زواج بدون اتصال جنسي
السلام عليكم، زوجتي تكبرني بالعمر بـ3 سنوات، واخترتها بعد تعامل جيد بيننا في العمل (كنا نعمل في نفس الشركة عندما تعارفنا)، واخترتها بفارق العمر لما وجدت فيها من خصال جيدة كنت أبحث عنها لفترة طويلة، وفعلا هذه الخصال كانت فيها بعدما عشان معاً.
تزوجنا قبل تقريباً 8 سنوات، لدينا 3 أطفال، أكبرهم 6 سنوات. زواجنا كأي زواج صحي آخر، حصل فيه عدة مشاكل كبيرة وصغيرة، لكن لم يتدخل أي طرف خارجي والحمد لله، وحصلت بعض الصدامات القوية. شخصيتها قوية، وهي ذكية وبنت أصول وتعرف الحلال والحرام جيداً.
حتى وقت قريب، كنت على وشك اللجوء لأهلها لبعض العادات منها التي لا تريد تغييرها (عند الحديث معها بالموضوع هي تريد التغيير، ولكن بعد المحاولة ل 5-6 سنوات أدركت أنها لن تتغير)... وفجأة تغيرت شخصيتها بشكل جيد (في المواضيع التي كنت اريد التغيير فيها)، وإلى الآن لا أعرف سبب فعليا.. لكن بقيت مشكلة واحدة هي فيها من سيء إلى أسواً... وحاليا في أسوأ مرحلة فيها منذ زواجنا: الاتصال الجسدي والجنس!
قبل 4 سنوات أتذكر كانت بداية ملاحظتي للموضوع، حيث أصبح الجنس يقل نوعاً ما، ولكن مع بقاء التلامس والأحضان، وبقي حدوث اتصال جنسي، ولكن أصبح يقل شيئاً فشيئاً على مر السنوات ... وبقي التلامس والأحضان، إلى تقريبا منذ عام، حيث اصبح التواصل الجسدي بيننا نادر الحدوث.
أنا بطبيعتي مبادر لمنع المشاكل قبل حدوثها، وأحاول بكل ما أستطيع وأبحث عن الموضوع لعلاجه، فعندما بدأت بملاحظة قلت تواصلها الجسدي عن أول، بدأت أنا بزيادة التواصل من طرفي، فأنا أغلب الأحيان أنتظر منها أن تبدأ دائما... فبدأت بزيادة المبادرة من جهتي... ولكن المفاجئة كانت، أن ذلك لم يمنع تدهور الموضوع وقلة التواصل الجسدي والجنس! فقمت بذكر الموضوع بشكل غير مباشر حتى لا تحس بهجوم مني وتبدأ بالدفاع، وأقرت بالموضوع ووعدتني بأنها ستغير تصرفاتها، وبقي الموضوع في تذبذب واضح، وفترات عزوف منها بشكل كبير، حتى فاتحتها بالموضوع مرة أخرى بشكل أوضح، ومرة ثالثة ورابعة وخامسة!
أنا شخص رياضي وأهتم بصحتي وجسدي بشكل جيد، ولدي رغبة جنسية قوية دائمة، ولعدم وجود أي تصريف لهذه الشهوة التي بدأت تتركم لشهور، أصبح هذا الموضوع يأثر على حياتي بشكل سلبي، ويأخذ من وقتي وتركيزي بطريقة أكرهها بشدة، وألجأ للإنترنت لأشبع هذه الرغبة، ولكن دون جدوى... أريد شيئاً ملموساً بالحلال! والمفترض أن يكون هذا عندي ولا أبحث عنه في اماكن أخرى..
ولوصولي لمرحلة طلب الجنس منها بصريح العبارة، كان لذلك أثر غير جيد لدي عن ثقتي بنفسي... لمااذا وصلت إلى هذه المرحلة! ولكن الوضع حالياً أسوأ من ذلك: فاقتصار الجنس بيننا على الطلب الصريح مني لم يعد يجدي أحياناً، حيث تقوم هي بتأجيل الموضوع لسبب أو لآخر على الرغم من طلبي! باختصار الموضوع ليس ذا أهمية لديها أبداً...
