المشكلة الأولي:
بسم الله، وبه نستعين، أنا شاب أبلغ من العمر حاليًا الثالثة والعشرين .. ملتزم دينيًّا والحمد لله .. ولكن أعاني من مشكلة تنغص عليّ عيشي، وهي أني قد تعودت ومنذ سن مبكرة حوالي الثانية عشرة- على ممارسة العادة السرية، ولقد استمر هذا الأمر يلازمني إلى الآن، وسبب لي مشكلة كبيرة في حياتي، خصوصًا وأنا في مثل هذه السن وعلى وشك التخرج في الجامعة، وما زال هذا الأمر يلازمني، ولا أستطيع تركه مع العلم بأن المغريات حولي كثيرة وارتكاب الفاحشة أسهل ما يكون لولا مخافة الله، والزواج أمر مستحيل بالنسبة لي على المدى القريب، وأنا لا أريد أن أبقى أسير هذه العادة التي قد يكون لها تأثيرات نفسية وعضوية علي حاليا وبعد الزواج. فأشيروا عليّ بالمخرج بارك الله فيكم.
المشكلة الثانية:
أنا كثير الشهوة الجنسية لدرجة أني أتخيل أن امرأة تنام معي على الفراش فأجامعها... وقلت في نفسي: إن الزواج هو الحل، ولكن لا أستطيع بسبب ضائقة مالية، وأحيانا أتمنى لو أسافر حتى أزني ... ولا أخفيكم سرا أني سافرت مرات عدة، وجامعت كثيرا من النساء، ولكن الشهوة لا تزال موجودة فماذا أفعل؟ فأنا تعبت من نفسي. أحيانًا أرى النسوة في الشارع وبدون أي شعور أرى أنني قد أصبحت على جنابة، لا أستطيع أن أغض بصري عن بعض النسوة لشدة انتشار عطرهن، أصبح صائمًا لكي أحمي نفسي ولكن دون جدوى.
المشكلة الثالثة:
السلام عليكم والرحمة أيها الأساتذة الكرام، مشكلتي هي أنني أحب مشاهدة أفلام الحب والمضاجعة، وأحس بالإثارة حتى أنني أتخيل أنني مكانهن وأضاجع شخصًا أحبه .. ولكني لا أحب أفلام الجنس، ولكن الحب والمضاجعة فقط. وعندي سؤال أتمنى أن تجاوبوني عليه، وهو: هل رؤية صدر الفتاة في أفلام الحب والمضاجعة حرام؟ وشكرا لكم على ما تبذلونه وجزاكم الله ألف خير.
المشكلة الرابعة:
السلام عليكم، شكرا لكم على ردكم مقدمًا، مشكلتي تتلخص في أنني ارتاد المواقع الإباحية بكثرة؛ حتى أدمنت هذه العادة مع العادة السرية، وكنت أفكر كثيرًا في هذا الموضوع، وقد شغل معظم أوقاتي، وتذكرت أن الرسول صلى الله عليه وسلم حث على الزواج بعد البلوغ مباشرة؛ حتى أنني حلمت أنني هناك (في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم) وأصبحت أفضل بعد الزواج، وحفظت كل القرآن، وأديت كافة الفروض (طبعًا هذا في الحلم) وأنا عمري 17 عامًا، والحقيقة حاولت كثيرا لإيقاف هذه العادات، ولكني جنيت الفشل التام، وقد تقولون إن مشكلتي تافهة، وإن الكثيرين أرسلوا إلينا عن ذلك، ولكن أنا أفكر في الزواج بشدة؛ وذلك لعلمي بأنه الحل الأول والأمثل لذلك، ولكن كما تعلمون يقف في طريقي عقبات كثيرة منها:
1- السن الصغيرة 2-لا أحد يقتنع بذلك بزواج من في مثل سني 3-لن أجد الفتاة التي ترضى بمثل ظروفي وسني. 4-المهر والسكن و...و...و...
وأرجوكم لن تكفي هذه المساحة بما أعانيه لأنكم تعلمون جيدا ما أعانيه
شكرا لكم
11/12/2024
رد المستشار
الإخوة والأخوات:
سبق وعالجنا أمر العادة السرية "الاستمناء" في أكثر من موضع، ونعد فيه الآن إجابة مجمعة، نرجو أن تكون شافية وافية، ولكنني تأملت كثيرًا، وقرأت في أسئلتكم، واخترت مجموعة منها هنا كعينة لأعيد معكم النظر في المسألة.
أسباب الإثارة الجنسية كثيرة في عالم اليوم، والإنسان - كل الإنسان - أصبح هدفاً لشركات كبرى برءوس أموال ضخمة أحالت الجسد مادة للاستهلاك، والترويج، فأصبح الجسد نفسه مشكلة.
