السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
جزاكم الله خيرا على جهودكم، جعلها الله في ميزان حسناتكم.. سوف أحاول أن أختصر مشكلتي ولا أطيل عليكم:
طبيعتي أنني إنسانة عاطفية عندما أتعلق بأحد أتعلق به بشدة، ويصعب نسيانه، ولكنني لا أتعلق بسهولة، أي يجب أن أكون مقتنعة تمامًا بالشخص وصفاته، ولكن في المقابل يكون عطائي في حبي سخيا.
تقدم لخطبتي قريب من أهلي منذ أكثر من سنة تقريبا ووافقت عليه؛ لأني وجدت به صفات مناسبة، لكن لم يكن هناك أي تعلق لأني قابلته مرات قليلة فقط، وكل الذي عرفته عنه كان من المحيطين حوله وحولي، أي لم تكن هناك ظروف مهيأة للتعارف المسبق مثل الزمالة أو ما شابه. وبرغم أنه قريب لي فإنه لم يكن بيننا أي احتكاك.
أخذت فترة طويلة نسبيا حتى اتخذت قراري بالموافقة.. وقبل الموافقة كنت أكثر من الاستخارة واتبعت أسلوب التقصي، حيث حاولت أن أسأل كل الذين يستطيعون أن يمدونني بأي معلومة، ثم أخذت أقارن بين الأشياء الأساسية التي أريدها في شريك حياتي، وبين ما سمعته عنه، فوجدت تطابقًا في الأمور الأساسية، ولكن تظل هناك أمور خافية. وبعد الخطوبة انشغلت بأمور أخرى ولم تراودني أي أحلام وردية أو ما شابه.
بداية الحكاية
قدمت على برنامج للدراسة مرتبط بعملي في مكان آخر غير الذي أسكن فيه، وهناك تعرفت على زميل لي، وبعد فترة بدأت أشعر بميل نحوه، ثم تطور إلى تعلق.. وكان هذا شعورًا متبادلا. كان زميل الدراسة هذا، إنسان مناسب على جميع الأصعدة، وأنا مقتنعة به تماما، إلا أنه مرتبط ولديه طفلان.. هو يرغب في الارتباط بي، ولكن أنا رفضت الموضوع حتى لا أؤثر على استقرار أسرته، برغم أنه وعد بالعدل، وأنا أشعر من خلال تعاملي معه أنه صادق في كلامه، إلا أنني لم أستطع أن أوافق (هذا كلام لم يصل إلى النطاق العام).
موعد زواجي يقترب ومشاعري تجاه خطيبي فاترة، حرصت في الآونة الأخيرة أن يكون بيننا تواصل عن طريق المراسلة التي قد تكون يوميًّا أحيانا إلا أنني ما زلت لم أتغير.. هو إنسان جيد ولكن المشكلة أن مشاعري متعلقة بإنسان آخر والأمرّ من ذلك أنني لا أستطيع أن أرتبط بمن أحب، ومن سوف يرتبط بي –هكذا يبدو لي- لا أميل إليه!
أريد أن أذكر نقطة هامة، أنه لو لم يكن هناك إنسان آخر في حياتي وكانت مشاعري على ما هي عليه تجاه من تقدم لي لربما لم يكن هناك عندي تخوف كبير؛ لأنني ليس عندي عائق كبير ولربما جعلت الأيام تخلق رابطا، ولكنني الآن أشعر بورطة كبيرة لا أدري ما أنسب خلاص منها.
أخاف أن أظلمه.. أشعر أحيانا أنني قادرة على تجاوز هذه المشاعر، ولكن في الأغلب أشعر أنني سوف أواجه مشكلة في زواجي الذي يقترب، أخاف أن أظلم من سوف أرتبط به، حيث إنني لا أستطيع أن أجامل، وعلاقة الزواج علاقة قوية جدا وقريبة.
