السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أشكر لكم جهدكم المبارك في خدمة الشباب المسلم.
أنا شاب مصري أبلغ من العمر 27 عاما من أسرة متواضعة، وحاصل على مؤهل عالٍ، وأعمل بوظيفة ولكن دخلها بسيط لا يؤهلني للزواج أو فتح بيت.
عرض عليّ أحد أصدقائي الزواج من إحدى قريباته؛ لأنها ستسافر في بعثة إلى الخارج، ويمكنني أن أسافر معها وأعمل بالخارج.. فبالتالي تسافر مع زوجها فيشعر أهلها بالأمان، وأنا أحسن من وضعي المادي.
الحقيقة أنني قمت بزيارة منزل الفتاة، ووجدتها فتاة طيبة من أسرة جيدة، ولم يكبلني أهلها بالمطالب، وفي نفس الوقت لم يتساهلوا لدرجة مريبة.. ولكني لا أعرف هل أقبل هذا الزواج أم لا؟ فأنا متخوف من أمرين:
أولا: الطريقة التي عرفت بها الفتاة.. فأخشى أن يكون وراءها سر خفي لا أعرفه دفع قريبها إلى أن يعرضها علي كي أتزوجها.
ثانيا: أنها أفضل مني في المستوى الثقافي والمادي وأخشى أن تشعرني بالفارق بيني وبينها بعد الزواج.
أشيروا علي بارك الله لكم
وشكرا لكم.
13/11/2024
رد المستشار
مرحبًا بك يا ولدي العزيز على صفحتنا، وأرجو الله أن ييسر لك جميع سبلك ويوفقك للقرار الحكيم.
ولدي.... لعن الله الغش والغشاشين، وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال: "من غشنا فليس منا".
من كثرة ما نعيش الغش ونلقاه أصبحنا نشكك في كل شيء، ونتوقع كل شيء من الخسة والنذالة إلى الكذب والخداع.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
لي نصيحة أعتبرها ذهبية وأستعملها دائما مع نفسي ومع غيري.. التعارف هو باب البيت.. وبالتالي سواء كان التعارف زمالة في الجامعة وحب.. أو زمالة عمل وإعجاب.. أو خاطبة مثلما فعل صديقك.. أو قرابة أو جيرة أو إنترنت.. المهم أننا في النهاية سنصل إلى باب الحياة المغلق.. وهذا جميل ولا يستتبعه أي التزامات.. ولكن....
حتى نفتح الباب وندخل إلى قصر الأحلام ودنيا الحياة وطريق السعادة يجب التعرف على المفتاح واختياره ومتابعته والتأكد من صلاحيته لفتح الباب المطلوب.. وكذلك التعرف على أي أنواع البيوت ينتظرنا وراء الباب المغلق.
هل فهمت حاجة؟!
بالاختصار.. لا أرى أي غضاضة في أسلوب التعارف على العروس أو على العريس ما دام تم بطريقة محترمة، فسواء عرضها عليك قريبها أو تعرفت عليها بأي طريق آخر.. لا فرق.
المهم أن تسأل عن الفتاة وأهلها سؤال من سيمنح هذه الفتاة وأسرتها أغلى ما يملك: عمره ومستقبله وذريته.. وهذا هو مربط الفرس.. عليك أن تسأل عن الأسرة، وقد بدت لك أسرة طيبة من البداية.. وتتحرى عن الفتاة في مكان دراستها أو عملها.. بطريقة لطيفة وبدون شوشرة.
فإذا تأكدت أنها ممتازة فتوكل على الله.. هذه ثاني رسالة تسعدني من فترة، حين أكتشف أنه ما زال هناك عقول تفكر بجدية وتعرف أن الزواج مشروع يكسب فيه الجميع السعادة والاستقرار بشيء من التضحية وقليل من التكامل.. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون مكسبا لطرف واحد يحقق من ورائه كل أمنياته، وينتظر من الطرف الآخر أن يكون سعيدًا بهذا العطاء الهلامي.
فأنت يا ولدي كما تخبر عن نفسك قليل الإمكانيات ومن أسرة بسيطة.. ولم يكن يمكنك بأي حال أن تفكر في الزواج أو أن تتزوج حاليا.
ويبدو أنك على خلق طيب وصفات حميدة، وإلا ما تعرض شاب لأن يجعلك جزءا من عائلته بهذا النسب.
وهي كما تروي عنها أيضا فتاة طيبة وعلى خلق.. وأهلها متسامحون في المتطلبات المالية، ويؤجلون إعداد متطلبات الزواج لحين أن تقوم بتكوين نفسك في هذا البلد الذي ستسافر إليه مع ابنتهم.
وابنتهم لن تستطيع السفر بغير زوج.. ليس لأن هذا مستحيل بل لأن أسلوب تربيتها في هذه الأسرة وطبيعة هذه الأسرة تخاف على الابنة من الغربة في مجتمع واضح أنه غربي أو حتى أمريكي وتريد أن تطمئن عليها، وهذا دليل على طيب عرقهم ونبل أخلاقهم.
فما أسهل وأبسط أن تسافر فتاة لتدرس وتعود معوجة اللسان لتحظى بمكانة اجتماعية عالية تجعلها تتكبر على كل الرجال.. أو تعود بزوج من هناك.. أو حتى لا تعود أساسا، حيث قد تفتح لها البعثة أبواب العمل.. وقد تثبت كفاءتها فتتخاطفها الجامعات.
إذن هذا دليل على أنهم أسرة طيبة.. لها قواعد وأخلاقيات، وهذا في رأيي الزواج المتكامل.. حيث يعوض كل واحد ما يحتاجه الثاني.
ولكن يظل التأكد من كل ذلك عن طريق السؤال واجبًا عليك. ومبروك مقدمًا..
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.