السلام عليكم،
مشكلتي مع ابنتي الكبرى التي تبلغ 13 سنة هي طيبة القلب، ولكني أخاف عليها لأنها ساذجة بعض الشيء. فهي يمكن الكذب عليها بسهولة رغم أني أحذرها دوما، منذ سنتين طلبت مني أن يكون لها إيميل وعندما فكرت بالأمر وجدت أنه إذا لم أعمله لها سوف تجد وسيلة لعمله لوحدها أو بمساعدة أصدقائها. فقلت أعمل لها ولكن تظل عيني عليها.
وفي يوم اكتشفت أنها حادثت ولدا لم يكن من زملائها وأنه أعطاها رقمه لكي تتصل فيه وهي قامت بالاتصال به برغم تحذيري لها من هؤلاء الناس.وبعد اكتشافي لهذا فى بدايته نصحتها وقلت لها إن هذه المرة الله كان معها فإذا علم أبوها لن يعديها دون عقاب.
قلت لها إن الله لا يرضى عن هذه الأفعال فيجب أن تعلم بأن الله يراها. فبكت وتأسفت وقلت لنفسي يجب ألا أترك لها المجال للجلوس الكثير على النت وفعلا أعطيتها يومين في الأسبوع ساعة كل يوم وهذا يجب أن يكون في وقت وجودي بالمنزل.لكن اكتشفت لأكثر من مرة مخالفتها لهذا الأمر فقلت لها هل تحب أن أعمل باسورد للكمبيوتر فلا تستطيع الدخول إلا بعلمي؟ ولكن وعدت بالالتزام فلم أحب أن أحسسها بأني لا أثق بها وأردتها تحمل المسؤولية، ولكن للأسف خذلتني مرة أخرى فما كان مني إلا أن عملت الباسورد ومنعتها من الدخول.
عندما ناقشتها لماذا في كل مرة تخالف ما أنصحها به تقول إنها تعلم أنه خطأ، ولكن لا تستطيع إيقافه
برغم أنها تفكر أن هذا الشيء سيغضبني ولكنها لا تعلم لماذا لا تستطيع إيقافه.
13/12/2024
رد المستشار
أختنا الكريمة
(إنها تعلم أنه خطأ، ولكن لا تستطيع إيقافه) هذه الجملة قد سمعتها في حياتي آلاف المرات من نساء ورجال شباب ومراهقين، وهي جملة ليست عجيبة ولا شاذة وإنما هي تعبر عن الإنسان الذي قال عنه الله تعالى (وخلق الإنسان ضعيفا) الإنسان قد خلق الله بداخله رغبات هذه الرغبات ممتعة وحلوه ولكن بعضها غير مسموح به بحكم الله لذلك ينشأ بداخله الصراع بين المتعة الحلوه التي بين يديه يراها ويتذوقها وبين الجنة التي لم يرها ولم يتذوقها لذلك فإنه قد يأخذ وقتاً حتى يستطيع حسم هذا الصراع لصالح الخير والفضيلة.
لقد ذكرت هذه المقدمة لكي أوضح لك أهمية (التعاطف مع الفتاة والصبر عليها) ولا أقصد بالتعاطف أن توافقيها على ما تفعله ولا أقصد أن تكوني أقل حسماً ولكني فقط قصدت أن تشعري من داخلك أن الفتاة لم تفعل هذا لسوء خلق أو فطرة منحرفة، وإنما تفعله لضعف فيها وهذا الضعف يحتاج منك صبراً جميلاً وتنوع في وسائل التغيير والتهذيب والاقناع.
ومثلنا الأعلى في هذا تعاطف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في ذلك الصحابي الذي جاءه يستأذنه في الزنا. فلم يسمح له (صلى الله عليه وسلم) ولكنه شعر بمعاناته وحدثه بهدوء ووضع يده على صدره ودعا له بالخير.
ويأتي السؤال كيف يكون هذا الصبر الجميل والتنوع في وسائل التأثير والإقناع.
ربما نحتاج أن نقرأ معاً عن الجنة ونعيمها ومتعها، ربما نحتاج أن نتحدث سوياً عن قصص المتعففين مثل يوسف عليه السلام ربما نحتاج أن تكون لنا جلسة يومية نذكر فيها الله ونقرأ حول صفاته العظيمة ونعمه الجليلة، ربما نحتاج أن نكثر من الذهاب إلى المسجد وصحبة الخير والإكثار من الأعمال الصالحة و....و...و...و.
وكأن الهدف باختصار هو الوقوف ضد هذا الضعف الإنساني الذي يعلم الخطأ ومع ذلك يفعله، وأن نحاول تقوية إرادة هذا الإنسان بشتى الطرق القولية والعملية وليس بمجرد النصيحة فقط.
وأخيراً نسأل الله الخير لهذه الفتاة وأن تمر هذه المرحلة (مرحلة الرشد المبكر أو المراهقة) وقد أصبحت شخصيتها أكثر قوة وصلابة ومقاومة للخطأ.
واقرئي أيضًا:
كيف أواجه مراهقة ابنتي؟!
ابنتي تحب على النت! كله بالعقل!
بنتي والحب على الإنترنت
ابنتي وأزمات الرشد المبكر
ابنتي المراهقة وتصرفاتها ماذا أفعل؟
إدمان العلاقات الهاتفية.. تشريح نفسي