بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بداية وقبل أن أشكركم أريد أن أقول إنني تنقلت في مواقع أخرى تقدم حلولا للمشكلات لكنني لم أجد من يملك ذمة وقلبا حنونا كما تملكون، وقد كان موقعكم عونا كبيرا لي في الكثير من المشاكل التي واجهتني في حياتي حينما كنت أقرأ ردودكم على كثير من مشكلات الإخوان، وكم مرت علي لحظات بعثتم فيها الثقة في نفسي دون أن تعلموا، أرجو من الله القدير أن يوفقكم لخدمة المسلمين وأن تروه في ميزان حسناتكم يوم القيامة.
الآن أنا ألجأ إليكم بعد أن وقفت في حيرتي لا أدري ما أفعل، أنا فتاة عربية في نهاية العشرينيات من عمري، غير متزوجة، أعمل في دولة عربية أخرى، قبل مدة اشتركت في إحدى الدورات التدريبية، كان هناك شاب كنت أضبطه مرارا ليس أقل من خمس مرات في المحاضرة الواحدة وهو ينظر إلي، وأنا أغض الطرف فورا وأتجاهله، وأحاول تجاهل عينيه طوال جلوسنا في المحاضرة، وكذلك خارج المحاضرة حينما يراني يظل يلاحقني بعينيه ولا يحولهما عني، في إحدى المحاضرات الختامية حاول أن يبادلني الابتسام ولكنني تجاهلته، هل فهم تجاهلي لابتسامته يومها غرورا؟ (ولكن ما يبدو أنه يحدث هو) أنني أعجبت به، ويبدو أيضا أنني ضيعته.
أنا معتادة على نظرات الشبان في المحاضرات واللقاءات، أعلم أن كثيرا من هذه النظرات تكون بدافع الفضول، أو أحيانا لأنني أكون الفتاة الوحيدة حسب كثير من المواقف التي يستدعيها عملي، ولكن هو بالذات كان يلاحقني بعينيه أكثر من باقي الشبان بكثير.
مشكلتي أنني خجولة ولم أعرف في تلك الأيام كيف أتصرف، بل في إحدى المرات التقيت به فجأة خارج القاعة وجها لوجه وبدا على كلينا الارتباك ولكنني تجاهلته ومشيت حتى دون أن أسلم عليه، ربما ظنني مغرورة، أو لا أهتم به، لكن الواقع هو أنني لم أعرف كيف أتصرف، وشعرت بالارتباك.
كنت أقارن نظراته لي بنظراته لباقي الفتيات، بطبيعة تلك النظرات وحتى بكمها، لقد كانت مختلفة، وقلت في نفسي لعله يطالعني لأنني أنا أطالعه، ولكن حينما أراجع كل تلك النظرات أكتشف تماما أنني من كنت أضبطه وهو ينظر إلي وليس العكس.
وحينما كنت أراه قادما من بعيد وتكون هناك فرصة كي يقترب مني فإنني أشعر بالارتباك وأبتعد وأختفي حتى لا يتكلم معي أمام الناس، كنت عن غباء أضيع أي فرصة يحاول فيها التقرب مني.. لا أعرف لم فعلت ذلك..
المرة الوحيدة التي حصل بيننا حوار قصير كنا محاطين بالناس وتمت مقاطعتنا وكنا متأخرين، وفي هذه المرة دون أن أعي وبسبب ارتباكي تحدث عن أمر يهتم به فقلت إنه لا يعجبني!! وتمت مقاطعتنا ولم أتمكن من تفسير رأيي.
وهكذا انتهى الحوار، هل أفسدت الأمر حينما قلت رأيي؟؟ الكثير من الشبان حاولوا التعرف إلي ولكنني كنت أغلق الباب فورا إذا وجدت أن الشاب لا يناسبني، هذه المرة حينما أعجبني أحد الشبان لم أعرف كيف أتصرف!.
حتى لو رأيته الآن فلن أعرف كيف أتصرف، فأنا شديدة الخجل، وسوف أرتبك، رغم أن ثقتي بنفسي عالية، فأنا جميلة وأهتم بمظهري، وناجحة جدا في عملي، ولدي ثقافة عالية وأستطيع الحديث في الكثير من الموضوعات الثقافية غير تخصصي (ولكن ما يبدو أنه يحدث هو) أننا حينما يصل الأمر إلى شخص نهتم به يختلف الأمر وتختفي ثقتنا ونرتبك، (وأنا أرتبك تفكيري وتصرفاتي)، هل ضيعته من يدي بتصنعي الثقل الشديد وتجاهلي المفرط، حتى أوصلته إلى قناعة أنني لا أريد التعرف إليه؟ أو أنني فتاة مغرورة؟.
