على أمل الشفاء بين الوسواس والذهان؟
تتمة استشارة على أمل الشفاء بين الوسواس والذهان
سلام عليكم دكتور وائل أبو هندي أنا أبو عمر من سوريا صاحب الاستشارة بعنون (على أمل الشفاء بين الوسواس والذهان) أحببت أن أشرح وأبين عن بعض الأمور الإشكالية من قبلكم عن استشارتي السابقة.
دكتور وائل هذا جزء من ردك على الاستشارة: الحالة الموصوفة تبدو خليطا من الذهان والوسواس القهري، بدأت الوساوس والقهور معك منذ سن صغيرة، ثم كان استهلال الذهان فيها -في خضم صدمة حياتية- كما وصفت بنوبة الهلع الشديدة والتي تلتها الشكوى من أعراض اختلال الإنية و/أو تبدل الواقع وأفكار تبدو بين الأفكار الوهامية الجسدية والأفكار الوسواسية. انتهى.
بالنسبة لسؤالك الأول دكتور: تحسنت الحالة وتوقفت عن العقاقير، ولكن أصبحت الحالة ترتد عليك كل سنة ولم توضح عن نوباتها أكثر من كونها أقل حدية فلا ندري هل المقصود بالحالة هو التفكير في موضوع دخول حشرات في الأنف وصولاً للدماغ وما تفعله من قهور التنظيف أمام المغسلة؟
الجواب: أصبحت هذه الحالة مزمنة من بعد الصدمة الأولى بمعنى أنني على بصيرة بعدم صحة الفكرة، ولكنني أفتقد القدرة عن منع الفكرة الوسواسية وتظل تراودني وأنا جالس وأنا أمشي خارج البيت أو داخله وأنا جالس أرى التلفاز فلا أجد أمامي إلا الفعل القهري من التنظيف أمام المغسلة في البيت أو أقرب مغسلة خارج البيت للاستنشاق والاستنثار لتخفيف القلق الوسواسي وإخراج الحشرة المزعومة حتى يأتيني شعور بشيء يمشي في أنفي أو رأسي لتثبيت الوسواس
سؤالك الثاني: أم تخيل وضع أصدقائك مفرقعات في أنفك وانتظار انفجارها؟
الجواب: هي فكرة وسواسية يومية أخرى دائماً تراودني فحواها وضع الأصدقاء أو الأهل مفرقعات في الأنف، أو شرائح مراقبة، أو حشرات، أو أي شيء مجهول في (أنفي الأكثر إلحاحاً) وأحياناً في أذني بوقت نومي أو في الاستيقاظ في فترة النعاس ما قبل النوم عندما تكون الإدراكات قد قلت
ملاحظة: يراودني هذا التفكير أحياناً بالظن أن من يقوم بهذا الفعل من الأشخاص الذين أنا وهم على خصومة أو إشكال قديم أو جديد، فأنظر خلف أثاث المنزل، أو الأبواب، أو الجدران، أو الزوايا هل من أحد من هؤلاء الأشخاص مختبئ بعد إيذائي بهذا الفعل، وتزداد هذه الأفكار كما أسلفت سابقاً عند النعاس وقلة الإدراك، لا أدري هذا الظنان وسواسي أم ذهاني مع علمي ببطلان هذا الشيء لكنني لا أقدر على إزاحة هذه الأفكار
سؤالك الثالث: أم القهر الاستباقي بأخذ صورة شاشة المحمول ساعة نومك لترد على وسواس الشك في أنك نمت؟ أم مراجعة الأحلام؟
الجواب: هذا أيضاً فعل وسواسي يومي منذ بداية الصدمة الأولى وإلى يومنا للتأكد من النوم بسبب تجربة كارثة عدم النوم والخوف من تكرار التجربة المرعبة
السؤال الرابع: وليس واضحا كذلك ما إن كنت بين النوبات السنوية توجد لديك معاناة أم لا؟ مثلا هل وسواس الأشياء المتحركة في الشوارع أثناء قيادة السيارة هذا دائم أم مرتبط بفترة النوبة؟
الجواب: نعم فكرة الأشياء المتحركة أتتني مرة عندما كنت أقود الموتوسيكل فشعرت برعب وقلق وشعور غريب وبعدها أعطي لنفسي تبريرات أن من الطبيعي تحرك الأشياء أثناء القيادة، ولكنني كالعادة لا أستطيع إزاحة الفكرة المزعجة وتظل تراودني الفكرة عند القيادة إلا إذا كنت ألهو بالكلام مع أحد يركب بجانبي فأنسى الفكرة إلى حين تذكرها.
نعم أقول لك دكتور وائل جميع هذه المعاناة والوساوس والظنون يومية ومن الصعب إزاحتها، ولكن تأتي أيام تكون فيها الوساوس والظنون شديدة لدرجة أنني أكاد أفقد السيطرة على عقلي فأذهب للدواء المنقذ (بزعمي طبعاً) أولانزابين فأزيد الجرعة وأضيف كلونازيبام لفترة أسبوعين أو ثلاثة وبعدها أوقف الكلونازيبام.
وأرجع بعدها لوساوسي وطقوسي وظنوني وكل ماسبق غيض من فيض، من وساوس إيذاء الناس ودهس الناس بالشوارع إلى وسواس تخيل فعل جنسي مع طفل رضيع إلى وسواس حقنة فيها فيروس الإيدز مرمية في الطريق وأتيت أنا ودهست عليها بقدمي فانتقل المرض لجسمي، إلى وسواس تذكر كلمة من نصوص النت فأراجع كل النصوص بحثاً عن الكلمة التي في رأسي، حتى وأنا أكتب الاستشارة أتاني وسواس أن المسبحة التي نذكر الله فيها سقطت قطعة الزينة من أولها ودخلت بأنفي ووصلت لدماغي وهي الآن تهتز بدماغي مع حركة جسمي
دكتور وائل آسف جداً جداً على الإطالة وأرجو منك تشخيص حالتي برأيك وما هو أفضل SSRIs ومضاد ذهان مع الجرعات لحالتي.
ملاحظة قرأت في النت أن بعض أدوية الذهان ومضاد الاكتئاب قد تسبب حالة تسمى akathisia التململ لهذا السبب ترددت أن أجرب غير أولانزابين لكيلا أزيد من قلقي لأنه منذ سنين عندما وضعني الطبيب على ريسبيريدون تسبب لي القلق الشديد من أول حبة فأوقفته فوراً وزادت وساوسي وسواسا جديد أنني عند أخذ أي نوع دواء، حتى لو كان غير نفسي أقلب الحبة يمينا وشمالاً هل مكتوب عليها ريسبيريدون خوفاً من القلق الذي تسببه لي وأتخيل كل الدواء ريسبيريدون،
أرجو رأيكم بكل ما سبق
والله المستعان...
14/11/2024
رد المستشار
الأخ المتصفح الفاضل "أبو عمر" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
أظهرت إجاباتك بوضوح أين يكمن الخلل فهو في قولك (ولكنني أفتقد القدرة عن منع الفكرة الوسواسية)... معنى ذلك أنك تعتقد أن عليك أن تمنع الفكرة الوسواسية وأنك يجب أن تكون قادرا على منع الفكرة الوسواسية، كل هذه اعتقادات خاطئة، لا أحد يستطيع أن يمنع الأفكار المرفوضة أو الخاطئة من أن تطرأ على وعيه، ولا أحد يستطيع إخراجها من وعيه أو قمعها ولتفهم أكثر عليك أن تقرأ الارتباطين التاليين:
قمع الأفكار: وعملية العقل الساخرة
اقبل الفكرة الوسواسية ولا تقمعها!
ولهذا أنت تفشل أو تخفق في التعامل مع الأفكار الوسواسية فلا تجد أمامك (إلا الفعل القهري من التنظيف أمام المغسلة) ثم ندخل في سلسلة أخرى من الوسوسة المتعلقة بانتظار الشعور المعين (حتى يأتيني شعور بشيء يمشي في أنفي أو رأسي لتثبيت الوسواس) يعني أنت تخضع للوسواس بأداء القهر فيسلمك القهر إلى وساوس أخرى وقهور.