سوف أنهي دراستي قريبا، ولا أرى زميلي الذي يسكن في نفس منطقتي الأصلية، ولكن ربما الظروف تجعلني أصادفه في مكان ما... وأريد أن أوضح أن مشاعري ما زالت قوية تجاه زميلي، وتمنيت لو ارتبطت به، ولو كانت الظروف مناسبة.. ربما من الأفضل القول إنني ما زلت أتمنى. بعد انتهاء برنامجي الدراسي بفترة ليست بالطويلة-سوف يتم الارتباط وأنا لا أعلم هل هي فترة كافية لأن أتجاوز مشاعري تجاه زميلي؟
أحيانا أقول لنفسي: "ماذا أريد من الزواج؟ ".. حينما أتذكر أنه سوف أستقر اجتماعيا (أي حتى لا أشعر بالنقص لأني غير متزوجة)، وأنه إن شاء الله سوف أنجب أطفالا أقول: لماذا لا أكمل المشوار؟! بعدها أقول لنفسي، وهل الهدف هو غطاء اجتماعي وأطفال؟ يعني أخذت أفكر في نيتي الحقيقية من إتمام هذا الزواج؟ ماذا يجب أن تكون؟ أحيانا أتخيل نفسي وقد تزوجت ومضى بي الزمن ولم تسعفني هذه الأمور التي دفعتني للزواج في أن تدمجني في زواجي، وأخاف أن أشعر حينها بالحسرة أنني لم أرتبط بمن أحب ويحبني. ماذا أفعل؟
أحيانا أشعر أنني أنانية تجاه خطيبي، حيث بما أنني لن أرتبط بمن أميل نحوه استمررت في الخطوبة، ولكن مشاعري ليست خالصة له بينما هو يفكر فيّ، وأحيانا أفكر أنه ربما كان من الأفضل أن أفسخ الخطوبة حتى يجد قلبا خالصا؟
أشعر وكأنني أبحث عن أي سبب قوي يعذرني أمام الآخرين حتى أفسخ خطوبتي، ولكن أحيانا أخاف أنه ربما لا يأتي من هو مثله، أي ربما يأتي في المستقبل شخص أقل منه ولا أستطيع أن أتصور أن أتعرف على شخص ثالث وأرتبط به، وأقول لا أريد وجها ثالثا فأتراجع عن فسخ الخطبة. أخاف أن أكون مذنبة من الناحية الشرعية أن أتزوج وتكون مشاعري ما زالت غير خالصة، ولكن لا أملك أن أغير مشاعري.
ماذا ترون في حالي؟ هل أنا أتصرف تصرفات صحيحة؟
أم أنني لا أعطي الأمور وزنها الحقيقي؟
01/12/2024
رد المستشار
صديقتي
من الواضح أنك لا تعطين الأمور وزنها الحقيقي. مبدئيا لم تقرري بعد لماذا تريدين الزواج.
أيضا تغفلين أن الزميل المرتبط (المتزوج ولديه طفلان) ويريد الارتباط بك هو في حالة خيانة لزوجته إلا إذا كانت هي موافقة على أنه سوف يتزوج زواجا ثانيا... علام يبحث هذا المتزوج؟ ولماذا لا يطلق زوجته الحالية قبل البحث عن أخرى أو السماح لنفسه بتكوين وتطوير مشاعر نحو أخرى؟... هل وزنت أو فكرت في مسألة أنه لن يكون لك وحدك وأنه يجب أن يعطي بيته الأول وطفليه نصف وقته واهتمامه على الأقل؟ هل أنت راضية بمشاركة زوجته وأطفاله فيه؟
من ناحية خطيبك، لماذا وافقت عليه وأنت لا تعلمين عنه ما يكفي لأن تقتنعي به تمام الاقتناع؟
تقولين: 'أشعر وكأنني أبحث عن أي سبب قوي يعذرني أمام الآخرين حتى أفسخ خطوبتي، ولكن أحيانا أخاف أنه ربما لا يأتي من هو مثله، أي ربما يأتي في المستقبل شخص أقل منه' تركيزك هنا ليس على الحب أو المشاعر وإنما على مسألة الفرصة التي قد تفقدينها مع أنك غير مقتنعة بخطيبك.
وتقولين: 'ولا أستطيع أن أتصور أن أتعرف على شخص ثالث وأرتبط به، وأقول لا أريد وجها ثالثا فأتراجع عن فسخ الخطبة'
لماذا لا تستطيعين تصور التعرف على شخص ثالث؟ في الحقيقة أنت لا تحبين خطيبك ولم تتعرفي عليه حقيقة... وتتوهمين أنك تحبين زميلك... الانجذاب والإعجاب والتعلق ليسوا هم الحب...كيف أو لماذا تحبين من يخون ويكذب؟ كيف تصدقين كلامه أو مشاعره؟
أنت غير مستعدة للزواج لأن توجهاتك لا علاقة لها بالزواج وتتمحور حول دراما المشاعر في علاقة غير سليمة.
راجعي نفسك وأهدافك ورغباتك ومفاهيمك التي تؤدي إلى مشاعرك قبل اتخاذ أي قرارات.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
واقرئي أيضًا:
متزوج لكن أحبه!! ما العمل؟
أحبه ويحبني لكنه متزوج
حبيبي متزوج...ماذا أفعل؟!!
حبيبي متزوج... أريده بجواري
متى تطلب حواء أن تكون زوجة ثانية؟!
الزواج الثاني: القصة برواية الأولى
الزواج الثاني فخٌ لمن يريد
الزواج الثاني المباح الحرام