الرسوب المتكرر.. أعيدي ترتيب أوراقك
السلام عليكم
ترددت في إرسال هذه الرسالة، ولكن لم أجد حلا ولا أريد أن يمر الوقت في التردد.. في البداية أعرف نفسي أنا فتاة في الحادية والعشرين من عمري، دخلت كلية علوم مما أدخل الفرح على أمي، ولكن للأسف رسبت في السنة الأولى لي؛ فأصبحت سعادة أمي حزنا وهمّا، كما أنني أحسست أنى فاشلة، وهذه كانت أول مرة أحس بالفشل، وأعدت السنة وذاكرت مع العلم أنى لم أذاكر جيدا و لكن نجحت، وفرحت لنجاحي هذا.
ودخلت السنة الثانية وكلي حماس، ولكن حدث كما حدث لي من قبل في السنة الأولى، ورسوبي في السنة الثانية أدى إلى عدم رغبتي في أن أذهب للجامعة وعدم رغبتي في المذاكرة، وكلما ضغطت على نفسي لأذاكر أحس أنى مخنوقة وأن تركيزي معدوم، وأيضا أستغرق وقتا طويلا في حفظ أي كمية بسيطة، وأحس بعدم الرغبة في المذاكرة، ولم أكن كذلك من قبل و للأسف رسبت في "التيرم الأول" لسنة ثانية، مما جعلني أشعر بأحاسيس مختلفة ومتناقضة.
أحيانا أحس بحماس ورغبة شديدة في المذاكرة ليس للنجاح فقط، ولكن للتفوق، وأقول: "لن أتنازل عن امتياز في جميع المواد هذا التيرم"؛ لأثبت لنفسي أني قادرة على النجاح وأني لست فاشلة، وأجد نفسي أذاكر وغالبا أحس بإحباط شديد، وأحس أنى فاشلة وأنى عاجزة عن فعل أي شيء، وأن هذه الكلية فوق قدراتي، وعندما أجلس لأذاكر وأضغط على نفسي.. أحس( بزهق) وكأن هناك جبلا على صدري ولا أستطيع التنفس، ولكن أحاول وأجاهد أن أتغلب على ذلك الشعور بالإحباط؛ لأني أعلم أن سبب رسوبي هو عدم حضوري للمحاضرات وذلك لعدم رغبتي في الذهاب للكلية؛ وعدم مذاكرتي فأنا كنت لا أذاكر إلا قبل الامتحان بأيام.
أعلم أن هذا خطأ ولكن السبب في عدم مذاكرتي هو كما ذكرت سابقا عدم قدرتي على المذاكرة، ولا أدري لماذا لا أريد الذهاب للكلية علما بأن لدي أصدقاء، وأنا أحبهم كثيرا وهم أيضا كذلك ودائما يحاولون تشجيعي على الذهاب ويلومونني على عدم حضوري وعلاقاتي بزملائي جيدة، ولكن هذه الأيام وبعد ظهور نتيجة "التيرم الأول" لا أريد أن أرى أحدا إلا أصدقائي المقربين كما أنني لست وحدي من رسب من أصدقائي.. كما أنني لم أخبر أسرتي خوفا من حزن أمي؛ فأنا أخشى حزنها وأعلم أنني إن قلت لها فإنها لن تفعل لي شيئا، ولكن حزنها يؤلمني.
فماذا أفعل لكي أتخلص من إحساس عدم الرغبة في المذاكرة، ومن إحساسي بعدم الرغبة في الذهاب للكلية وإيجاد الحجج والأعذار، فكرت في الاشتراك في رياضة، ولكن أمي رفضت فوجدت نشاطا في الكلية وهو الجمعية العلمية وقد أعجبتني فكرته، وانضممت إليه ولكن لم يتغير شيء.
أحس بسعادة وأنا في الجمعية وعند عودتي وبدء المذاكرة لا شيء يتغير كما أحس أني بدأت أبتعد عن أقاربي، وبعدم الرغبة في الحديث معهم، وعدم الرغبة في زيارة أحد،
آسفة للإطالة، ولكني أريد أن أبوح بما في صدري،
أرجو الرد سريعا جزاكم الله خيرا.
18/11/2024
رد المستشار
صديقتي
التفوق أو النجاح في أي شيء يتطلب التواجد والتفاعل لتحصيل المعلومات والمهارات... يتطلب في المقام الأول الفضول والرغبة في المعرفة لسبب شخصي... الفضول ينتج رغبة في المعرفة وهذا يسهل الدراسة كثيرا ويجعلها خفيفة وسريعة وممتعة.
تتحدثين عن عملك وكليتك وكأنها من أجل أمك وليس بسبب رغبتك... لماذا دخلت كلية العلوم؟
إن كنت لا تريدين الذهاب إلى الكلية ولا تريدين الاستذكار فالنتيجة هي الرسوب كما حدث... ماذا تريدين حقيقة؟؟؟
تحسين بالخجل أو العار بسبب الرسوب وتأخذين من هذا حجة لكيلا تذهبي إلى الكلية والمحاضرات... والنتيجة هي صعوبة المذاكرة.
إن كنت تريدين النجاح فافعلي ما يتطلبه النجاح... يجب أن تنمي في نفسك الفضول والرغبة في المعرفة بدلا من التركيز على مشاعرك السلبية وكلامك السلبي لنفسك... أصدقاؤك يدعونك للحضور والمشاركة والنجاح... اذهبي معهم...
ما هي المواد التي تدرسينها؟ كيف يمكنك استخدام المعلومات؟ كيف تستخدمين هذه المعلومات الآن في حياتك اليومية؟ (مثلا طهي الطعام له أسس في الكيمياء والفيزياء يعتمد عليها)
ما الذي تحلمين بتحقيقه من دراستك وفي حياتك عموما؟ كيف تريدين هذا؟ كيف يمكن تحقيقه؟
ليس كل من أراد كلية العلوم أمكنه الالتحاق بها... لذلك لا ينقصك الجهد ولا ينقصك الذكاء.. أنت تعلمين كيف تنجحين؟ ولكن تصعبين النجاح على نفسك... بإمكانك تغيير هذا، أو الاستمرار في الشكوى والفشل.... الأمر يعود لقرارك.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب