السلام عليكم
أرشدوني إنني حائر، المشكلة هي أنني أحببت أخت صديقي قبل خمس سنوات في بداية دراستي الجامعية، وهي لا تعلم بهذا؛ لأنه ليس من الأدب عندنا أن يخبر الشاب الفتاة بحبه لها؛ إذا لم يكن ينوي الزواج منها مباشرة بعد ذلك.
لذلك صبرت؛ حتى تخرجت في الجامعة، واستجمعت شجاعتي، وحدثت صديقي برغبتي في الزواج من أخته التي أحببتها طوال الفترة الماضية، غير أني فوجئت به يقول لي بكل أسف: إنها قد خُطبت قبل شهرين، وفي الحقيقة أُصبت بضربة لم أتحملها لشهور عدة، وقد تزوجت الفتاة الآن، وأنا أدعو لها بالتوفيق والحياة الهانئة مع زوجها، وإن كان ما زال في القلب شيء.
المهم الآن أنا غير مقتنع بأي فتاة أخرى وأطلب المستحيل في الفتاة التي أرغب في الارتباط بها لدرجة أنني أرغب أن تكون أجنبية حتى تلبي مواصفاتي الجديدة، إلا أنني بدأت في العزوف عن موضوع الزواج حتى أبني وضعًا اجتماعيًّا خاصًّا بي، وأحقق التقدير لذاتي عند الناس عبر النجاح في مشروع تجاري أخطط للقيام به.
وأنا الآن في حيرة من أمري، وأقول: إنني مشوش التفكير.
لا أدري ما الصحيح الذي ينبغي أن أفعله، أرشدوني إنني حائر؟
19/11/2024
رد المستشار
الأخ العزيز، أهلاً بك، وقلوبنا معك، وقد آثرت ألا تتكلم عن حبك الأول ـ أدباً ومسؤولية ـ حتى قدر الله ما شاء، تفكيرك في عدم استعجال الارتباط والاتجاه إلى تكوين نفسك عبر مشروع تجاري هو تفكير سليم يتسق مع نضجك البادي في تصرفاتك السابقة، وكثير من الشباب يخرج من تجربة الحب الأول ـ حين لا تتم ـ مترنحاً يتخبط، وقد يرتبط في هذه الفترة مع ما فيها من عدم التوازن؛ فيشوب ارتباطه الكثير من عدم الحكمة، ويجني عاقبة هذا تعاسة وألماً له ولمن ارتبط بها، وانشغالك لفترة بتكوين البنية التحتية الاقتصادية لزواجك القادم ـ في حينه ـ بإذن الله، من شأنه أن يساعد على اندمال الجراح، والتخلص من الآثار الناتجة عن التجربة العاطفية السابقة، وهذه الآثار يا أخي، هي التي تسبب لك ما تشكو منه من حيرة وتشوش، وتضارب في مسألة الزواج بين التفكير في الارتباط بأجنبية أو العزوف عن المسألة برمتها.
إذن أعطِ الزمن الفرصة ليقوم بعمله فتنطوي تلك الصفحة الحزينة، وتصبح مجرد ذكريات، وقد يكشف لك القدر أن ما حفظته لك الأيام في باطن الغيب كان أغلى وأحلى مما كنت قد اخترته لنفسك.
أحياناً نظن يا أخي، أن الطريق إلى السعادة وراحة البال هو طريق واحد، وأن الفرصة الثانية لا تكون أبداً بنفس جودة الأولى، وقد نقضي العمر أسرى للنجاح الأول الذي فاتنا نتيجة لهذا الظن الخاطئ، ونظل نقارن بين كل فرصة تأتي، وبين تلك التي فاتت، وليس من شأن هذا إلا مضاعفة المعاناة وتضييع الوقت، والحق أن لكل فرصة معالمها وأبعادها، ومباراة الحياة مستمرة حتى يصفر الحكم، وإحراز الأهداف ممكن حتى آخر ثانية، لكن بعض الناس يتشاءمون من الفرص التي ضاعت في الدقائق العشر الأولى، رغم أن أكثر خبراء الكرة يقولون: إن هذه الدقائق العشر تكون مجرد جس نبض، نتمنى لك التوفيق، وندعو الله أن تذهب المرارة التي تشعر بها سريعاً؛ حتى تستطيع أن تتذوق الحياة بشكل طبيعي من جديد... وكن على صلة بنا.
واقرأ أيضًا:
الوسادة الخالية: الحب الأول
فشل الحب الأول.. آلام في العمق
هواجس وأوهام الحب الأول..
الحب الأول.. آخر الدواء الكي!
فشل الحب الأول.. آلام في العمق..
الحب الأول: إكرام الميت دفنه!