وضعي المادي يعتبر أكثر من جيد جداً في مجتمعنا، أعيش في شقة منفصلة في عمارة لأهلي، لدي سيارة حديثة، وليس علي أي قروض أو اقساط، وأعمل في وظيفة مميزة جداً، براتب وامتيازات نادرة جداً! وهي تعمل في وظيفة جيدة أيضاً، وكنت قد اتفقت معها قبل الزواج على أن تترك الوظيفة عندما يحين الوقت اللازم لذلك، ولكنها ترفض ذلك بتاتاً، وهذا كان أحد أسباب المشاكل الكبيرة بيننا... والحق يقال، هي تقوم بعمل ممتاز في المنزل، واهتماماها بأطفالنا كبير، وتتابع كل شيء معهم وتقوم بتدريسهم باستمرار، وتقوم بالطبخ تقريباً يومياً على الرغم من أنها موظفة... وهذا ما يجعلني أبتعد عن تكبير هذا الموضوع.
لكن ماذا أفعل بخصوص الجنس؟! هل هناك شيء لا أفهمه؟! أم هل هي تقوم بدفعي للزواج عليها أو الأبتعاد عنها وأنا لا أفهم الرسالة؟! أم الموضوع يتعلق بعمرها؟
موضوع الزواج من امرأة ثانية أستطيع القيام به لأني لا أريد أن أقوم بأعمال غير أخلاقية تفسد علي باقي حياتي، ولكني شخص لدي الكثير من الأمور أحتاج أن أتابعها، وأنا مندمج مع أطفالي بشكل كبير وأقضي معهم كل يوم وقتاً جيداً معهم في أكثر من نشاط وأشعر بالسعادة لذلك، ولا أريد أن أخسر هذا.... فالزواج من أخرى له الكثير من التبعات والتي قد يكون الكثير منها غير جيد، باختصار هو موضوع يحتاج لتركيز وفراغ وسيصبح لدي منزلين وعائلتين لمتابعتهما، وذلك سيؤثر على أمور مهمة أخرى لدي...
ولكني أريد جنساً بالحلال، وقد توقفت عن طلب الجنس منها لأني لم أعد أستطيع تحمل ذلك.... فماذا أفعل ؟؟؟؟؟ لقد فاتحتها بالموضوع بأكثر الطرق صراحة، ولكن دون أي جدوى!
أريد نصيحتكم
وجزاكم الله كل الخير....
16/12/2024
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
الحقيقة ما تعاني منه زوجتك الفاضلة أمر شائع. تشير الأبحاث إلى أن انخفاض الرغبة الجنسية (اضطراب الرغبة الجنسية المنخفضة، يؤثر على حوالي 10-40% من النساء في منتصف العمر (الأعمار بين 35-55 سنة)، بشكل أكثر تحديدًا، حوالي 26-38% من النساء في الأربعينيات من عمرهن يعانين من انخفاض الرغبة الجنسية، على الرغم من أن ليس كل هذه الحالات مزعجة بما يكفي لتصنيفها كاضطراب انخفاض الرغبة الجنسية. أدناه موجز معالجة هذه الحالات.
العوامل الرئيسية المساهمة
عدة عوامل يمكن أن تؤثر على انتشار انخفاض الرغبة الجنسية بين النساء في الأربعينيات من عمرهن:
1. التغيرات الهرمونية:
النساء في الأربعينيات من العمر غالبًا ما يعانين من تقلبات في مستويات الإستروجين، والبروجستيرون، والتستوستيرون مع اقترابهن من مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، مما يمكن أن يؤثر على الرغبة الجنسية والاستجابة الجنسية. كذلك جفاف المهبل والانزعاج أثناء العلاقة الجنسية، المرتبط بالتغيرات الهرمونية، يمكن أن يساهم في تقليل الرغبة.
2. العوامل النفسية والعاطفية:
التوتر والقلق والاكتئاب شائعة في منتصف العمر ويمكن أن تقلل من الرغبة الجنسية. هذه المشاعر قد لا تكون واضحة والكثير من الأفراد لا يصرحون بها. قد تكون مشاكل الثقة بالنفس وصورة الجسد أكثر وضوحًا في هذا العمر، خاصة عندما تواجه النساء الضغوطات المجتمعية وعلامات التقدم في العمر.
