السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أحييكم أولا على هذا الموقع الفريد وهذه الخدمة المتميزة، وأرجو أن تساعدوني في مشكلتي الزوجية.
فأنا أصبحت أشعر بالاكتئاب الشديد وعدم القدرة على العمل أو إنهاء درجة الماجستير. لقد تزوجت منذ عام ونصف من شخص اخترته وأحببته، ولدي خطط رائعة للمستقبل.
زوجي من محافظة أخرى وعادة ما يذهب إلى هناك للعمل ويقضي نصف الأسبوع معي. أحب أن أكون في حالة حب وأريد دائمًا أن أشعر بالحماية مع الشخص الذي أعيش معه، لكن لدي مشكلة مستمرة.
أنا أعمل، ولحسن الحظ أكسب دخلًا جيدًا، لذا فإن الأمور ليست سيئة للغاية. أساعد عائلتي لأنهم بعد الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلد أصبحوا يكافحون، ووالدي على معاش تقاعدي الآن، لذا فأنا بحاجة إلى دعمهم.
إنهم يعتمدون عليّ، وأنا أهتم بهم بشدة. لا يمكنني أن أجعلهم يشعرون بأنهم يفتقرون إلى أي شيء لأنهم علموني وإخوتي أن نحب بعضنا البعض وندعم بعضنا البعض.
عندما كنت على وشك الزواج، لم أكن متأكدة مما إذا كان علي أن أخبر زوجي أنني أساعد عائلتي، لكنني قررت عدم القيام بذلك لأنه أثار أشياء شخصية شاركتها معه واستخدمها ضدي أثناء الجدال. لقد أدركت أن هذا أمر شخصي بيني وبين عائلتي.
لقد أحببت زوجي كثيرًا ورأيته شخصًا مهمًا في حياتي، ولكن بعد ذلك بدأ يتساءل عما أنفق عليه أموالي، وبدأت المشاكل تنشأ بيننا. أشتري كل ما أحتاجه لنفسي وأدفع ثمن درجة الماجستير، حتى لو أردت هاتفًا أو شيئًا من هذا القبيل؛ فأنا أشتريه لنفسي.
آخر شيء قاله هو أننا لا نفهم بعضنا البعض لأنه لا يعرف أين أنفق أموالي، ويشعر وكأنه لا يحبني أو لا يشعر بنفس الطريقة تجاهي كما كان من قبل. أشعر بالإرهاق حقًا؛ فهو لا يأخذني للخارج أو يقضي الوقت معي، وأخشى أن أضيع وقتي مع الشخص الخطأ. أنا مرتبكة تمامًا.
20/12/2024
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بك معنا وكان الله في عونك وشرح صدرك لما فيه خير دينك ودنياك. تعانين ضغوطا حياتية عادية فلا تعطِها قيمة أكثر مما تستحق.
أبدأ بما هو مهم، يعاني معظم من عرفت من طلاب الدراسات العليا من حالة من الإرهاق والقلق وعسر المزاج، كل عملية إنتاج فكري أو علمي مرهقة، وتختلف الدراسات العليا عن البكالوريوس كونها تتطلب أن يصبح الطالب شريكا في التعلم وليس مجرد متلقي كما هو غالبا في المرحلة الأولى. حاولي تنظيم وقتك بين بيتك ودراستك وعملك، مثلا يومين بعد الدوام للمنزل ويومين للدراسة وفرغي أيامك عند عودة زوجك كي لا تكوني مرهقة بعد الدوام بما هو متأخر عليك من أمور الدراسة، غياب زوجك نص الأسبوع سيساعدك في تنظيم أمورك حيث لن تكوني مشغولة معه طوال الوقت.
ذكرت أنك تزوجت منذ عام ونصف، غاب زوجك نصفها في عمله فأرى أنك ما زلت في الشهور الستة الأولى من الزواج وهي مرحلة تكيف وانسجام وتعود على التغيير. قد يكون زوجك كغيره من الناس يظن أن الزواج حالة حالمة أو عصا سحرية ستلغي المشكلات بينما الزواج في حقيقته يفرض مزيدا من المسؤوليات ولكن الإضافة الحقيقية هي وجود شريك يؤنسك ويشاركك اللحظات الحلوة والمشكلات كذلك.
ناقشيه في مشاعره، ما الذي كان يتوقعه من الزواج ولم يجده، وانظري هل هي أفكار نمطية من المسلسلات والروايات أم هي رغبات حقيقية يمكن لك العمل على اشباعها له. قد تدهشك توقعاته ولكن لا بد أن تعرفيها لتقرري إن كانت واقعيه أو خيالية تحتاج لتصحيح.
لا تحزني لتعبيره عن اختلاف مشاعره لك قبل الزواج عن بعده فما كان قبل هو هوى والآن هو سكن ومسؤولية، ألا يعود للمنزل؟، وفي كل الأحوال لا تقوم الحياة على الحب بل الاحترام والمودة وهو الحب الحقيقي الذي لا تتحدث عنه المسلسلات والروايات والأغاني. هي تهتم بعنصر واحد وهو الإعجاب والتعلق وهي مشاعر عابرة تزول بزواج أو بدونه بينما مشاعر الاحترام والمودة تزيد ثباتا مع مواقف الحياة المختلفة. تفسد العلاقات نتيجة الأنانية وغالبا يكون الأناني الأكبر أكثر شكوى، الزواج تبادل وتشارك والأنانية تقود كل طرف ليحقق أهدافه فقط وبذلك يولد البعد والجفاء في العلاقات بين الأزواج.
العلاقات السوية فيها تبادل للعطاء، راجعي نفسك ماذا تقدمين وماذا يقدم زوجك، يغضب الرجال غالبا لقلة أو عدم التقدير لما يقدمونه، فهم وإن كانوا ملزمين بالإنفاق يحبون أن تقدر جهودهم، أليست الصلاة فرضا علينا ومع ذلك نؤجر على أدائها. إذن أعداء الزواج الأنانية وقلة التقدير بغض الطرف من أي طرف جاءت، انتبهي لهذه النقاط وأنت ما زلت في بداية حياتك الزوجية.
نأتي للموضوع الأكثر أهمية بالنسبة لك وهو إنفاقك على أهلك، جزيت خيرا وبارك الله لك وفيك وما أدراك أن ما أنت فيه من سعة هو فضل برك لهم فلا تتوقفي. قد يكون غضب زوجك رغبته بالسيطرة وأنه يعرف عنك كل شيء لا طمعا في مالك. هل يريد منك المشاركة في مصاريف البيت بشكل منتظم، هل تخشين أن يمنعك من إعطاء والديك، لا يجب عليك الشعور بالحرج من بر والديك ولا أرى أنه أمر تعيرين به. عليك أن تقدري الأمر وتقرري هل إخفاء الأمر عنه يستحق الشجار عليه أم لا هذا ما يجب ان يشغل بالك أكثر من صحة اختيارك فحديث لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا أحب آخر ينطبق أيضا على المؤمنات، كي تستمر حياتك ابحثي عما تحبين فيه لا عما تكرهين، الحفاظ على الود صعب ولا أسهل من الكراهية.
واقرئي أيضًا:
هل تنفق الزوجة على البيت؟!
هام لكل زوجين: ترتيبات القوامة
فنون الحياة الزوجية، شكرا عمرو
بين أهلي وزوجي كيف أكون؟
خلطة سحرية للسعادة الزوجية!
بالحكمة تكون الحياة الزوجية هانئة!