وأما قولك إنه -أحيانا- في حالة الخصومة مع أشخاص (أنظر خلف أثاث المنزل، أو الأبواب، أو الجدران، أو الزوايا هل من أحد من هؤلاء الأشخاص مختبئ بعد إيذائي بهذا الفعل) أي بوضع المفرقعات أو الحشرات في أنفك أو أذنك!! وصولا إلى تساؤلك (لا أدري هذا الظنان وسواسي أم ذهاني مع علمي ببطلان هذا الشيء لكنني لا أقدر على إزاحة هذه الأفكار) فهذا يجعلنا مثلك نتساءل ذهاني أم وسواسي والأرجح أنه بينهما أي يمثل نقطة تماس بين الوسواس والذهان، وربما أمكن الفصل من خلال المقابلة السريرية الواقعية مع طبيب نفساني وربما لا يمكن، من الممكن أن يرجع مثل هذا العرض إلى اجتماع سمات التفكير الزوراني والتفكير الوسواسي في مريض وسواس قهري أو مريض اضطراب ذهاني، وعادة ما تعالج مثل هذه النوعية من الأعراض -بغض النظر عن التشخيص- بمزيج من الم.ا.س.ا ومضادات الذهان وقد وضعنا لك كثيرا من الارتباطات عن التداخل بين أعراض الوسواس والذهان في ردنا على أصل الاستشارة فارجع إليها إن لم تكن قرأتها.
وأما (أخذ صورة شاشة المحمول ساعة نومك لترد على وسواس الشك في أنك نمت؟) وقد عرَّفته أو برَّرتهُ بقولك (فعل وسواسي يومي منذ بداية الصدمة الأولى وإلى يومنا للتأكد من النوم بسبب تجربة كارثة عدم النوم والخوف من تكرار التجربة المرعبة)... هذا الخوف المفرط مبرر إن كان خوفا من نوبة الذهان التي أصابتك منذ سنوات خمس، لكن الإشكال أنك تعتبر عدم النوم سببا بينما عدم النوم الذي استمر 8 أيام ونصف (36 ساعة ثم أسبوع كامل بعد نوبة الهلع) أو فقط أسبوعا ولنرجع إلى وصفك (صدمة نفسية قوية ترافقت مع عدم نوم لأكثر من 36 ساعة متواصلة فحصل أمر غيّر مجرى حياتي بالكامل، نوبة هلع قوية وقلق وتوتر شديدين وتعرق وخفقان في القلب وعدم القدرة على الجلوس أو البقاء ساكناً وعدم القدرة على النوم لأسبوع تقريباً وتغرب عن الذات واستغراب كل شيء) كان عرضا من أعراض الذهان وليس سببا فيه، وبالتالي فإن خوفك الحالي من عدم النوم مفرط وغير واقعي.
ثم عدت في حديثك عن (وسواس الأشياء المتحركة في الشوارع أثناء قيادة السيارة) لتعيد التأكيد على خطأ مفهومك عن طريقة التعامل مع الوسواس لتقول (كالعادة لا أستطيع إزاحة الفكرة المزعجة وتظل تراودني الفكرة عند القيادة) ومن قال إن عليك إزاحتها يا "أبو عمر"؟؟؟! المطلوب منك هو أن تتدرب على تجاهل الفكرة الوسواسية وحين نقول تجاهل الشيء فهذا يعني أنه شيء موجود! يعني اقبل أولا أنه موجود ثم تجاهل ذلك الموجود لأنه وسواس لا يصلح معه إلا التجاهل، ثم أكمل ما كنت تفعله إن كنت توقفت -والأصوب ألا تتوقف عما تعمل بسبب الوسواس- وكأنك توصل له رسالة أنه لا يؤثر فيك ولا يغير فعلك، ليس هذا سهلا أنا أعرف لكنه ممكن بالتدريب والتدريج والإصرار إضافة إلى تفهم ألاعيب الوسواس التي يلجأ لها حين تبدأ وتصر على تجاهله.
اقرأ على مجانين:
الوسواس القهري معنى التجاهل
طريقة تجاهل الوسواس القهري
للأسف يا "أبو عمر" لن يكون بإمكاني لا اختيار أي من الم.ا.س.ا SSRIs ولا حتى تغيير مضاد الذهان الذي تتناوله أولا لأننا لا نفعل ذلك -أي لا نصف عقاقير لأحد- عبر التواصل النصي على الموقع فهذا يحتاج مقابلة طبية، وثانيا لأن حالتك كما بينت أعلاه لا يمكن تشخيصها بشكل كامل عبر التواصل النصي على الإنترنت وهذا يحتاج مقابلة طبنفسية، ولكننا نسأل الله أن يعينك على تفهم ما شرحناه لك وتطبيق ما نصحناك به.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.