن عليك الآلام والمواجع.. إن مشروع بيتك الصغير لم يتم وأصبح في حكم المجهول في الوقت الحالي.
يا ابنتي.... لن يصمت الناس.. ولن تكف البنات عن الزواج وعن الحديث عن ترتيبات العرس ومشاكل المواليد.. وهذه طبيعة الحياة وسنتها.. وأنت قد مررت بتجربة فاشلة، ولكنها لا تعني بالتأكيد أنك لن تصادفي تجربة ناجحة قريبًا إن شاء الله، ولكن لو ظللت أسيرة لألم التجربة فغالبًا قد تسقطين في فخ اختيار غير سليم تدفعين ثمنه سائر أيام حياتك.. شاركيهن الحديث يا ابنتي.
كان من الممكن أن أشعر بشدة ألمك لو لم يتقدم إليك خاطب أبدًا.. لو لم تلفتي نظر أي شخص ليرتبط بك.. ولكنك يا ابنتي قد تقدم لك ويتقدم لك خاطبين.. وارتبطت فعليًّا ولم يوفّقوا في استكمال المشروع.. وما زال يتقدم بدليل سؤالك عن قبول أي شخص والسلام.
إذن يا ابنتي أنت أنثى مرغوبة.. والقضية تعطلت قليلاً ولكنها آتية إن شاء الله.. فاستمتعي بأيام حياتك.. ونمِّي مهاراتك وقدراتك قدر المستطاع فأحيانًا نحتاج لها بعد الزواج، ولكن الوقت لا يسعفنا.
مع دعواتي المخلصة بالسعادة.
واقرئي أيضًا:
على أبواب الثلاثين.. في انتظار الفرج
انتظار شريك الحياة : ماذا تنتظرين أيضًا؟!
البهاق والصدفية وانتظار شريك الحياة
الاسترجاز والانتظار: يوميا وباستمرار
فجر وانتظار شريك الحياة!
وغيرها كثير تحت تصنيف: نفس اجتماعي: انتظار شريك الحياة