اكتئاب
لقد ترددت كثيرا في كتابة هذه الاستشارة ولكن لا يوجد أي حل، أنا رجل متزوج ولي ثلاثة أطفال
المشكلة وقعت لما كنت بعمر ستة سنوات أين وقع علي اعتداء جنسي من قبل قريب كان يتردد علينا في المنزل ولما أكتشف والدي هذا الاعتداء كنت أعامل معاملة سيئة من قبل والدي والى اليوم فمعاملته لي غير معاملته لإخوتي
وأنا أعاني من إدمان الإباحية فكنت أمارس العدة السرية من عمر عشر سنوات فكل هذا أثر علي أنا أعاني من اكتئاب شديد أكره كل شيء حتى نفسي فهل الله عدل عندما قدر لي أن اغتصبت في عمر 6 سنوات
وانا من تلك اللحظة لم أهنئ بيوم واحد في حياتي حتي يوم زواجي والله نفسيتي مدمرة ولولا أولادي لانتحرت
14/12/2024
رد المستشار
قرأت رسالتك أكثر من مرة، وعرفت قدر المعاناة التي أنت فيها.
منذ طفولتك البريئة وأنت تحمل ما ينغص نفسك ويكدر حياتك ويحزنك... ولربما ما مر بك جعل حياتك جحيما.. لم تبُح بما يختلج به صدرك وكبرت وكبر معك الألم... ما مضى قد مضى... ذكريات لابد أن تكون في طي النسيان.. ولا داعي لاجترارها..
واضح من رسالتك أن طفولتك تخللها تحرش جنسي من قريب لك، وسوء معاملة ونظرة دونية من والدك، وتفرقة في معاملته لك غير ما يبدي من معاملة لإخوتك..... ليس ذنبك أنك تعرضت للتحرش الجنسي في الصغر، وأنت غير مسؤول عما حدث لك، وكنت طفل لا تقوى عن الدفاع عن نفسك. ومرت السنوات من عمرك.. خوف ترعرع في نفسك.. وخوفك من والدك وعدم إحساسك بالأمان.
مرة أخرى، ليس ذنبك. لم تجد القدوة الحسنة ولا البيئة الصالحة في محيطك، فلا الأسرة ولا الأصدقاء كانوا خير عون لك. ولست الوحيد ممن جارت عليهم الأيام.
فما عليك الآن إلا أن تنظر إلى مستقبلك وترتيب أمور حياتك في بيتك مع زوجتك وأطفالك، كن الأب والصديق لهم، أحسن لهم وعلمهم وأشرف على تربيتهم مع زوجك بالنصح والإرشاد.
رغم أن رسالتك قصيرة، لكن واضحا منها الاكتئاب... ومشاعر الإحباط من خلال جميع العبارات التي وردت في رسالتك البسيطة.
لا ألومك فيما كان من ماض... ولكن سوف ألومك فيما إذا استرسلت فيه... صحيح أنك منزعج من وضعك مع والدك وأن حياتك جحيم.. لكن لن يستمر هذا إذا استطعت أن تكسب والدك بطريقة أو أخرى.. كيف؟ كل منا له نقاط ضعف. استغل نقاط الضعف عند والدك.. ابحث عما يحب وعما يكره.. تقرب له.. ارتمي في حضنه... كن إلى جواره... كرر هذا مرات كثيرة... لربما ينقلب الأمر بين ليلة وضحاها لتجد ما كان من قسوة وكره تحول إلى حنان ومحبة... حاول...
ولكن الأهم هو إدمانك الأفلام الإباحية وممارسة العادة السرية.... وما تقوله "أعاني من اكتئاب" و"لولا أولادي لانتحرت"..
لا تصرف وقتا فيما أنت فيه من مشاهدة الأفلام الإباحية وممارسة العادة السرية. فأنت فيما فيه غارق حتى الثمالة... ولا تحاول عبثا أن تغوص في وحل الإباحية. لطالما وأنت منتبه لعلتك، وعلمك بقبحها فلا تسترسل في الغرق في هذه الأفلام، وحن لمفارقتها، بل مُؤثر على تركها. فالأمر بسيط إن عزمت النية ابتعد عما هو مثير للشهوات، حتى لا يعود عليك بالضرر... الضرر أنت واقع فيه.. كره كل شيء.. إحساسك بالدمار.. لم تهنأ يوما في حياتك.. "أعاني من اكتئاب" و"لولا أولادي لا نتحرت".. إضافة إلى معاناتك من نظرة والدك لما حدث في الماضي..
وسؤالي..... ما الذي دهاك يا "Loukas" أن تفكر أو تقول "لولا أولادي لانتحرت"؟ ستقول ماضي طفولتي والتحرش... أقول لك ذاك ماض قد ولى... ولا ذنب لك ولست مسؤول عما حدث... صحيح يبقى أثر في النفس... ولكن له علاجا.. اطمئن.. حتى وإيذاء النفس والتفكير بالانتحار لهما علاج.. وعلاجهما بسيط...
على الرغم من أن حالتك تتطلب مساعدة من اختصاصي أو معالج نفساني، يمكنك عمل الآتي:
• ابتعد عما هو مثير جنسي
• تجنب المواقف التي تثير شهواتك
• فكر في حالتك لتتعرف على المواقف التي تسبب لك توترًا زائدًا.
• ابدأ بخطوات قليلة، حدد أهداف او نشاط يومي أو أسبوعي للمواقف التي لا تسبب لك توترًا قويًا.
• بعد ذلك، مارس نشاطا بصورة تدريجية إلى أن تجد أن قلقك او اكتئابك تجاهها صار أقل.
• نظامًا غذائيًا صحيًا ومتوازنًا.
• شارك في المواقف الاجتماعية من خلال التعامل مع الأشخاص الذين تشعر براحة تجاههم
• انسَ الماضي ولا تلتفت إليه إطلاقا
واقرأ أيضًا:
إدمان مواقع الإباحية والعادة السرية أيهما نعالج؟
فخ الإباحية قبل الزواج وبعد الزواج!
إلى متى تستمر معاناتي؟! حتى توقف الإباحية!
كما يمكنك التخفيف من حالتك:
• التواصل مع الأصدقاء وأفراد العائلة أو الانضمام إلى مجموعة توفر فرصًا لتحسين مهارات التواصل.
• ممارسة أنشطة ممتعة أو مهدئة، مثل الهوايات،
• تذكر نجاحاتك، ولا تركز فقط على اخفاقاتك وفشلك.
• كلما شعرت بالارتباك تذكر الهدوء "وخذ نفساً للاسترخاء"
• كافئ نفسك، عندما يكون أداؤك الاجتماعي جيداً.
وقليل من بعض التمارين:
• الاسترخاء: تساعدك علي تقبل الموقف قبل التعرض للموقف.
• التنفس: بأخذ شهيق عميق وحبسه لثوان ثم زفير ببطء، ويكرر ذلك عدة مرات يوميًا.
.. إن رغبت بالمساعدة لا تتأخر بالاتصال بي... لك تحياتي...
واقرأ أيضًا:
ذكرى تحرش: بوابة عذاب
دع تاريخ الشذوذ في نفايات الماضي وعالج اكتئابك!!