لقد صحوت على ابنتي16 سنة وهي تتحدث مع شاب بالموبايل بعد منتصف الليل، فوجئت جدًّا ووبختها على ذلك، فتأسفت وبكت، وقالت: إن صديقتها ألحت عليها بأن الشاب أراد محادثتها.
لقد فعلت الشيء ذاته قبل شهور ووبخناها أنا ووالدها وأبدت الندم، أنا قريبة من بناتي، وأعاملهن كصديقة في أغلب الأحيان؛ لذلك صدمت جدًّا ولم أخبر والدها.. أخاف عليه وأخاف من عقابه لها؛ لأنه مؤكد سيصدم مثلي..
أخبروني ماذا أفعل؟ هي تبكي وتبدي ندمها، وأنا أقول لها أنا خائفة أن أصدقك مثل المرة السابقة فتفعلي الشيء ذاته مرة أخرى.
ما تفسير تصرفها هذا؟ هل حب استطلاع أم نزوة؟ أنا حائرة.
06/12/2024
رد المستشار
مرحبا بكم أخت "ناردين"
نحن بين أمرين، كون التصرف فيه شيء طبيعي نظرا لطبيعة المرحلة العمرية ودوافع تكوين هويتها الأنثوية وانفتاحها على الجنس الآخر الذي يعطيها إحساسا بأنوثتها وذاتها وحب الاستطلاع والاكتشاف، وبين أمر آخر يبدو في ثقافتنا وقيمنا التي تشير إلى أن هذا غير مرغوب فيه الآن وله سياق محدد وهو الزواج.
بينما تعبر ابنتكم عن ذلك من ندمها واقتناعها بأن هذا غير مناسب، رغم أن الأمر تكرر، كذلك الحال أنت في حيرة بين أهمية تصديق ابنتكم في كلامها وبين الخوف من تصديقها وعودتها لنفس التصرف الذي ترفضينه وفق لقيمكم التي تنظم العلاقات بشكل مختلف، ويبدو أن ابنتكم على قناعة بهذا الأمر.
لذلك الأمر رغم ما به من حيرة فهو بسيط.. الأصل في الإنسان أنه صادق، والأصل فيه احتمالية عودته للخطأ، والعلاج الدائم هو المراجعة، والعزم على عدم العودة، فهل تقبلين كل ذلك معا؟
دائما صدقي ابنتك، وتفهمي أنها إنسانة قد تخطئ، والأهم هو وعيها بالتصرف ومراجعتها لنفسها وحرصها على عمل الصواب والمناسب، وإن عادت للتصرف غير المناسب فعودي لمراجعتها ثم تصديقها وهكذا حتى يزداد وعيها ونضجها وتحكمها، وحتى تجدين هذا موقف عابرا وخطأ غير متكرر ولا مستمر ولا يحمل دلالات أخلاقية في شخصيتها، لكن تفهمي أنه تصرف طبيعي ولكنه غير مناسب الآن.
كوني لها الأم التي توضح عدم موافقتها على هذا الفعل وتغضب منها يوم أو يومين وتقبل ندمها وتشجعها وتستلغين الموقف الحالي فرصة في فهم ابنتكم لطبيعة العلاقات وكيف تتحول في سياق ارتباط وخطبة وزواج وهكذا.
واقرئي أيضًا:
كيف أواجه مراهقة ابنتي؟!
أختي المراهقة عنيدة .. أين المشكلة
فتاتك المراهقة.. اقتراحات للتصالح
ابنتي المراهقة وتصرفاتها ماذا أفعل؟