والآن هل حقا ضاعت الفرصة ولا مجال مرة أخرى؟ لقد أعجبني الشاب لأنه ذكي ومثقف ويبدو طيبا من خلال تعامله مع الآخرين، وتأكدت أنه ليس متزوجا، والآن أتمنى أن تسنح لي فرصة اللقاء به مرة أخرى، أريد أن أعرفه على شخصيتي وأن أتعرف عليه أكثر، لم لا يتطور الأمر إلى حب وزواج إذا كنا مناسبين؟ ولكن هل أخطأت بتجاهلي له طوال تلك الفترة؟ الآن أنا لا أراه فالدورة انتهت منذ 3 شهور، وهو يسكن في مدينة بعيدة، لكنني أعرف فتاة لها صلة وثيقة به، ولكنني بصراحة لا أدري طبيعة هذه الصلة، ولا أستطيع أن أسألها لأن علاقتي بها ليست قوية، وأنا لم أتعود ملاحقة الشبان، ولا أحب فرض نفسي على رجل، والرجل الشرقي أصلا لا يحب التي تركض خلفه، (الآن كل ما لدي الآن) كي أصل إليه هو هذه الفتاة، وقد حصلت على إيميله من أحد المواقع، ولكن هذا الإيميل لا يعني شيئا كثيرا لأن الشاب لا يتردد كثيرا على الإنترنت فقد عرفت ذلك من خلال الدورة.
وأعرف أيضا بعض الأماكن العامة التي أعلم أنه يتردد عليها دائما، ولكن للأسف هذه الأماكن بعيدة عن مدينتي. خططت أن أذهب إليها فقد أراه صدفة، ولكنني أيضا قد لا أراه، ولا أستطيع التواجد فيها ولو أسبوعيا بسبب بعد المسافة.
أيضا أعرف مكان عمله، ولكن حتى لو ذهبت إلى هناك فسيكون الأمر كالبحث عن إبرة في كومة قش. ربما يكون الآن قد نسيني، ولكن أريد أن أراه وأذكره بنفسي إن كان نسيني. هل كل تلك النظرات مجرد نظرات بدون شيء في نفسه؟ هل أجرب وأذهب إلى هذه الأماكن؟ (لعلي) أراه صدفة؟
وحتى لو رأيته لست متأكدة من تصرفي، وربما يكون محاطا بالناس، وأنا أرتبك أكثر في وجود الناس. أنا خجولة، ولا أجيد الطرق الملتوية، وأخاف أن أفضح نفسي، ربما إنني ناجحة في عملي، لكنني لم أعرف كيف أتصرف عندما أعجبني هذا الشاب ويبدو أنني لم أحسن استغلال الفرص السابقة، هل أفتعل الآن أمرا يساعدني فيه وأطلبه منه عن طريق هذه الفتاة؟ ولكن أشعر أنني سأكون مفضوحة، وأنا أريد الاحتفاظ بماء وجهي، لا أريد أن أبدو فتاة تركض خلف الشبان، ثم إن علاقتي بهذه الفتاة علاقة عادية، لا أستطيع إخبارها بما في نفسي.
كيف أصل إلى هذا الشاب وكيف أبني معه علاقة محترمة ونظيفة تنتهي بالزواج إذا كنا مناسبين؟ لقد أطلت عليكم كثيرا، ولكن هذا الأمر مستحوذ على تفكيري، ولا أستطيع التفكير في أمر آخر، أشعر أحيانا باليأس، وأقول انتهى الأمر، ولكنني لم أتعود الانهزام، وفي نفس الوقت أخشى أن أقوم بخطوات متهورة أندم عليها لاحقا. ببساطة ما تفعله الفتيات من حولي اليوم لو كن مكاني ستطلب الواحدة رقم هاتفه أو تطلب من الفتاة أن تقوم بدور الوسيط، لو فعلت ذلك لا أعتقد أنه سيحترمني، فمهما كان مثقفا فإنه يظل شرقيا، سوف أرضي غروره، ولكنه لن يحترمني وسأفقد جاذبيتي كفتاة مهذبة، سأكون فتاة تجري خلفه، ولست فتاة عفيفة أعجبها شاب وتتمنى أن تتطور الأمور إلى الحلال إن كانا مناسبين.
إذا ما عرفت أنه مرتبط عاطفيا بأخرى فسوف أنهي الموضوع لأنني لا أحب أخذ ما ليس لي، وأخاف عقاب الله إن آذيت غيري،
ولكن الآن أريد أن تكون لي فرصة أخرى معه فكيف أتصرف؟
27/11/2024
رد المستشار
هل تعلمين يا أختنا الكريمة ما هو أصعب شيء في رسالتك؟ أصعب شيء هو أنها لا يوجد بها أي شيء (مؤكد)!!.