وأصبح لسان حال المسلم والمسلمة في سن الشباب، وكأنه يقول: رباه.. ماذا أفعل في هذا الجسد وشهواته؟!
وتتنوع الإجابات فمن الشباب من يندفع وراء شهوات جسده يتطلع للشبع أو الارتواء، ومنهم من يقمع جسده وأفكاره حول هذا الجسد ويستقذرها، ومنهم من يحاول أن يتخذ سبيلاً وسطاً بالاكتفاء الذاتي "الاستمناء" باعتباره أخف الأضرار "كما يعتقدون".
وفي مقابل من تعبر عن هذه المشكلة الحقيقية بلباس كاشف صارخ "ساخن" كما يسمونه، نجد مجتمعات تبالغ في لفه وسط طبقات الملابس، وكأنها تخشى عليه، أو تخشى منه أن يفر ويجمح!! وليس المقصود هنا اللباس الشرعي الذي فرضه الله، بل المقصود الملابس القبلية التقليدية كتلك التي تنتشر في مناطق شبه القارة الهندية وتقدر بعشرات الأمتار!
واسمحوا لي أن أقول لكم: إن هذا وذاك وجهان لعملة واحدة من زاوية الإعلاء من قيمة الجسد، وكأنه هو المسألة والمشكلة، وكأنه هو التعبير الأهم عن الذات، والشخصية، والأخلاق.. إلخ.
والبحث عن تبريرات للتعرية في أفكار "الحضارة الحديثة" مثل حشد المسوغات الدينية للإفراط في التغطية بطريقة تقليدية قبلية، والذين ينقادون وراء الجسد مثل الذين يتجاهلونه، ولا يبتعد عنهم كثيراً من يحاولون إمساك العصا من المنتصف "في ظنهم" بالاستمناء.
الإنسان روح ونفس وجسد، والتوازن وإعطاء كل ذي حق حقه هو منهاج الإسلام، وفي الحديث النبوي: "إن لبدنك عليك حقًا، وإن لأهلك عليك حقًا، وإن لزوارك - أي ضيوفك - عليك حقًا... فأعط كل ذي حق حقه"، وممارسة الجنس هي من حق البدن مثل النوم والطعام وغيره، وإن كان للجنس أبعاد نفسية وثقافية كبرى.
وأنا أطرح تساؤلاً: لماذا يرى الشباب الحل في المشكلة الجنسية خارج إطار الزواج؟ بالعلاقات المحرمة أو الاستمناء أو غير ذلك من السبل؟! وهل عدم الاستطاعة المادية يبدو قدراً لا فكاك منه، ولا حول ولا قوة معه؟!
كيف يكون الشاب، وتكون الفتاة عندنا مؤهلين للارتباط الزواجي -- مادياً ومعنوياً - في بواكير الشباب؟!
كيف تتغير نظرة المجتمع عندنا فيحترم حق الجسد، ويتجاوب مع نداء الفطرة، ويساعد الشباب على الزواج كونه السبيل الأوحد للعفة والاستقرار من الناحية الجنسية؟!
إذا أردنا أن نقضي على الانحرافات الجنسية إفراطاً وتفريطًا، وعلى الممارسات الخاطئة التي تضر الروح والبدن والنفس والمجتمع، أو على الأقل حتى تتقلص هذه الأمراض إلى أضيق حد، فلا بد أن يكون الزواج المبكر لدينا سهلاً ميسوراً كما كان في صدر الإسلام، بل وفي عصورنا المختلفة حتى وقت قريب، ولتذهب إلى الجحيم كل الأوضاع الفاسدة.
والتقاليد البالية، والأفهام المختلة، والعقبات المتراكمة التي تحول دون ذلك.
كيف ينام الناس ووسطهم شاب يافع لا يجد زواجاً فيعيش في الخيال يجامع بنات أحلامه، ويعتقد المسكين أن هذا الخيال ناتج عن أنه كثير الشهوة الجنسية كما يقول!!
لا يا أخي هذا الخيال طبيعي، والممارسة الواقعية من حقك، وقد تتأخر للأسف بسبب ظروفك وظروفنا جميعاً في أوضاعنا المقلوبة.
وأختي التي لا تجد زواجاً فاتجهت إلى أفلام "الحب والمضاجعة" كما أسمتها، وتحس بالإثارة حتى تتخيل نفسها "مكانهن" تضاجع شخصاً تحبه.
لا لا يا أختي، من حقك فعلاً - وسنك مناسبة - أن تنالي وطرك واقعيًا لا في الخيال ولا على شاشة التلفاز، وتكون أسئلتك عن فقه المتعة الزوجية الحلال، لا عن حكم رؤيتك لصدر ممثلات الأفلام!!
