السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد أنا امرأة متزوجة وأعيش في بلد أوروبي منذ 8 سنوات. أعاني منذ مدة من اكتئاب وأخشى أن تتطور الحالة، فأنا أشعر أنني في طريق مسدود لا إنجاب أطفال ولا فرص عمل في هذا البلد الذي يمارس عنصرية مقيتة ضد المحجبات.
أنشط في مجالات العمل الإسلامي ولكن أجد نفسي محاطة بالكثير من المشاكل التي تزيدني اكتئابا وتوترا ولا أنام الليل كلما حدث شيء ما.
أصبحت لا أطيق نفسي ولا زوجي في خلال شهر وعدت حماتي بالمجيء عندنا هي وزوجة شقيق زوجي ولكنني خائفة جدا من هذه الزيارة وأخشى من المشاكل. وأخاف أن يزداد تعبي.
فحماتي تقارن كثيرا بين أبنائها وتميل بطبعها إلى من عنده أولاد وحياته مستقرة وتعيب علينا دائما عدم الإنجاب وتواضع حالنا رغم أننا في أوروبا. أنا حائرة ولا أدري كيف سأتجاوز هذه المحنة. سنوات الغربة تشتد عليّ علما وأنني لا أستطيع العودة الى بلدي لأسباب سياسية. حاولت مواصلة دراساتي العليا هنا ولكنني في كل مرة أتوقف بسبب احساسي بالعجز والفشل.
حتى الأصدقاء لا أبوح لهم بشيء لأنني كنت دائما في نظر الناس هنا الأخت الملتزمة المتزنة والقوية ولا يتخيل أحد أنني أحس وأشعر وأعاني. لا أدري ما ذا أفعل؟
أصبحت في خوف من المستقبل ومن عدم الإنجاب رغم وجود الأمل ولكن متى وأنا على أعتاب 39 وأخشى ألا أجد يوما أنيسا.
جزاك الله خيرا.
12/11/2024
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عزيزتي "سمية" كان الله في عونك وخفف عنك جميع ما تجدين. بداية يجب أن تغيري الاعتقاد بأن الملتزم صادق العهد لا تصيبه الكآبة أو غيرها من الاضطرابات النفسية فالمؤمنون أشد بلوة، وحديث الرسول عليه الصلاة والسلام حين يقول بأن ما يصيب المؤمن من هم ولا نصب إلا جزاه الله به خيرا يدلك على خطأ الفكرة التي تستخدم لتعذيب الذات والآخرين بأن لو كنت صادق الإيمان حقا لما عانيت.
ومع ذلك تشير سطورك لحالة من عسر المزاج قد تصل في بعض الأحيان كما قلت للاكتئاب فهل تتناولين أي دواء للسيطرة عليها إن لم تكوني كذلك فافعلي وبسرعة فكما تعلمين أن الحمل يحتاج لنفسية مشرقة ومستقرة وكذلك عبادة الله والعطاء حتى في سيبل الله.
اكتائبك يشجعك على التفكير بكل ما هو سلبي ويقلل من قدرتك على التحمل فأنت بدل أن تري في زيارة حماتك فرصة للتواصل مع مجتمعكم الأصلي ورفقة محبة ترين أنها قد تجلب المشاكل فلماذا التفكير السلبي وإن كانت قد فعلت ذلك في زيارة سابقة من قال أنها ستعيد الكرة هذه الزيارة.
تنخفض درجة التعاطف في المجتمع في كثير من الحالات مع المختلفين عن العادي مثل أصحاب الحاجات الخاصة والمطلقات وغير المتزوجات وكذلك ايضا من ليس لهم أولاد.
عزيزتي كل ما نرزق به في الحياة هو اختبار للشكر وكل ما نحرمه في الحياة هو اختبار للصبر وسبحان العاطي والمانع عليك بالدعاء والاستغفار كي يوسع الله زرقك فيعطيك أولاد تقر عينك بهم ولكنهم لن يؤنسوك في الحياة فما الأنس إلا بالله وحده لا إله إلا الله فما دام إيمانك قويا وعلاقتك بربك جيدة فلا تلقي بالا لماتأتي به الأيام
كانت الجدات قديما يقلن باللهجة العامية آنسك الله برحمته.
كم أجدها مناسبة كدعاء أختم به كلماتي معك
واقرئي أيضًا:
نفسي عائلي: تأخر الحمل Primary Infertility
التعامل مع الاكتئاب (1-2)
العلاج المعرفي للاكتئاب (1-17)
ملف مرض الاكتئاب