كل الأشياء والمشاعر والأفكار التي تتحدثين عنها غير مؤكدة!!.... فليس مؤكداً أن الشاب يحبك، لأن كل ما قدمه لك هو بعض النظرات، ومحاولة للحوار.. وهذه أشياء لا تؤكد الحب، وربما يكون لها مبررات أخرى كثيرة فهناك فارق بين الرغبة في التعارف، وبين الإعجاب، وبين النية للزواج...
كما أن حبك أنت له أيضا ليس مؤكدا!! فالحب هو أن أعرف شخصا ما معرفة جيدة، وأحتك بعيوبه قبل مميزاته وأحبه مع كل هذا... أما أنت فلا تعرفين عنه شيئا سوى انطباع شكلي ظاهري قد يُخفي وراءه عدم تكافؤ اجتماعي، أو تضاربا في الأفكار والطباع... كما أنه ليس مؤكدا أنك تستطيعين الوصول إليه، فهو لا يدخل على الإنترنت، واللجوء إلى تلك الفتاة كوسيط قد يكون صعبا، كما أن ذهابك إليه في مكان عمله أو الأماكن العامة التي يرتادها أمر مكشوف وغير لائق.
حتى إذا التقيت به، فإنه ليس مؤكدا أنك ستحسنين التصرف، وتتعاملين بشكل تلقائي دون ارتباك لتتركي الكرة في ملعبه – كما يقولون – فيصرح لك بإعجابه – إن كان معجبا...
لا يوجد في رسالتك أي شيء مؤكد، اللهم إلا وقوعك (المؤكد) تحت سيطرة تلك الفكرة بأن (هناك فرصة قد ضيعتها وعليك استعادتها) ولكن –كما قلت– إذا عُدنا لعناصر القصة نفسها، فإننا – فعلا – لا نجد فيها شيئا مؤكدا لذلك فإننا إذا احتكمنا إلى العقل بنسبة 100% فإن النصيحة المنطقية الآن هي: النسيان.. أما إذا احتكمنا إلى عقلنا ورغباتنا معا، فهناك نصيحة أخرى... ولكنها نصيحة بشرط، فإذا لم تستطيعي تطبيق الشرط فلا تطبيق للنصيحة..
النصيحة هي محاولة إتاحة فرصة للتواصل... والشرط هو أن يكون هذا بشكل تلقائي غير متكلف وألا يشغلنا عن حياتنا وعملنا ومستقبلنا، وألا نعلق عليه أمالا عريضة... كيف هذا؟:
محاولة إتاحة فرصة للتواصل قد تكون بإرسال إيميل للقائمة البريدية التي لديك كلها عن رابط لمقال هام مثلا، هو ربما يطلع على هذا الإيميل العام، فإن كان مهتما بك فربما يستثمر الفرصة ويحاول التواصل معك.. أو ربما من خلال دعوة كل الزملاء الذين خرجوا من الدورة إلى لقاء عام أو حفل صغير بمناسبة ما وأن ترسلي له الدعوة – كما ترسلينها لآخرين – ويكون الإرسال عن طريق زميلتك التي تعرفه.
ولكن المهم هو ألا تنسي الشرط: التلقائية وعدم التكلف وعدم الانشغال وعدم التعلق بالأمل، لأن محاولة التواصل هنا (استكشافية) وليست دعوة لإقامة علاقة، وهذا (الاستكشاف) قد تكون نتائجه سلبية، فتتأكدين أن الشاب غير مشغول بك، وأن حبك من طرف واحد، أو أن الإعجاب متبادل ولكن الشاب غير مناسب وغير كفء لك لأسباب مادية أو اجتماعية... فهل سيكون لديك الشجاعة والقوة عندئذ أن تطوي الصفحة تماما وتقبلي بنتيجة الاستكشاف؟ أم ستلهثين وراء مشاعرك ووراء الأمل مرة أخرى؟.
أختنا الكريمة... الطريقان أمامك... إما النسيان وإما محاولة التواصل بشروطها. أسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.
واقرئي أيضًا:
إعجاب وليس حبا من طرف واحد
حب أم إعجاب؟ وماذا أفعل؟؟؟
الفرق بين العشق والحب والإعجاب
الحب من طرف واحد.. لعنة الاختيار
حب من طرف واحد، هل يكون من الطرفين
الحب من طرف واحد : طريق النجاة !
أحب من طرف واحد .. ما هو العلاج؟
الحب الحقيقي لا يكون من طرف واحد!