3. ديناميكيات العلاقة:
العلاقات الطويلة قد تشهد انخفاضًا طبيعيًا في التجديد أو الشغف الجنسي، مما يساهم في انخفاض الرغبة.يمكن أن تؤدي قلة التواصل أو النزاعات غير المحلولة مع الشريك إلى تفاقم هذه المشكلة. تشير في رسالتك الى خلافات مزمنة ربما لعبت دورها في الماضي والحاضر أيضاً.
4. الصحة البدنية:
الحالات الصحية المزمنة (مثل السكري، ومشاكل القلب والأوعية الدموية) أكثر شيوعًا في منتصف العمر ويمكن أن تؤثر على الصحة الجنسية. لا توجد في رسالتك ما يشير إلى وجود أي اضطراب جسدي.
الآثار الجانبية للأدوية، مثل مضادات الاكتئاب أو أدوية خفض ضغط الدم، قد تقلل من الرغبة الجنسية.
5. العوامل الثقافية والاجتماعية:
الأعراف الثقافية والمحرمات المتعلقة بالجنس الأنثوي في منتصف العمر قد تمنع النساء من معالجة أو مناقشة مخاوفهن.
على الرغم من أن قلة الرغبة الجنسية شائعة، إلا أنها تصبح مصدر قلق فقط عندما تسبب ضائقة أو تؤثر على جودة حياة الشخص أو علاقاته. هذا ما حدث معك ويجب مصارحة زوجتك حول هذا الأمر.
قد تستفيد العديد من النساء في الأربعينات من العمر من تدخلات مثل:
• الإرشاد فردي أو زوجي.
• العلاج بالهرمونات (مثل العلاج بالتستوستيرون أو الإستروجين)
• معالجة عوامل نمط الحياة مثل تقليل التوتر، ممارسة الرياضة، النوم.
• العلاجات النفسانية مثل العلاج السلوكي المعرفي أو اليقظة الذهنية.
قد تكون قلة الرغبة الجنسية لدى النساء، وخاصة في حوالي سن الأربعين، نتيجة لتفاعل مجموعة من العوامل الجسدية والنفسية والاجتماعية. هذه العوامل غالبًا ما تتداخل، لذا قد يتطلب معالجتها نهجًا شاملاً.
مشاكل العلاقات:
التواصل المفتوح بين الشركاء يمكن أن يعزز العلاقة الحميمية و قد يساعد الاستشارة الزوجية أو العلاج الجنسي إذا كانت هناك صراعات في العلاقة أو اختلافات في الرغبة الجنسية.
العلاجات الدوائية:
فليبانسرين: دواء فموي يومي للنساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، على الرغم من أنه قد يُستخدم بجرعات غير معتمدة في النساء الأكبر سنًا.
بريميلانوتايد: خيار قابلة للحقن يُستخدم حسب الحاجة لتحسين الرغبة الجنسية.
المزلقات ومرطبات المهبل: لجفاف المهبل وعدم الراحة أثناء الجماع.
التدخلات السلوكية:
تشجيع تجربة أنشطة جنسية جديدة أو التركيز على أشكال غير جنسية من العلاقة الحميمية لإعادة إشعال الشغف.
ممارسة اليقظة الذهنية أو التمارين الحسية لتعزيز الوعي بالجسم والاتصال الجنسي.
توصيات الموقع:
• تحدث بصراحة مع زوجتك حول هذا الأمر ولا تباشر في تعقيد حياتك بعلاقة جنسية خارج إطار الزواج.
• زوجتك واعية وستقبل وجهة نظرك والتعاون لحل الأزمة.
• التوجه نجو طبيب نفساني له خبرة في هذا الموضوع يساعد الكثير.
وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
الحياة الجنسية للمرأة: مرحلة القبول والترحيب
أ.ر.ق النساء: الرغبة الجنسية قاصرة النشاط في النساء
انخفاض الرغبة الجنسية لماذا؟!
تباين الشهوة الجنسية بين الزوجين!
الزواج الثاني: الشرع والنفس والمجتمع!
الزواج الثاني: قيدٌ على قيد!
بهدوء الزواج الثاني وحوارٌ ساخن!