يا إخواني وأخواتي جميعاً.. يا آباء ومربين... يا مسؤولين وقادة... نحن إزاء ثورة جنسية عارمة ستدمر الأخضر واليابس إن لم نبادرها ونجهضها بثورة اجتماعية شاملة تنعدل بها أوضاعنا فتقر النفوس، وتهدأ الأرواح، وتسكن العواطف... فلنكف جميعاً عن منهاج الوعظ الكلامي وأسلوب المنع والرقابة، فلا الوعظ بالكلام يجدي هنا، ولا الرقابة لها مستقبل في عصر السموات المفتوحة، والفتن المتاحة، والفضاء الإليكتروني الحر.
فلنكف عن هذا الهزل؛ لأن الأمر جد... والله، وليجتهد كل منا في تحصيل أسباب تيسير الزواج المبكر، مطلوب من الشباب نضج مبكر لتحمل مسؤولية أسرة ماديًا ومعنويًا، ومطلوب من الأهل مرونة وتجاوب، وأرى بعض الأسر اليوم تتفهم وتتجاوب، ومطلوب من الحكومات أن تبذل وتساعد، وتخطط وتدير ما من شأنه استيعاب طاقات هذه الأجيال الجديدة الجميلة بدلاً من تبديدها في استمناء، وشذوذ، وأحلام يقظة، ومخدرات، وأفلام إباحية.
وحتى يأتي الله بالفتح أو أمر من عنده فإن على أصحاب المشكلة أن يكونوا في الصف الأول مطالبين ومشاركين، وبدلاً من الحل الفردي الأعوج - الذي يسلكه كل مع نفسه - لتنشأ عندنا حركة اجتماعية هدفها العفة، وغايتها تيسير الزواج المبكر أو لنقل الزواج الطبيعي؛ لأن الزواج في العشرينيات من العمر مثلاً ليس مبكراً!!
يا أخواتي... يا إخواني، ستمر أعوام الشباب، وفورة الشهوة، وسيتخطى كل منكم مشكلته بشكل أو بآخر، ثم تأتي أجيال أخرى تعاني مما عانيتم منه وسيسألنا الله جميعاً يوم القيامة عن شبابنا فيما أبليناه، وخير لنا أن تكون إجابتنا عن رأي عام، وثورة اجتماعية تنشد العفة.. من أن تكون إجابتنا عن ممارسة فردية نتلهى بها، أو حل تسكيني لا يغني ولا يسمن من جوع. وعلى ذكر الجوع أقول: إن خطورة الإثارة الجنسية خارج إطار الزواج لا تكمن فقط في أضرار الممارسات التي يسلكها من يشعر بتلك الإثارة لتخفيفها، ولكن تكمن في الوضع الذهني والنفسي الذي تضع فيه الشخص المثار.
وتأملوا معي حين يتقدم شاب لفتاة يخطبها غالباً ما يختار الأفضل والأجمل... إلخ، وغالباً ما تختار هي أيضاً الأنسب والأفضل؛ لأن العقل هنا يكون في حالة ناشطة، وعلى كفاءة في الأداء، أما في وضع الإثارة الجنسية فإن الإنسان يهبط بنفسه ويتواضع في اختياراته وممارساته.
انظروا إلى هذا الأخ الذي سافر مرات عدة في سياحة جنسية يرجو إشباع شهوته، هل يظن أحد أنه كان يضاجع ذوات الحسب والنسب، أو الشريفات في البلاد التي سافر إليها؟!
اللهم لا .. إنما تبيع جسدها امرأة ليس لديها علم أو شرف أو قيمة عليا تعيش بها أو من أجلها.
وهل من يمارس الاستمناء أو تشاهد أفلام المضاجعة يفخر أو تفخر بهذا؟ ويعلنه أمام الناس؟! أم إنه يستخفي به مثل اللص؟!
الأسد ملك الغابة... وهو لا يأكل إلا من صيده فهو حيوان شريف يصطاد ليأكل، ولا يهاجم إلا إذا جاع.
وفي ترويض الأسود يقوم من يسعى إلى ذلك بتجويع الأسد لفترة طويلة في الوقت الذي يمنعه فيه من الصيد بحبسه ثم يقدم له الميتة أو أي لحم فيأكله مضطراً.
لا نريد أن نحبس شبابنا وبناتنا حتى يأكلوا أي لحم خبيث، أما أنتم يا شباب، فلا ترضوا بالجيف، وتذكروا دائماً أن الإثارة الجنسية خارج الزواج مثل تجويع الأسود من شأنها أن تهبط بصاحبها... ولا حدود للهبوط، ولا قعر للهاوية فاجتنبوها.
واقرأ أيضًا:
نفسجنسي: العادة السرية إناث، استرجاز Masturbation
نفسجنسي: العادة السرية ذكور، استمناء Masturbation