قابلت فتاة منذ ثلاث سنوات أو أكثر، وكانت بيننا علاقة صداقة، ثم تحولت بعد ذلك إلى قصة حب. كنا نعيش في نفس البلدة، ثم اضطررت إلى مغادرة البلد للعمل، واستمرت علاقتنا بشكل جيد على الرغم من أننا كنا على بعد آلاف الأميال من بعضنا، كان الإنترنت والتليفون هو وسيلة الاتصال بيننا، وكنت أذهب لأزورها كل سنة، وأمضيت معها شهرين.
وفي زيارتي الأخيرة عندما رجعت إلى بلدي قررت أن أترك هذه الفتاة، وأن أركز في حياتي، فضلاً عن التفكير فيها طوال الوقت والمعاناة من الآلام، بالإضافة إلى أن هذا سيوفر الوقت الكثير؛ لأنني أتواصل معها يوميًا حوالي 60 دقيقة على مرتين، ولقد تكلمت معها، وكنت وقحًا وعنيفًا؛ لأنها لم تقبل الموضوع عندما وضحت لها الأسباب والاعتذارات، وأخبرتها أن الموضوع انتهى وخلاص.
ولكن من داخلي صراخ بأنني لا أستطيع أن أتركها تذهب، لقد فعلت أشياء كثيرة من أجلي، فقد بدأت ترتدي الحجاب، وتحفظ القرآن فقط لتجعلني سعيدا؛ ولتثبت لي كم تحبني خصوصًا أنني شخص ملتزم، والآن مضى أسبوع، وأنا لا أستطيع أن أنام أو آكل ولا أن أركز، أنا أشعر بالضياع بالرغم من أنه كان قراري أنا.
شعوري بالذنب يقتلني؛ لأنها ما زالت تعاملني بطريقة جيدة، وتريد أن أرجع لها على الرغم من كل ما اقترفته تجاهها، وهي دائمًا تقول: ليس ذنبي أنك لا تريد الموضوع، فيجب أن تضحي من أجل الحب. كان من المفترض أن تتم خطبتنا بعد حوالي سنة، وكان كل شيء جادًّا، وليس لعب أطفال.
أنا لا أعرف ماذا أفعل، أنا أخاف ألا أجد مثل هذا الحب مرة أخرى في حياتي، ووقتها سوف أندم على ضياع هذا الحب.
رجاءً أنقذوني من الضياع.
23/11/2024
رد المستشار
في سؤالك مساحات غموض وضباب، وسأعتمد هنا على ما توافر في كلماتك من معلومات.
إذا صح أن سبب قطعك للعلاقة بينك وبينها هو التكلفة المادية للاتصالات الهاتفية، والتكلفة الذهنية بالانشغال المستمر بالتفكير فيها، فإن هذا يمكن التصرف فيه بالحكمة والتدبير في هذا وذاك، وإذا كنتما حقا متحابين فما هي خطتكما للزواج؟!
الزواج ممن تحب هو الذي سيعطيك الاستقرار والتركيز والنوم ملء جفونك، فلا تجمع ضغوط الغربة إلى ألم الفراق بلا سبب معقول.
أما إذا كنت لا تحبها، أو لديك أسباب قوية ومنطقية ونهائية للفراق، فليس أمامك عند ذلك سوى الإصرار على هذا الانقطاع وتحمل آثاره "حتى حين"؛ لأنه في حالة وجود مثل هذه الأسباب "التي لم تذكرها لنا" سيغلب العقل واعتباراته بعد مرور بعض الوقت، وستنسى هذه الأيام، وتلك الفتاة، ولو بعد زمن. فاحسم أمرك سريعًا؛ لتستريح وتريح.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.